أخبار

بواليفر يحذر من تقرير حكومي كندي “يتنبأ بأن يكون عام 2040 مرعبا”.. إليك ما جاء فيه 

استند زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفر، إلى تقرير حكومي وصفه بأنه يتنبأ بأن يكون عام 2040 “مرعبا”، وحذر الناخبين من المخاطر التي قد تترتب على منح الحزب الليبرالي فترة حكم رابعة.

وخلال حديثه إلى الصحفيين يوم الثلاثاء، أشار بواليفر إلى تقرير سياسات يتوقع تراجعا حادا في الحراك الاجتماعي خلال العقود القادمة، مستشهدا به كدليل على ضرورة عدم التصويت لصالح الليبراليين.

كما قال بواليفر بعد إعلانه عن برنامجه الانتخابي: “التقرير يرسم صورة مرعبة لانهيار اقتصادي متسارع وتضخم في تكاليف المعيشة”.

وأردف قائلا: “ما يتوقعونه في ظل المسار الحالي هو انهيار كامل وتفكك مجتمعي في كندا إذا واصلنا السير على هذا الطريق”.

والتقرير الصادر عن Policy Horizons، وهي هيئة استشرافية تابعة للحكومة الفيدرالية، تُعنى بتحليل التوجهات المستقبلية والسيناريوهات المحتملة، يهدف إلى مساعدة الحكومة في تصميم سياسات وبرامج أكثر قدرة على الصمود أمام التغيرات الجذرية.

وحمل التقرير عنوان “حياة المستقبل: تساؤلات حول الحراك الاجتماعي”، وصدر في يناير الماضي، لكنه انتشر مؤخرا على الإنترنت، ووُصف بأنه يتنبأ بـ “واقع بائس”.

لكن التقرير في مضمونه أبعد ما يكون عن هذا التوصيف القاتم، إذ يؤكد واضعوه أن هدفه ليس التنبؤ بالمستقبل، بل استكشاف احتمال أن يصبح التراجع في الحراك الاجتماعي أمرا اعتياديا.

كما يصوّر السيناريو الوارد في التقرير، عام 2040 كمستقبل يعيش فيه معظم الكنديين ضمن الظروف الاقتصادية والاجتماعية نفسها التي وُلدوا فيها، مع تزايد خطر التراجع الطبقي.

وجاء في التقرير: “في الوقت الراهن، لا يزال معظم الكنديين يؤمنون بتكافؤ الفرص، لكن هذا قد يتغير”.

وأضاف مؤلفو التقرير أن هذا السيناريو “ليس المستقبل المنشود ولا المفضل”، بل إنه مجرد احتمال وارد ضمن سياق استشرافي.

وفي هذا السيناريو، لن تعتبر الدراسة الجامعية وسيلة موثوقة لتحقيق التقدم الطبقي، وسيصبح الإرث المالي الطريق الوحيد تقريبا للارتقاء الاجتماعي، ولن يكون امتلاك منزل هدفا واقعيا للكثيرين، وستنخفض قيمة العمل البشري بفعل الذكاء الاصطناعي.

كما يتناول التقرير مجموعة من التداعيات المحتملة، سواء كانت سلبية أو إيجابية، فقد يعاني عدد أكبر من المواطنين صعوبة دفع الإيجارات والفواتير وشراء الغذاء، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلات الصحة النفسية.

وتابع التقرير: “في محاولة لحماية صحتهم النفسية، قد يعيد بعض الأشخاص تعريف النجاح بعيدا عن الثروة والممتلكات، باتجاه البحث عن المعنى أو السعادة”.

وأضاف: “قد يصبح المواطنون أكثر استعدادا لتغيير وظائفهم سعيا لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة أو للحصول على وظائف أكثر إشباعا من الناحية المعنوية”.

كما يتوقع السيناريو أن يشهد الاقتصاد الكندي انكماشا أو يصبح أقل قابلية للتنبؤ.

وقد تزداد ملكية العقارات تركّزا في يد فئات محددة، في حال تخلى الجيل الجديد عن فكرة شراء المنازل التقليدية لصالح الإيجار أو أنماط سكن بديلة.

ويطرح التقرير احتمال أن يبحث السكان عن وسائل بديلة لتأمين احتياجاتهم الأساسية، مثل الإسكان والغذاء ورعاية الأطفال والرعاية الصحية، من خلال تعاونيات مجتمعية، وهو ما قد يخفف العبء عن الخدمات الحكومية ولكنه يمثل تحديا للقطاع الخاص.

وأوضح التقرير: “قد يبدأ البعض بالصيد وجمع الثمار والاعتماد على الزراعة الصغيرة، دون الالتزام بالتنظيمات الرسمية”.

لكن التقرير يختتم بالتأكيد على أن صعوبة التقدّم الطبقي في المستقبل قد لا تكون بالسوء الذي يُفترض في هذا السيناريو، لكنه ذكر: “الركود الاجتماعي والتراجع الطبقي هما عنصران محتملان في مستقبلنا”.

وتابع: “استكشاف هذه الاحتمالات يساعد في صياغة سياسات استباقية من خلال التفكير في التحديات والفرص المستقبلية”.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم مؤسسة Policy Horizons، ميلا روي، لـ CBC إن التقرير “ليس توقعا للمستقبل، ولا تعليقا على السياسات الحالية أو المقبلة”، بل هو محاولة لمساعدة الحكومة في استيعاب التغيرات المستقبلية المحتملة.

ويتضمن التقرير تنويها بأنه “لا يُمثل بالضرورة آراء حكومة كندا”.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!