أخبار

الفائز في الانتخابات الكندية لا يصبح بالضرورة رئيسا للوزراء.. إليك كيف تسير الأمور

يصوّت الكنديون اليوم في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025 لاختيار الحكومة المقبلة، لكن اختيار الفائز ليس بالبساطة التي قد يتصورها البعض.

فبينما يصبح زعيم الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد عادة رئيسا للوزراء، فإن هذا ليس دائما ما يحدث، ولا يعتبر القاعدة التلقائية.

وبفضل طبيعة الديمقراطية البرلمانية الكندية، يمكن لحزب ما أن يفوز بالانتخابات الفيدرالية دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة.

ويتنافس زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني وزعيم حزب المحافظين بيير بواليفر على فرصة قيادة البرلمان الكندي الخامس والأربعين، ولكن بناء على نتائج الليلة، قد يفاجئك من سيتولى المنصب فعليا.

فيتطلب الأمر أكثر من مجرد الفوز بأكبر عدد من المقاعد ليتمكن حزب من الحكم.

كيف يعمل النظام الانتخابي الكندي؟

لا يصوّت الناخبون مباشرة لاختيار رئيس الوزراء، بل يختارون ممثلا محليا، يُعرف بعضو البرلمان (MP)، عن دوائرهم الانتخابية.

والحزب الذي يفوز بالأغلبية من أصل 343 مقعدا (أي 172 مقعدا على الأقل) يحصل عادة على حق تشكيل الحكومة.

وإذا فاز حزب بأغلبية المقاعد، يصبح زعيمه رئيسا للوزراء.

ولكن إذا لم يحقق أي حزب الأغلبية، تصبح الأمور معقدة.

وفي هذه الحالة، لا يكون من حق الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد أن يحكم تلقائيا، إذ ينص الدستور والتقاليد الكندية على أن المسألة تتعلق بـ”القدرة على كسب ثقة مجلس العموم”، أي بالحصول على دعم كافٍ من أعضاء البرلمان في التصويتات الحاسمة.

دور الحاكمة العامة

تلعب الحاكمة العامة، ماري سايمون، التي تمثل الملك تشارلز الثالث في كندا، دورا حاسما، وبعد الانتخابات، يتعين عليها التأكد من وجود رئيس وزراء يحظى بثقة مجلس العموم.

فمثلا، إذا لم يفز الليبراليون بقيادة مارك كارني بأكبر عدد من المقاعد الليلة، لكنهم اعتقدوا أنهم قادرون على الحصول على دعم من أحزاب أصغر مثل الحزب الديمقراطي الجديد (NDP) أو حزب الخضر، فقد يقرر كارني عدم الاستقالة.

وبدلا من ذلك، يمكنه إبلاغ سايمون بأنه يخطط لمواجهة البرلمان ومحاولة إثبات أن لديه ما يكفي من الدعم للاستمرار في الحكم، ولا يكون ملزما بالاستقالة إلا إذا فشل في تأمين هذا الدعم، أو إذا خسر تصويتا على الثقة.

انتخابات بريتيش كولومبيا لعام 2017

في انتخابات بريتيش كولومبيا عام 2017، فاز الحزب الليبرالي بقيادة كريستي كلارك بعدد أكبر من المقاعد مقارنة بأي حزب آخر، لكنه لم يحقق الأغلبية.

وتمكن الحزب الديمقراطي الجديد (NDP)، رغم حصوله على مقاعد أقل، من إبرام اتفاق مع حزب الخضر للعمل معا.

وبعد خسارة كلارك تصويتا على الثقة، طلبت نائبة الحاكم من زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جون هورغان تشكيل الحكومة بدلا منها.

وقاد هورغان المقاطعة برصيد 41 مقعدا فقط من أصل 87 مقعدا في الهيئة التشريعية لبريتيش كولومبيا لأكثر من ثلاث سنوات قبل أن يدعو إلى انتخابات مبكرة عام 2020، والتي حقق فيها حزبه الأغلبية وفاز بولاية ثانية متتالية.

كيف قد تسير الأمور الليلة؟

لنفترض أن حزب المحافظين بقيادة بيير بواليفر فاز الليلة بأكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يحقق الأغلبية، فإنه بمجرد إغلاق مراكز الاقتراع، ستبدأ هيئة انتخابات كندا في فرز الأصوات والتصديق على النتائج.

وقد يستغرق هذا بعض الوقت، ولكن عادة ما يحصل المواطنون على فكرة عن توزيع المقاعد بحلول وقت متأخر من الليلة أو في وقت مبكر من صباح الغد.

وإذا حصل المحافظون بقيادة بواليفر على أكبر عدد من المقاعد، ولكن أقل من 172 مقعدا، فإن مارك كارني سيظل رئيسا للوزراء مؤقتا، بحكم النظام، حيث لا تتدخل الحاكمة العامة مباشرة إلا إذا استقال أحد أو خسر الثقة في مجلس العموم.

وفي هذه المرحلة، سيكون أمام كارني خياران: الخيار الأول: الاستقالة، إذا اعتقد كارني أنه من غير الواقعي أن يتمكن من البقاء في السلطة، ربما بسبب توازن القوى الواضح ضده أو نقص الدعم من الأحزاب الأخرى.

وفي هذه الحالة، ستدعو الحاكمة العامة بواليفر لمحاولة تشكيل الحكومة، وحتى حينها، سيحتاج بواليفر إلى تأمين دعم كافٍ من الأحزاب الأخرى لتجاوز أول تصويت على الثقة عند انعقاد البرلمان.

والخيار الثاني هو البقاء ومحاولة الحكم، وإذا اعتقد كارني أنه قادر على تأمين دعم كافٍ، مثلا من الحزب الديمقراطي الجديد أو حزب الخضر، فقد يقرر البقاء ومواجهة البرلمان الجديد، وسيتم اختباره مبكرا، من خلال تصويت على خطاب العرش، مما يمنحه حوالي شهر لعقد صفقات قبل الجلسة الأولى للبرلمان الجديد.

وإذا خسر هذا التصويت، فسيضطر إلى الاستقالة، وعندها ستطلب الحاكمة العامة من زعيم آخر “على الأرجح بواليفر” محاولة تشكيل الحكومة.

ورغم أن البرلمان ليس ملزما بالاجتماع لمدة تصل إلى عام، فإن السياق السياسي يتطلب عقد جلسة جديدة خلال أسابيع قليلة، وسيكون التصويت الأول على الثقة هو لحظة الحسم الحقيقية.

وهذا يعني، أن النظام الانتخابي الكندي يعتمد على مبدأ الثقة والدعم في مجلس العموم، وليس فقط على الفوز بأكبر عدد من المقاعد، ولهذا السبب، فإن ما يحدث بعد إغلاق صناديق الاقتراع الليلة قد يكون بنفس أهمية النتائج نفسها.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!