ما ينصح المحامون الكنديين بفعله لتقليل خطر التدقيق على الحدود الأمريكية

قال إيفان غرين، الشريك الإداري في مكتب ” Green and Spiegel” للمحاماة في تورنتو، إن حيازة هاتف خالٍ من البيانات أو التطبيقات يشبه “إطفاء الأنوار ثم إخبار ضابط الحدود: حسنا، الآن يمكنك تفتيشي”، وهو ما يعد مؤشرا على محاولة إخفاء شيء ما.
وأضاف غرين لصحيفة National Post أن “مثل هذه النصائح تنم عن إهمال، وتوحي بأن الشخص يخفي معلومات، ما قد يؤدي إلى عواقب غير محمودة”.
وكانت الحكومة الكندية قد حدّثت نهاية الأسبوع الماضي إرشادات السفر إلى الولايات المتحدة، مشددة على الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها ضباط الجمارك وحماية الحدود الأمريكيون (CBP)، ومؤكدة على ضرورة التصرف بحذر.
ويملك ضباط الحدود الأمريكيون حق تفتيش الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة دون الحاجة لإثبات وجود مخالفة.
كما يمكنهم طلب كلمات المرور لفتح هذه الأجهزة، وقد يؤدي رفض التعاون إلى مصادرة الأجهزة أو تأخير الدخول أو حتى الاحتجاز تمهيدا للترحيل.
بدوره، قال ديفيد غارسون، الشريك الإداري في شركة Garson Immigration Law، إن تقديم هاتف لا يحتوي على رسائل نصية أو أي نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي من شأنه أن يُثير الشك.
وأشار إلى أن “ضباط الجمارك مدربون على هذا النوع من الأمور”، موضحا: “حين يرون جهازا نظيفا تماما، يتساءلون: مهلا، هل يخفي هذا الشخص شيئا؟”.
وقال إن ذلك قد يؤدي إلى منع الشخص من دخول البلاد.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، قال غارسون إن عمليات التفتيش على الأجهزة الإلكترونية لا تزال نادرة نسبيا، لافتا إلى أن أقل من 1% من المسافرين خضعوا لتفتيش في عام 2024.
وأيد اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (ACLU) هذا التقدير، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى تزايد عدد هذه العمليات في السنوات الأخيرة، وبلغ عدد الأجهزة التي خضعت للتفتيش عام 2023 أكثر من 41,000 جهاز، مقارنة بـ8,503 في 2015.
كما ذكر غرين أن “القواعد لم تتغير، لكن طريقة تطبيقها أصبحت أكثر صرامة”، وأوصى المسافرين إلى الولايات المتحدة، سواء لأغراض العمل أو السياحة، بحمل جميع الوثائق الداعمة، مثل تذكرة الطيران، وحجز الفندق، ورسالة من جهة العمل توضح سبب السفر.
وأكد غارسون على محدودية الحقوق التي يتمتع بها غير المواطنين في الولايات المتحدة، وقال إن “الحقوق تصبح شبه معدومة ما إن تطأ قدماك الأراضي الأمريكية”.
لكنه أوصى ببعض الاحتياطات، مثل فتح الهاتف بنفسك بدلا من إعطاء كلمة المرور لضابط الحدود.
وأردف قائلا إن “أفضل ما يمكن فعله هو التقييم الذاتي”، مضيفا أن أي مشاركة سابقة في مظاهرات مناهضة للولايات المتحدة أو نشاط مثير للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي قد يشكل خطرا على فرص الدخول.
وإذا مُنعت من الدخول، فإن أي محاولة مستقبلية للعبور ستتطلب الحصول على إذن خاص.
وعن منشورات وسائل التواصل التي تنتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال غرين إنها وحدها لا تشكل مبررا لمنع الدخول.
وتابع: “نصف الشعب الأميركي لم يصوت له”.
ومع ذلك، لفت إلى حالة رُفض فيها دخول أحد الأشخاص بسبب وجود محتوى معادٍ للسامية على جهازه.
وأضاف غارسون أن السلطات الأمريكية باتت تولي اهتماما متزايدا لأي إشارات على معاداة السامية.
وذكر غرين أن عبور الحدود جوا يمنح المسافرين الكنديين مرونة أكبر، وفي حال حدوث أي مشكلة أثناء عملية الفحص في المطارات الكندية، لا يزال المسافر على الأراضي الكندية ويمكنه التراجع عن السفر.
أما على المعابر البرية، فبمجرد وصول الشخص إلى الجانب الأمريكي، فإنه يصبح عرضة للاحتجاز أو الترحيل.
واختتم غرين نصائحه للمسافرين قائلا: “كن مهذبا، أجب عن الأسئلة، واحمل الوثائق التي تدعم إجاباتك”.
اقرأ أيضا:
- كيف تخفي الهجرة الأزمة الاقتصادية في كندا؟
- الكنديون يواجهون مشاكل عند تقديم ضرائبهم على موقع الإيرادات الكندية.. والكثيرون مستاؤون