أخبار

كيف يمكن للحرب النووية بين الهند وباكستان أن تقتل مليارات البشر حول العالم؟

أعاد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سياحا هنودا بالقرب من بلدة باهالغام الخلابة في كشمير، الأربعاء 23 أبريل/نيسان 2025، إشعال فتيل التوتر بين الهند وباكستان، اللتين تتقاسمان تاريخا من الصراعات الحدودية والدبلوماسية العدائية، مع مطالبات متبادلة بالسيادة على منطقة الهيمالايا المتنازع عليها.

بعد مقتل وإصابة 26 شخصا (غالبيتهم سياح هنود)، اتهمت الهند باكستان – دون تقديم أدلة علنية – بالوقوف خلف الهجوم، واتخذت سلسلة إجراءات عقابية شملت: خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وتعليق معاهدة تقاسم مياه الأنهار المشتركة، وإلغاء جميع تأشيرات المواطنين الباكستانيين.

ومن جانبها، ردت إسلام آباد بإجراءات مماثلة: إغلاق المجال الجوي أمام الطيران الهندي، وقطع العلاقات التجارية حتى عبر دول ثالثة، وتحذيرها من أن أي محاولة هندية لقطع إمدادات المياه – التي وصفتها بـ”شريان الحياة” لـ240 مليون باكستاني – ستُعتبر “إعلان حرب”.

تُعد الهند وباكستان من أخطر النقاط الساخنة نوويا عالميا، حيث تمتلكان معا قرابة 300 رأس نووي، مع تطور أنظمة إطلاق متطورة.

وفي ظل التصعيد الحالي، تستعيد الأوساط العلمية تحذيرات دراسة نُشرت عام 2019 بواسطة فريق بقيادة البروفيسور برايان تون (خبير المناخ بجامعة كولورادو)، والتي حذرت من أن حربًا نووية “محدودة” بين البلدين قد تؤدي إلى:

  1. مقتل 50-150 مليون شخص محليا نتيجة التفجيرات المباشرة وانهيار البنية التحتية.

  2. مجاعة عالمية بسبب “الشتاء النووي”، حيث تُحجب أشعة الشمس لسنوات بفعل دخان المدن المحترقة، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية بنحو 10°م، وتدمير المحاصيل الزراعية.

  3. وفاة مليارَي شخص خارج منطقة الصراع جراء انهيار الأنظمة الغذائية والأمراض.

كيف يحدث “الشتاء النووي”؟

وفقا لنظرية أيدتها دراسات عديدة، فإن احتراق المدن بقنابل نووية يُطلق كميات هائلة من السخام إلى طبقة “الستراتوسفير”، ليبقى عالقا سنوات ويُقلل من وصول ضوء الشمس إلى الأرض، مما يُسبب تجمد المحاصيل وانهيار السلسلة الغذائية.

وبحسب تون: “حتى استخدام 100 سلاح نووي بحجم قنبلة هيروشيما (15 كيلوطن) سيُطلق دخانا كافيا لإغراق الكوكب في ظلام قاتل”.

سابقة خطيرة وتذكير بالمخاطر:

يأتي التصعيد الحالي في أعقاب أزمة مماثلة عام 2019، عندما كادت ضربة جوية هندية داخل الأراضي الباكستانية تُشعل حربا شاملة.

ورغم أن كلا البلدين يُدركان عواقب المواجهة النووية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الخطأ البشري أو التفسير الخاطئ للتحركات العسكرية قد يُفجر الكارثة.

تُعلق الدكتورة إيريكا غرينوود (خبيرة النزاعات النووية في جامعة برينستون): “المفارقة أن ترسانتهما النووية وُجدت لمنع الحرب، لكنها حوّلت كشمير إلى ساحة قد تُنهي الحضارة البشرية”.

هكذا تتحول كشمير – ذات الطبيعة الخلابة – من جنة سياحية إلى شاهد على أحد أخطر التوترات الجيوسياسية، حيث يُعيد الهجوم الأخير تسليط الضوء على هشاشة السلام النووي، وقدرة حدث واحد على زعزعة استقرار العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!