مارك كارني يكشف عن خطة لحماية كندا من ترامب

أصدر زعيم الحزب الليبرالي، مارك كارني، برنامجه الانتخابي يوم السبت، مشددا على أهمية الإنفاق العسكري الجديد ودعم كندا في مواجهة رؤية دونالد ترامب التوسعية.
وقال كارني صباح السبت في إحدى ضواحي تورنتو: “في هذه الأزمة، علينا أن نستعد لتهديدات أمريكا لسيادتنا.. إنهم يريدون أرضنا ومواردنا ومياهنا وبلدنا”.
وأضاف: “يحاول الرئيس ترامب تحطيمنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا، وهذا لن يحدث أبدا، فكندا ليست أمريكا، ولن تكون كذلك أبدا، لكننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإدراك ذلك، ونحن بحاجة إلى خطة للتعامل مع هذا الواقع الجديد”.
وفي حال فوز الليبراليين بولاية رابعة، أشار كارني إلى أن حكومته ستنفق 30.9 مليار دولار كندي على الدفاع خلال السنوات الأربع المقبلة، وستحقق هدف كندا في الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 – أي قبل عامين من تعهدها الحالي.
وسيُستخدم جزء كبير من الإنفاق الجديد لدعم شمال كندا، لردع نفوذ الصين، التي تحاول التغلغل في المجتمعات الأصلية في القطب الشمالي.
وجاء في نص الخطة “الشمال يواجه تهديدات وجودية مع سعي الدول إلى الاستفادة من طرق الشحن الجديدة التي فتحها تغير المناخ، واستغلال معادننا الحيوية، والتعدي على حدودنا، وسنحافظ على كندا قوية وحرة وذات سيادة”.
وسيُخصص نصف الإنفاق لمعدات وأسلحة عسكرية جديدة للقوات المسلحة الكندية، مثل الغواصات وكاسحات الجليد لمراقبة وحماية السواحل، بما في ذلك في القطب الشمالي، من العدوان الروسي والصيني، ويشمل ذلك طائرات بدون طيار جديدة لبحارها وسمائها.
وتدعو الخطة إلى ثلاث شرائح من الإنفاق:
- ستُخصص الشريحة الأولى لتجنيد أعضاء جدد في القوات المسلحة الكندية، وزيادات في رواتب العسكريين، ومساكن جديدة في القواعد.
- سيُخصَّص الجزء الثاني لتمويل معدات جديدة للعسكريين من الرجال والنساء، مثل أنظمة المدفعية ذاتية الدفع وقدرات الدفاع الجوي الأرضية، لاستخدامها في كندا أو نشرها في أوروبا، وكانت الحكومة الليبرالية قد أعلنت سابقا أنها تعمل مع أستراليا لتطوير أنظمة دفاع رادارية للإنذار المبكر.
- سيُخصَّص الجزء الثالث من الإنفاق للحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي، وهو مجالٌ رائدٌ في مجال الأبحاث في كندا، وأوضح مسؤول في الحزب الليبرالي خلال إحاطةٍ صحفيةٍ قبل إطلاق المنصة، أن الجيش يُمكنه استخدام الذكاء الاصطناعي في المركبات ذاتية القيادة، ومعالجة المعلومات الاستخباراتية.
وأكد الحزب أنه سيعمل مع شركاء من السكان الأصليين في مجال البنية التحتية، وبناء مجتمعاتٍ ومشاريع طاقة في الشمال تجعل من القطب الشمالي مكانا مرغوبا للعيش والعمل، كما وعد كارني بالعمل مع أوروبا بشأن أمن القطب الشمالي، كما وعد منافسه السياسي الرئيسي، زعيم حزب المحافظين بيير بوالييفر، بجعل الدفاع أولوية في حال فوزه في الانتخابات المقررة في 28 أبريل.
ويوم الجمعة، أصدر حزبه مزيدا من التفاصيل حول خطة تَعِدُ بتحديثات نظام الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (NORAD) وإنشاء قاعدة عسكرية دائمة جديدة في القطب الشمالي في إيكالويت، عاصمة نونافوت وأكبر تجمع سكاني فيها، كما وعد الحزب بإعادة بناء قاعدة أخرى في إنوفيك، على بُعد حوالي 125 ميلا شمال الدائرة القطبية الشمالية في الأقاليم الشمالية الغربية لكندا، لتمكين “اعتراض سريع للتوغلات الروسية والصينية”.
في وقت سابق من هذا الشهر، وفي مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صرّح وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو أنه يتوقع من أعضاء التحالف العسكري الالتزام “بزيادة الإنفاق بنسبة تصل إلى 5%”.
وقال روبيو للصحفيين في بروكسل قبل اجتماعه في 3 أبريل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته: “إذا كانت التهديدات بالفعل بهذه الخطورة التي أعتقدها – وهذا ما يعتقده أعضاء هذا التحالف، فيجب مواجهة هذا التهديد بالتزام كامل وحقيقي بالقدرة على مواجهة هذه التهديدات”.
وعندما سُئل في اليوم التالي عن هدف روبيو، أكد بوالييفر أن كندا هي من سيُقرر “بالضبط مقدار إنفاقها” على جيشها.
وقال: “سأقول للأمريكيين إنه إذا تمكنا من التوصل إلى حل سريع لهذا النزاع التجاري السخيف بطريقة تحمي سيادتنا وتنهي الرسوم الجمركية، فسأُسخّر جميع عائدات تلك التجارة الإضافية لإعادة بناء قواتنا المسلحة”.
وأكد الليبراليون أن برنامجهم الانتخابي صُمم لحماية سيادة كندا وثقافتها من الولايات المتحدة، ومن “حرب ترامب التجارية غير المبررة” فيما وصفه كارني بمحاولة لإضعاف كندا.
وقال كارني: “إن حرب أمريكا التجارية غير المبررة والمتهورة تُهدد الوظائف والشركات الكندية وأسلوب حياتنا… في مواجهة هذا التهديد، لدينا خطة لبناء أقوى اقتصاد في مجموعة السبع”.
وتركز الخطة أيضا على كسر الحواجز التجارية بين مقاطعات كندا للمساعدة في تعويض رسوم ترامب، وتقديم الدعم لقطاع الزراعة الذي وقع في خضم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والصين، وتنمية سلسلة توريد قطاع السيارات في أونتاريو، حيث 500 ألف وظيفة معرضة للخطر.
ويسعى الحزب أيضا إلى بناء علاقات تجارية جديدة مع أوروبا وآسيا، مع التطلع إلى إبرام صفقات تجارية جديدة مع السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، وهي تكتل التكامل الاقتصادي الإقليمي لأمريكا الجنوبية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وهي مجموعة إقليمية تضم عشر دول في جنوب شرق آسيا.
وفي حين يخطط كارني لزيادة الإنفاق الدفاعي، قال إن الحكومة الليبرالية ستخفض الإنفاق، لا سيما في قطاع الخدمة العامة الفيدرالية واستخدامها للمستشارين، من أجل تحقيق التوازن في الميزانية التشغيلية بحلول عام 2028، مع التعهد بحماية خدمات مثل الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية والتأمين على العمل.
كما تعهد كارني باستغلال رئاسة كندا لمجموعة السبع لتعزيز القيم الكندية على الساحة العالمية “بما في ذلك العمل على حماية النظام الدولي القائم على القواعد من أولئك الذين يريدون تدميره”.