أخبار

كندي مقيم في روسيا يُشارك قصة انتقاله وتكاليف معيشة عائلته

بعد مغادرة كندا للاستقرار في الخارج مع عائلته، يشارك رجل كندي واقع الحياة في مدينة صغيرة في روسيا.

يعيش فيل هادكين البالغ من العمر 53 عاما، في خاباروفسك مع زوجته فيكتوريا “فيكا” هادكين البالغة من العمر 50 عاما، وابنيهما جون بعمر 16 عاما، وأندرو بعمر 13 عاما.

ويذكر فيل أن العيش في روسيا لم يكن جزءا من خططه، ففي عام 2002، غادر مسقط رأسه كاسلجار في بريتش كولومبيا ليُدرّس اللغة الإنجليزية في جامعة بكوريا الجنوبية، حيث التقى بفيكتوريا وانتهى به الأمر بالبقاء هناك لمدة 18 عاما.

وكانت فيكتوريا أيضا مُدرّسة في جامعة بكوريا الجنوبية، حيث درّست اللغة الروسية، وكان بين الزوجين الكثير من القواسم المشتركة.

ويقول فيل: “أنا كندي روسي من الجيل الثالث وُلد في كندا، ونشأتُ في مجتمع صغير في كاسلجار حيث تنحدر العديد من العائلات من أصول روسية، وكان يتحدث أفراد أسرتي اللغة الروسية بنفس القدر من الإنجليزية”.

الانتقال إلى روسيا

في عام 2019، حان وقت التغيير: قررت العائلة مغادرة كوريا إلى كندا، ولكن مع تفشي الجائحة، اضطرت العائلة لإعادة النظر في خططها.

ويوضح فيل في فيديو على قناته على يوتيوب، “كندي يعيش في روسيا”: “لم تتمكن زوجتي من القدوم إلى كندا، فرغم زواجنا لمدة 13 عاما، لم تكن تحمل الجنسية الكندية، فاضطرت للعودة إلى روسيا، واضطررتُ أنا للذهاب إلى كندا، ولكن ابنينا كانا يحملان جوازي سفر”.

وكانت الخطة الأولية أن تزور فيكتوريا وابناها عائلتهما في روسيا لمدة شهر أو شهرين، ثم يجتمعون في كندا.

ويقول فيل: “حسنا، لم تسر الأمور على هذا النحو”.

وبسبب إجراءات الإغلاق، انتهى الأمر بفيل وحيدا في كندا لمدة 25 شهرا، غير قادر على السفر، ولكن مع نهاية عام 2021، ومع فتح الحدود، بدأ الصراع في أوكرانيا.

وأوضح فيل: “لم تتمكن فيكتوريا من القدوم إلى كندا؛ كان الأمر سياسيا بالدرجة الأولى، إذ لم يتمكن الروس من القدوم إلى كندا”.

لذلك، سافر فيل إلى عائلته في روسيا بتأشيرة عائلية خاصة لمدة عام واحد، وانتقل رسميا في 17 مايو 2022، وهو حاليا يحمل تأشيرة عمل قابلة للتجديد لمدة ثلاث سنوات، لكنه الآن يخطط للإقامة طويلة الأمد.

وقال: “تقدمتُ بطلب للحصول على الإقامة الدائمة في ديسمبر 2025، وسيتم إبلاغي بقرار منحي الإقامة الدائمة بحلول مايو 2025”.

التأقلم مع الحياة في روسيا

أشار فيل إلى أنه كان من السهل عليه الحصول على وظيفة تدريس اللغة الإنجليزية في خاباروفسك، مسقط رأس زوجته، حيث تقع المدينة في شرق روسيا على طول الحدود الروسية الصينية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 640 ألف نسمة، وفقا لمجلة World Population Review.

وقال فيل: “خاباروفسك مدينة كبيرة بما يكفي لاستضافة العديد من مراكز التسوق، لكنها صغيرة بما يكفي لتتمتع بأجواء بلدة صغيرة”.

وأضاف أن واقع الحياة اليومية في روسيا يختلف تماما عما تُصوّره وسائل الإعلام.

وأوضح: “على عكس ما تدّعيه العديد من وسائل الإعلام الغربية، فإن روسيا بلد آمن وحديث للعيش فيه”.

وقال فيل إنه وجد التكيف مع الثقافة الروسية أسهل بكثير.

وأوضح: “الروس يُسمّون الأشياء بمسمياتها، فالشعب الروسي لا يُحبّ اللف والدوران”، ويقولون الأشياء كما يرونها، وإن كان ذلك يعني جرح مشاعرك، فليكن – فهم لا يبتسمون ويخدعونك في آن واحد”.

مقارنة الحياة في كندا وروسيا

قبل ثلاث سنوات، أطلق فيل قناته على يوتيوب ليقدم للناس لمحة عن الحياة في روسيا.

وأوضح “أريد أن أُظهر كيف تبدو الحياة في الشرق الأقصى الروسي من وجهة نظر كندي”.

وحتى الآن، حمّل فيل أكثر من 440 فيديو، ولديه 2200 مشترك، وأكثر من 120,000 مشاهدة، ومع ذلك، على عكس غيره من مستخدمي يوتيوب، لا يستطيع الاستفادة من محتواه.

وقال: “قناتي على يوتيوب غير مربحة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، لذلك لا أربح أي أموال من فيديوهاتي”.

وأضاف “كانت ردود الفعل على فيديوهاتي متباينة، فأحيانا أنشر فيديو ذا طابع إيجابي، فأتلقى تعليقات تصفني بالمحتال، وأن النظام الشيوعي الروسي يُجبرني على إنتاج فيديو دعائي، ولكن للعلم، لم تكن روسيا تحت حكم حكومة شيوعية منذ عام 1991”.

وفيما يتعلق بجوانب الحياة الأخرى في روسيا، قال فيل إن كندا وروسيا “مختلفتان اختلاف الليل عن النهار”.

وتابع: “في روسيا، يبدو أن الناس يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة أصدقائهم وعائلاتهم على النجاح في حياتهم اليومية، أما في كندا، فيبدو أن كل فرد يعتمد على نفسه، تماما كما في نظرية داروين عن البقاء للأقوى”.

وكما هو الحال في كندا، التعليم الابتدائي والثانوي في روسيا مجاني، أما في روسيا، فيحصل الطلاب على تعليم مجاني بعد الثانوي، كما يُتاح لهم خيار دفع الرسوم الدراسية للدراسة في كليات أو جامعات خاصة أو متخصصة.

تحليل تكلفة المعيشة

أوضح فيل أن الحياة في شرق روسيا ميسورة التكلفة.

ويقول: “تكلفة المعيشة اليومية في متناول الجميع، ويمكنني الحصول على ما لا يقل عن 80% من المنتجات الغربية، أما بالنسبة للـ 20% المتبقية، فإن البدائل الروسية الصنع لا تقل جودة عن العلامات التجارية الغربية”.

وفيما يلي، يشارك فيل بعض نفقات عائلته الشهرية بالدولار الكندي:

  • السكن: “نعيش في وسط مدينة خاباروفسك في مجمع سكني مسوّر، ونملك الشقة التي نعيش فيها؛ وليس لدينا رهن عقاري، وتبلغ مساحة شقتنا 120 مترا مربعا (1292 قدما مربعا)”.
  • البقالة: “تتراوح فاتورة البقالة الشهرية لدينا بين 450 و500 دولار، وهي أقل بكثير في الصيف لأن لدينا حديقة في كوخنا الريفي (الداتشا)”.
  • تناول الطعام في الخارج: تتراوح تكلفة تناول الطعام لشخصين في مطعم روسي تقليدي (столовая) بين 12 و15 دولارا، وتتراوح تكلفة تناول الطعام لشخصين في مطاعم الوجبات السريعة مثل كنتاكي أو برجر كنج بين 18 و20 دولارا، وتتراوح تكلفة تناول الطعام لشخصين في مطعم فاخر، شاملة المشروبات (اليابانية، الكورية، الصينية، الإيطالية، الهندية، الأرمنية، الجورجية، أو اليونانية)، بين 50 و60 دولارا.
  • الكهرباء: من 25 إلى 30 دولارا
  • التدفئة: 135 دولارا (من أكتوبر إلى أبريل)
  • الماء الساخن: 15 دولارا
  • الماء البارد: 6.50 دولارا
  • الغاز الطبيعي: 2.50 دولارا
  • الصرف الصحي: 10 دولارات
  • إزالة القمامة: 8 دولارات
  • صيانة المباني: 12 دولارا
  • التلفزيون عبر الإنترنت: 22 دولارا
  • تذاكر السينما: 5 دولارات للتذكرة (أفلام هوليوودية وروسية محلية)
  • الهوكي: 9 دولارات للتذكرة (للدوري الأول دون دوري الهوكي الوطني)
  • إنترنت عالي السرعة: 22 دولارا
  • هاتف لجميع أفراد العائلة: 50 جيجابايت إنترنت للشخص الواحد بسعر يتراوح بين 8.50 و34 دولارا “لعائلتنا المكونة من أربعة أفراد”.
  • الرعاية الصحية/التأمين الصحي: “الرعاية الصحية مجانية، ومع ذلك، إذا رغب أحد في زيارة عيادة خاصة، فإن التكلفة تبلغ حوالي 25 دولارا للزيارة الواحدة”.
  • المواصلات: “نمتلك سيارة شيري تيجو برو ماكس 7 صينية موديل 2024، لذلك لا ندفع أقساط قرض سيارة، وتأمين السيارة لمدة عام واحد 340 دولارا، وتكلفة سيارات الأجرة حوالي 2.50 دولارا للرحلة التي تستغرق من 12 إلى 15 دقيقة، وتكلفة أجرة الحافلة في المدينة 0.85 دولارا للرحلة الواحدة”.
  • السفر: “لم نعد نسافر كثيرا”، فقد كنا نسافر كثيرا خلال عطلاتنا الصيفية والشتوية عندما كنا نعيش في كوريا الجنوبية، ولكن أيام سفرنا ولّت، ومع ذلك، أعود كل صيف إلى كاسلجار ببريتش كولومبيا، لزيارة والدتي وأخواتي وأصدقائي.

نظرة إلى المستقبل

بعد أن عاش في بلدين آخرين، يدرك فيل بالتأكيد صعوبات حياة المغتربين.

وقال: “يجب على أي كندي يخطط للانتقال إلى الخارج أن يتحلى بالصبر، فستكون هناك أوقات تتمنى فيها لو لم تنطلق في مغامرتك، وتتمنى لو بقيت في منطقة راحتك في كندا”.

ومثل غيره من المغتربين الذين غادروا وطنهم، يقترح إجراء أكبر قدر ممكن من البحث.

وقال: “تذكر أنك لن تكون سائحا، بل ستعيش بين السكان المحليين في معظم الأحيان”.

نصيحة أخرى: “الأهم من ذلك، تعلم اللغة المحلية، فمهاراتك في التواصل باللغة المحلية ستخفف من وطأة الصدمة عند انتقالك من كندا إلى وجهة سكنك الجديدة”.

وعندما سُئل عن المدة التي يرى نفسه يعيشها في روسيا، قال فيل: “ذهبتُ إلى كوريا الجنوبية لمدة عام واحد، وانتهى بي الأمر هناك لمدة 18 عاما، لذا، للإجابة على سؤال كم سأبقى هنا في روسيا، حسنا، على المدى القصير، سأبقى هنا حتى نتمكن من الاختيار بين الذهاب إلى كندا أو البقاء في روسيا”.

وأضاف أنه لو استطاع الاستمرار بنفس نمط الحياة الذي يعيشه الآن، لما كان لديه “أي مشكلة على الإطلاق” في العيش في روسيا لعقد أو حتى عشرين عاما قادمة.

وأوضح أنه على الرغم من افتقاده لعائلته وأصدقائه في كندا، إلا أنه يشعر أنه قريب منهم من خلال حديثهم اليومي.

وقال: “سواء كنتُ في كوريا أو روسيا أو كندا، فلا يهم حقا.. ما دمتُ مع عائلتي، فهذا هو المهم”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!