كاليفورنيا.. أول ولاية أمريكية تقاضي إدارة ترامب بسبب الرسوم الجمركية
أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، اليوم الأربعاء، أن الولاية تعتزم رفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تطعن فيها في صلاحية الرئيس بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق أدت إلى اندلاع حرب تجارية عالمية.
وتستند الدعوى إلى أن ترامب أساء استخدام “قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية” في فرض الرسوم على كل من المكسيك وكندا والصين، أو في تطبيق رسوم عامة بنسبة 10% على جميع الواردات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا القانون يمنح رئيس البلاد صلاحيات لتجميد المعاملات أو حظرها في حال وجود تهديدات خارجية، لكن كاليفورنيا تؤكد أن استخدام ترامب لهذا القانون في فرض الرسوم الجمركية غير قانوني.
وجاءت هذه الخطوة من كاليفورنيا وسط تغييرات متسارعة في سياسة الرسوم الجمركية من قبل إدارة ترامب، لتكون بذلك أول ولاية أمريكية تتخذ إجراء قانونيا ضد هذه السياسات، التي سبق وأن طُعن فيها قانونيا من قبل شركات محاماة تمثل أصحاب الأعمال ومنظمات حقوقية.
كما قال نيوسوم إن الرسوم الجمركية أدت إلى ارتفاع الأسعار وتسببت بأضرار تقدر بمليارات الدولارات في اقتصاد الولاية، التي تُعد الأكبر اقتصاديا بين الولايات الأمريكية، وتتمتع بقطاع تصدير ضخم.
وأضاف: “الرسوم الجمركية غير القانونية التي فرضها ترامب تسببت في فوضى عارمة للأسر والشركات والاقتصاد في كاليفورنيا، وأدت إلى ارتفاع الأسعار وتهديد فرص العمل”.
وتابع: “نقف اليوم إلى جانب العائلات الأمريكية التي لم تعد تتحمل استمرار هذه الفوضى”.
وتتفق الولاية في هذا الموقف مع عدد من المشرعين الديمقراطيين في الكونغرس، الذين أكدوا أن فرض هذه الرسوم كان يتطلب موافقة تشريعية.
وكان مجلس الشيوخ قد أقر في وقت سابق قرارا رمزيا بانتقاد ترامب بشأن هذه الرسوم، انضم إليه أربعة من أعضاء الحزب الجمهوري، لكن سيطرة الموالين لترامب على مجلس النواب تُضعف من احتمال اتخاذ إجراء مماثل هناك.
وتسعى كاليفورنيا من خلال الدعوى، التي ستُقدم أمام المحكمة الفيدرالية في المقاطعة الشمالية للولاية، إلى تعليق الرسوم بشكل فوري.
كما جاء إعلان الدعوى بعد أيام من طلب نيوسوم من عدد من الدول استثناء صادرات كاليفورنيا من الرسوم الانتقامية، مؤكدا أن “كاليفورنيا ليست واشنطن العاصمة”، لكن لم تُعلن أي اتفاقات بهذا الخصوص حتى الآن.
يُذكر أن كاليفورنيا، التي تمتلك اقتصادا لا يتفوق عليه سوى عدد محدود من الدول، تشترك بحدود مع المكسيك، كما ترتبط بعلاقات تجارية وثيقة مع كندا.
وأعرب ترامب سابقا عن عدم رضاه عن اتفاق التجارة الثلاثي المحدث الذي وقعه عام 2019 مع المكسيك وكندا.
كما تُقدّر القنصلية العامة لكندا أن حجم التجارة الثنائية بين كندا وكاليفورنيا يبلغ 53 مليار دولار أمريكي سنويا، وأن هناك ما يقرب من 2000 شركة كندية تعمل في الولاية، وتوظف حوالي 90 ألف شخص.
وتشير البيانات إلى أن كاليفورنيا تصدّر إلى كندا ما يفوق وارداتها منها بنحو ملياري دولار. لكن التوترات الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية أدت إلى فرض تدابير انتقامية أثرت على صادرات كاليفورنيا، مع سحب منتجات مثل النبيذ والمشروبات الكحولية من أرفف متاجر الخمور في عدة مقاطعات كندية.
وتُعد كاليفورنيا قوة زراعية كبرى، وتُوجّه العديد من محاصيلها من المكسرات والفواكه والخضروات إلى الأسواق العالمية، وتعتمد بشكل كبير على واردات البترول الكندي.
اقرأ أيضا:
- حاكم كاليفورنيا يطلق حملة لجذب الكنديين ويحثهم على عدم السماح لترامب بإفساد رحلتهم إلى الولايات المتحدة
- الهجرة إلى كندا.. إليك أكثر 8 أسئلة شيوعا في مقابلة الحصول على تأشيرة الإقامة الدائمة
