أخبار

هذه البلدة أمريكية ولكنك تحتاج لعبور كندا للوصول إليها.. كيف يعيش سكانها؟

نشأت هانا شوكارد في بلدة بوينت روبرتس بولاية واشنطن الأمريكية، وهي شبه جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها 12.6 كيلومترا مربعا، تبدو كمزيج ساحر بين بلدة هادئة ومحمية طبيعية.

ورغم جمالها، فإنها تُصنف كـ”جيب خارجي”، أي أرض تابعة لدولة (الولايات المتحدة) لكن يُمكن الوصول إليها بريا فقط عبر دولة أخرى (كندا).

تُحاط هذه القطعة الأرضية الأمريكية بالمياه من ثلاث جهات وبكندا من الجهة الرابعة، مما يطرح تساؤلات عن سبب عدم انضمامها لكندا.

يعود هذا إلى معاهدة أوريغون عام 1846، التي حددت خط العرض 49 كحدٍّ دولي، تاركة شبه الجزيرة ضمن الأراضي الأمريكية لضمان الوصول إلى مناطق الصيد في المحيط الهادئ.

وبحلول القرن الـ19، استقر فيها مهاجرون أيسلنديون عملوا في صيد السمك والزراعة، وتُعتبر عائلة شوكارد من أحفاد هؤلاء الرواد.

تصف هانا طفولتها في البلدة بـ“السحر”، حيث النشأة بين الغابات والمحيط. رغم انتقالها لاحقا إلى سياتل للدراسة والعمل، حافظت على صلة وثيقة بمسقط رأسها.

غير أن جائحة كوفيد-19 غيَّرت مسار حياتها؛ فمع إغلاق الحدود، أصبحت زيارة جديها المسنين صعبة، مما دفعها للعودة مع زوجها في أكتوبر 2021 بعد تحوّل وظيفتها إلى عمل عن بُعد.

ولم تكن هانا الوحيدة التي وجدت في البلدة ملاذا خلال الجائحة، فالثنائي نيل وكريستال كينغ انتقلا إليها من بورتلاند بعد أن فقدا عمليهما ومنزلهما في حريق.

وتقول كريستال: “أردنا الشعور بالأمان وتكوين أسرة. هنا، يعود الزمن 40 عامًا للوراء… مكان صغير وآمن.”

مجتمعٌ مترابط بقلبين:

لا يتجاوز عدد سكان البلدة 1,200 نسمة، ويعتمدون على طريقين رئيسيين دون إشارات مرور ضوئية.

تُلخِّص كريستين لوميديكو، أمينة المكتبة المحلية، روح المجتمع: “كان أمين المكتبة يقود الحافلة المدرسية ويُصلح الأثاث! الجميع هنا يعرف بعضه.”

انتقلت كريستين مع زوجها (الذي عمل مع الأمم المتحدة) إلى البلدة عام 1982 لتربية أطفالهما في بيئة قريبة من العائلة والطبيعة.

تحدياتٌ على الحدود:

رغم سحر المكان، تواجه البلدة تحديات وجودية. فاقتصادها يعتمد على السياحة الكندية، خاصةً في شراء الوقود والبضائع بسبب انخفاض الأسعار.

لكن الرسوم الجمركية الأخيرة والمشاعر المعادية للولايات المتحدة في كندا تهدد هذا التوازن.

وتقول كريستال: “التجار قلقون… إلى متى ستستمر هذه الضغوط؟”

ويُضاف إلى ذلك اعتماد البلدة على كندا في الكهرباء والمياه، وتعايش سكانها مع الهوية المزدوجة (الكندية-الأمريكية) عبر عقود.

واليوم، تُرفرف الأعلام الأمريكية والكندية معا في سماء بوينت روبرتس، لكن السؤال يبقى: هل ستحافظ هذه البقعة الفريدة على هويتها وسط التحديات الاقتصادية والسياسية؟ بينما يحبس السكان أنفاسهم، يظل الأمل في أن تنجو بلدتهم الصغيرة كشاهدٍ على التعايش عبر الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!