الكنديون يعتمدون على استرداد الضرائب وسط ديون “مذهلة”

في ظل تصاعد القلق من احتمالات حدوث ركود اقتصادي، كشف استطلاع حديث أن عددا مذهلا من الكنديين يعانون من ديون مالية، ويعتمد الكثيرون منهم على استرداد ضرائبهم لسدادها.
وفي استطلاع أجرته شركة Remolino & Associates، وهي شركة مرخصة لمعالجة حالات الإفلاس تتخذ من تورنتو مقرا لها، أفاد 55% من الكنديين بأنهم مدينون ماليا.
وأرجع فرانشيسكو ريمولينو، الخبير في قضايا الإفلاس ومدير الشركة، تفشي الديون إلى الارتفاع العام في تكلفة المعيشة وتراجع الدخل منذ وباء كورونا.
وأضاف ريمولينو لـ Global News: “خلال السنوات الماضية، راكم الناس ديونا بدرجة أصبحت خارج السيطرة نوعا ما”.
كما ذكر أن الحرب التجارية العالمية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسببت في تقلبات حادة بأسواق المال، وأثارت مزيدا من المخاوف بشأن الركود، مما زاد من حالة عدم اليقين المالي.
وأردف قائلا: “نحن في بيئة متقلبة، لأنه لا توجد خطة واضحة لمواجهة هذا الوضع أو للتحضير لما هو قادم”.
وجاء هذا القلق في وقت يعتبر فيه ارتفاع تكاليف المعيشة القضية الأبرز في الحملة الانتخابية الفيدرالية الكندية الحالية.
وأظهر استطلاع أجرته Ipsos لصالح Global News أن أربعة من كل عشرة كنديين يريدون من الحكومة المقبلة معالجة مشاكل القدرة على تحمل التكاليف، بينما أعرب 46% عن رغبتهم في خفض ضرائب الدخل.
كما أشار استطلاع آخر أجرته مؤسسة Angus Reid أواخر الشهر الماضي إلى أن 51% من الكنديين يتوقعون الحصول على استرداد ضريبي هذا العام، بينما قال 25% منهم إنهم يخططون لاستخدام هذا المبلغ لسداد ديونهم.
وبحسب وكالة الإيرادات الكندية (CRA)، فإن من قدّم إقراره الضريبي إلكترونيا يمكنه تلقي المبلغ المسترد خلال أسبوعين، في حين قد يستغرق الأمر حتى 8 أسابيع لمن قدمه ورقيا.
ويرى كلاي جارفس، خبير مالي ومتحدث باسم NerdWallet Canada، أن استخدام الأموال المستردة لسداد الديون هو “دائما فكرة رائعة”.
وأكد ريمولينو على أهمية البدء بسداد الديون ذات الفوائد الأعلى أولا، لأن ذلك يقلل من الفوائد المستحقة ويوفر مزيدا من الدخل الشهري للنفقات الأساسية.
وتابع: “التخلص من الديون يمكن أن يوفر راحة نفسية ويمنح المواطنين حرية أكبر للتقدم في مجالات أخرى من حياتهم”.
كما أشارت بيانات CRA إلى أنها تلقت أكثر من 33 مليون إقرار ضريبي العام الماضي، وأصدرت أكثر من 19 مليون استرداد، بمتوسط بلغ 2294 دولارا للفرد.
وذكر جارفس أن الاسترداد الضريبي هو “أموالك التي تستعيدها، وليس مكافأة مالية”، ناصحا بعدم إنفاقها بشكل متهور حتى لو كانت أكثر من المتوقع.
واقترح ريمولينو تقسيم مبلغ الاسترداد بين سداد الديون، والادخار في حساب تقاعدي مسجل (RRSP)، وتكوين صندوق طوارئ.
اقرأ أيضا:
- سحب بعض أقراص الأسيتامينوفين والميلاتونين من الأسواق في كندا
- الدولار الكندي يسجل ارتفاعا بعد توقف بنك كندا عن خفض أسعار الفائدة