أخبارالحياة في كندا

أكبر مدينة أشباح في كندا .. إليكم قصة مدينة Anyox المنسية منذ قرن من الزمن

تقع مدينة Anyox المهجورة في منطقة نائية من مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، على بُعد نحو 145 كيلومترا من مدينة برينس روبرت الساحلية.

كانت هذه المدينة ذات يوم مجتمعا مزدهرا للتعدين، يقطنه قرابة 3,000 نسمة، قبل أن تتحول إلى أطلال مهجورة منذ ما يقرب من مئة عام.

من أرض الأساطير إلى مدينة التعدين:

قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، كانت هذه المنطقة تُشكل أرضا مقدسة لشعب نيسجا الأصلي، الذي أطلق عليها اسم “أنيوكس”، وتعني بلغتهم “المياه الخفية”.

وتوارثت أجيالهم أساطير عن جبلٍ من الذهب مختبئ بين تضاريس المنطقة، والتي تحولت إلى حقيقة مذهلة مع اكتشاف شركة ” Granby Consolidated” لثرواتها المعدنية عام 1910.

وبعد عامين من عمليات شراء الأراضي، تأسست المستوطنة رسميا عام 1912، لتبدأ رحلة المدينة القصيرة والمكثفة.

وسرعان ما تحولت Anyox إلى أحد أهم مراكز التعدين في الإمبراطورية البريطانية، وبدأ المنجم والمصهر عملياتهما عام 1912، لينتجا كميات هائلة من المعادن: 3.8 مليون غرام من الذهب، و206 مليون غرام من الفضة، و321.5 مليون غرام من النحاس.

وقد واكب هذا النجاح الاقتصادي بناء بنية تحتية متكاملة شملت خطوط سكك حديدية، ومتاجر، وملعب جولف، وحلبة تزلج، ومستشفى مجهز، بالإضافة إلى ملعب تنس خشبي يُعتبر الأول من نوعه في كندا.

الكوارث التي أنهكت المدينة:

لم تكن Anyox بمنأى عن الكوارث، ففي عام 1918، اجتاحتها جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي حملتها السفن القادمة، فحصدت أرواح العشرات، بينهم تشارلز كلاركسون رودس، كبير محاسبي شركة غرانبي، الذي توفي أثناء تقديمه المساعدة في المستشفى المحلي.

وعلى الرغم من محاولات التعافي، مثل بناء سد كهرومائي بارتفاع 47.5 مترا (كان الأطول في كندا آنذاك)، واجهت المدينة سلسلة كوارث متتالية: حرائق غابات عام 1923 دمّرت أجزاءً منها، وأمطار حمضية أتلفت الغابات المحيطة، وأخيرا، الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، الذي تسبب في انهيار الطلب على النحاس وإغلاق المنجم عام 1935.

الانهيار والنسيان:

بإغلاق المنجم، بدأ نزوح السكان الجماعي. أُغلقت المتاجر ومكتب البريد بحلول 1939، وفُككت الآلات والمعدات، بينما التهمت حرائق غابات عامي 1942 و1943 معظم المباني الخشبية المتبقية، ولم يبقَ من المدينة سوى السد الكهرومائي وبقايا مباني قليلة، شاهدة على مجدٍ زائل.

محاولات الإحياء والاهتمام الحالي:

على مدى العقود، بُذلت محاولات متفرقة لإحياء المدينة، ففي ثمانينيات القرن العشرين، تعاون مستثمرون من فانكوفر مع رواد أعمال محليين لشراء الموقع، لكن الخطط باءت بالفشل.

واليوم، تُثار مناقشات دورية حول إعادة التنمية، خاصة مع ارتفاع أسعار النحاس عالميا، لكن أنيوكس لا تزال تُعاني الإهمال.

ومع ذلك، حظيت المدينة باهتمام ثقافي عبر فيلم وثائقي صدر عام 2022، وتنظم جولات سياحية محدودة سنويا لاستكشاف آثارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!