كنديون يكشفون عن الأسباب الحقيقية التي جعلتهم يتوقفون عن السفر إلى أمريكا في عهد ترامب

ميامي مشمسة ودرجة الحرارة أعلى بحوالي 30 درجة فهرنهايت من مدينة كيبيك هذا الأسبوع – ولكن لا تتوقعوا تدفق الزوار من كندا إلى الولايات المتحدة لقضاء ربيع دافئ.
يعود ذلك إلى تجنب الكنديين السفر عبر حدودهم الجنوبية في ظل حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المهاجرين والتعريفات الجمركية المتقلبة على صادرات بلادهم.
فقد أظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة ديلي ميل وشركة جيه إل بارتنرز أن 15% فقط من الكنديين يخططون لقضاء عطلة في الولايات المتحدة حاليا – وهي نسبة أقل بكثير من عدد الذين زاروا البلاد في عام 2024.
وتأتي هذه النتيجة الصادمة في الوقت الذي تعاني فيه كندا من وطأة رسوم ترامب الجمركية على الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع غيار السيارات، ودعت مرارا وتكرارا إلى انضمامها إلى أمريكا كولاية رقم 51.
كما يشعر الكنديون بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بتعرض مواطنيهم للاستجواب على الحدود الأمريكية، وتقييدهم واحتجازهم من قبل ضباط الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، ومن بينهم الممثلة الكندية السابقة ياسمين موني، البالغة من العمر 35 عاما، والتي احتجزتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بسبب مشاكل تتعلق بتأشيرتها، واحتجزتها لمدة 12 يوما قبل إطلاق سراحها.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن الكنديين يقاطعون المنتجات الأمريكية الصنع في متاجرهم، ويفضلون شراء المنتجات الكندية لتعزيز الاقتصاد وسط رياح الحرب التجارية.
ووجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 1000 كندي بالغ في وقت سابق من هذا الشهر أن 15% فقط من المشاركين يخططون لزيارة الولايات المتحدة لقضاء عطلة في ظل المناخ العدائي الحالي.
وهذا انخفاض حاد مقارنة بنحو 20 مليون كندي زاروا الولايات المتحدة العام الماضي، قبل ولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض.
وأعرب 39% من الكنديين عن حزنهم لأنهم كانوا يخططون عادة لزيارة الولايات المتحدة، لكنهم يتجنبونها هذا العام.
وقال 40% آخرون إنهم لا يسافرون عادة إلى الولايات المتحدة، وقال 7% آخرون إنهم غير متأكدين من رأيهم فيها.
وأعرب مؤيدو حزب المحافظين الكندي عن استعداد أكبر لزيارة الولايات المتحدة، حيث قال 26% إنهم سيقضون عطلاتهم هناك.
وكان الليبراليون أقل ميلا للسفر إلى هناك، حيث أفاد 52% أنهم يزورون الولايات المتحدة بانتظام لكنهم لن يفعلوا ذلك في ظل العداء الحالي.
ولقد هزت رسوم ترامب الجمركية على الصادرات الكندية وحديثه عن ضم كندا ما كان لعقود من الزمان من أكثر علاقات الجوار استقرارا في العالم.
وحقق كارني تقدما ملحوظا في استطلاعات الرأي، مستغلا خطابه المتشدد ضد ترامب، الذي يقول إنه يحاول “تحطيمنا، حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا”.
وقال كارني: “تجاوزنا صدمة الخيانة، ولكن يجب ألا ننسى الدروس المستفادة”.
وأشار الكنديون وحلفاء آخرون للولايات المتحدة إلى أنهم أقل ميلا للسفر إلى الولايات المتحدة خوفا من تطبيق صارم لقوانين التأشيرات والمعاملة القاسية على الحدود وموانئ الدخول.
وقد شهدت السياحة من كندا أكبر انخفاض، حيث انخفض عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود في مارس بنسبة 18% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024.
كما تراجع عدد الزوار من أوروبا الغربية، وهي منطقة حليفة تقليدية أخرى، وفقا لمكتب السفر والسياحة الوطني التابع لوزارة التجارة الأمريكية.
وحذّر محللو جولدمان ساكس مؤخرا عملاءهم من أن الولايات المتحدة قد تخسر ما يصل إلى 90 مليار دولار من إيراداتها هذا العام نتيجة لانخفاض عدد الزيارات وإلغاء مشتريات السلع الأمريكية.
وقد شعر العديد من الزائرين بالخوف من معاملة مسافرين مثل موني، التي احتُجزت لمدة أسبوعين تقريبا من قبل مسؤولي الهجرة في الولايات المتحدة.
وكانت قد مُنعت موني من دخول الولايات المتحدة أثناء توجهها من المكسيك إلى كاليفورنيا بعد إلغاء تأشيرة عملها في نوفمبر الماضي أثناء سفرها من فانكوفر إلى لوس أنجلوس.
وأُلقي بها في السجن في 3 مارس بعد أن قررت إدارة الهجرة والجمارك أنها مهاجرة غير شرعية، ونقلتها إلى مركز الاحتجاز الإقليمي في سان لويس في أريزونا.
وأثناء احتجازها، قالت موني، إنها تعرضت لأقسى أنواع المعاملة هناك، مما جعلها تشعر بالضعف والارتباك.
وبعد إطلاق سراحها وعودتها إلى منزلها في فانكوفر، لجأت موني إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتحذير من “التجربة النفسية المقلقة للغاية” التي عاشتها في أمريكا في عهد ترامب.
وأحدثت قضيتها صدمة في كندا، حيث يقول المتسوقون إنهم توقفوا عن شراء المنتجات الأمريكية في خضم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وكندا.
ووجد الاستطلاع أن 19% من المشاركين يتجنبون المنتجات الأمريكية.
وأعرب 42% آخرون من المشاركين عن تفضيلهم شراء المنتجات الكندية، بينما قال 22% إنهم سيظلون على استعداد لشراء المنتجات الأمريكية إذا كان “السعر أو الجودة مناسبين”.