الكنديون يتخلون عن عقاراتهم في الولايات المتحدة

على مدار 15 عاما، اعتاد مزارع الحبوب ديل ماكمولن الهروب من برد ألبرتا القارس إلى دفء شمس أريزونا، لكن بعد شتاء هذا العام، قرر ألا يعود مجددا.
وأوضح ماكمولن، المقيم في مدينة Innisfail بألبرتا: “لقد وقّعنا الأوراق”، لافتا إلى أنه وزوجته باعا منزلهما الشتوي في مدينة Phoenix.
وتابع: “لقد تحمّلنا تراجع قيمة الدولار الكندي لسنوات، على أمل أن يتحسن الوضع، لكن مع هذه الفوضى السياسية في الولايات المتحدة ومع السيد ترامب، أصبح الأمر مُهينا جدا”.
كما عبر ماكمولن، الذي عاد إلى كندا الأحد الماضي، عن حزنه لوداع منزله الثاني، والطقس الرائع، وأصدقائه الأمريكيين.
وأردف قائلا: “كثير من الناس توقفوا ليعتذروا عمّا يحدث.. إنهم يشعرون بالسوء الشديد”.
لكن ماكمولن وزوجته ليسا الوحيدين، إذ يشهد قطاع العقارات ما وصفه البعض بـ”النزوح الكبير” للكنديين.
ووسط الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، والتهديدات المتكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانخفاض سعر صرف الدولار الكندي، أصبح الكنديون يبيعون ممتلكاتهم في أمريكا بوتيرة متزايدة، بحسب عدد من وكلاء العقارات.
كما باعت ناتالي مانكوسو، التي تعيش قرب مونتريال، مؤخرا شقتها في Pompano Beach، شمال Fort Lauderdale.
وقالت لـ Global News: “لم نعد نرغب في الاستثمار أو ضخ أموالنا في بلد يقوده أحمق.. ترامب كان يهين الكنديين وكأنهم قطعة سجاد تحت قدميه”.
وأضافت أنها هي وزوجها اعتادا قضاء إجازاتهما الشتوية في ولاية فلوريدا على مدار 15 عاما، لكن سحر المكان بدأ يتلاشى منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وتابعت: “كنا محبطين جدا لاتخاذ هذا القرار، لكنه كان ضروريا لأننا لم نرغب في خيانة قناعاتنا”.
من جانبها، ذكرت كاثرين سبينو وكيلة العقارات في جنوب فلوريدا، أنها تلاحظ “تحوّلا كبيرا” في السوق، حيث أصبحت الأسعار أكثر تكلفة وأقل قابلية للتنبؤ بالنسبة للكنديين.
وأردفت قائلة: “هناك عدة أسباب، لكن من المؤكد أن الكنديين يريدون البيع واسترجاع أموالهم إلى كندا”.
من جهته، قال لوري لافين، وكيل العقارات في شركة Arizona Premier Realty، إن حجم الإعلانات العقارية ارتفع بشكل كبير.
وأضاف: “هاتفي يرن باستمرار.. عادة ما يكون لدي إعلانان أو ثلاثة في مثل هذا الوقت من السنة، أما الآن فلدي 16 إعلانا”.
وتصدّر الكنديون قائمة المشترين الأجانب العام الماضي، بنسبة 13% من إجمالي المبيعات، وتركزت معظمها في ولايتي فلوريدا وأريزونا، وفقا لتقرير صادر عن الجمعية الوطنية للوسطاء العقاريين في الولايات المتحدة.
لكن الهروب من برد كندا لم يعد مغريا كما في السابق، في ظل التوترات السياسية التي جعلت العلاقة بين واشنطن وأوتاوا أكثر برودة.
كما قال المتقاعد بوب غاس، من مانيتوبا: “عندما تسمع تهديدات بالغزو أو بتدمير اقتصادنا، تبدأ بالقلق فعلا”.
ويمتلك غاس منزلا مع زوجته في جنوب فلوريدا منذ 15 عاما، ولفت إلى أن عددا من الكنديين في الحي وضعوا لافتات “للبيع” أمام منازلهم.
وتابع: “إذا كنت كنديا، فأنت إما تبيع منزلك وتغادر، أو تفكر جديا في ذلك.. وهذا بالضبط موقفنا حاليا”.
في الوقت نفسه، ذكر المتقاعد البالغ من العمر 72 عاما من McCreary، إنه قلق بشأن ارتفاع تكلفة تحويل العملة، والرسوم الجمركية الأمريكية على كندا، وتشديد إجراءات العبور على الحدود.
وزادت هذه المخاوف مع دخول قواعد جديدة حيز التنفيذ يوم الجمعة، والتي تُلزم الزوار الذين يمكثون في الولايات المتحدة لأكثر من 30 يوما بالتسجيل لدى الحكومة الأمريكية.
وأوضح غاس: “نرغب في الالتزام بالقانون، لكن إن أصبح الأمر معقدا، فسيتوجب علينا بيع منزلنا والانسحاب”.
اقرأ أيضا:
- السياح الأمريكيون يشعرون بالقلق من زيارة كندا
- ترامب يعلن دعمه لإلغاء تغييرات التوقيت الموسمية.. هل يُحدث هذا تغييرا في كندا؟