أخبار

المزيد من الكنديين يعجزون عن بيع سياراتهم .. وإليكم الأسباب

تشهد كندا موجة متصاعدة من المالكين الذين يعجزون عن بيع سياراتهم بسبب انخفاض قيمتها السوقية إلى ما دون المبالغ المتبقية على قروضهم، ناهيك عن قدرتهم على شراء مركبات جديدة.

تُظهر بيانات حديثة من موقع “Clutch.ca” المتخصص في بيع السيارات بمقاطعة أونتاريو تضاعف أعداد مالكي السيارات الذين يعانون من “رأس المال السلبي” (حيث تقل قيمة السيارة عن الرصيد المستحق على القرض) بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها عام 2023.

ووفقا لتحليل عينة شملت 10 آلاف سيارة عرضها البائعون على الموقع، وُجد أن 23.5% من السيارات تعاني من رأس المال السلبي، مقابل 7.2% فقط قبل عام.

يُرجع “دان بارك”، الرئيس التنفيذي لشركة Clutch، هذه الظاهرة إلى تبعات جائحة كوفيد-19 واضطرابات سلاسل التوريد التي شهدتها صناعة السيارات العالمية، مما أدى إلى ارتفاع حاد وغير مسبوق في أسعار السيارات الجديدة والمستعملة خلال الأعوام الماضية.

لكن مع عودة الإنتاج وزيادة المعروض، بدأت قيم العديد من السيارات – خاصة تلك المُشتراة خلال ذروة الارتفاع – في الانخفاض بشكل ملحوظ.

يوضح بارك الصدمة التي يعيشها البائعون: “يتوقع الناس شيكا لصالحهم عند بيع سياراتهم، لكنهم يفاجأون بطلب البنوك منهم سداد فارق القرض، وقروض السيارة مضمونة بالمركبات ذاتها، ماما يعني قدرة المقرضين على استردادها في حال التخلف عن السداد”.

نتيجة لذلك، ارتفعت نسبة من يتراجعون عن البيع إلى 86% بين أصحاب الرأسمال السلبي، مقارنة بـ58% عام 2023.

من ناحية أخرى، قفز متوسط ​​قيمة الرأس مال السلبي بنسبة 52% على أساس سنوي ليصل إلى 7,710 دولارًا كنديًا، مقابل 5,050 دولارًا قبل عام.

ويُشير بارك إلى مفارقة غريبة: بينما يتابع مالكو المنازل قيمة أملاكهم بدقة، يغفل الكثيرون عن تتبع قيمة سياراتهم التي تُعدّ ثاني أكبر أصولهم قيمةً.

ويُضيف: “التحدي يكمن في صعوبة التخلص من السيارة دون توفر سيولة لتغطية الفارق. قليلون يملكون 7 آلاف دولار نقدًا لسداد ديون سياراتهم”.

لكن الضرورات الحياتية تدفع البعض للبيع رغم الخسارة. كاستجابة، أبرمت Clutch اتفاقيات مع مؤسسات مالية لتقديم قروض تصل إلى 15 ألف دولار لمساعدة هؤلاء المالكين.

هذه الأزمة تُسلط الضوء على تداعيات التضخم الجامح الذي ضرب الاقتصاد بدءًا من 2020، حيث ارتفعت أسعار السيارات الجديدة 43% منذ 2021 (من 45,400 إلى 65,200 دولار)، والمستعملة 27% (من 27,100 إلى 34,400 دولار)، متجاوزة بكثير معدلات التضخم المستهدفة من بنك كندا (1-3% سنويًا).

ورغم استقرار الأسعار مؤخرًا – مع انخفاض طفيف نهاية 2024 – يُحذر محللون من موجة ارتفاع جديدة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات السيارات والصلب والألمنيوم، والتي دفعَتْ بعض مصانع السيارات الكندية إلى تعليق الإنتاج مؤقتًا.

من جهته، يلفت “باريس أكيوريك”، نائب رئيس قسم الرؤى في Autotrader.ca، إلى تحولات غير اعتيادية في السوق، حيث سجلت أسعار السيارات المستعملة ارتفاعًا بنسبة 0.3% في مارس رغم انخفاضها التاريخي خلال هذا الشهر.

ويُعلق بارك على الواقع الجديد: “لم تعد هناك سيارات ‘اقتصادية’ بالمعنى التقليدي. فكرة أن تكون قادرًا على بيع سيارتك بسهولة أصبحت مفهوما غريبا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!