كارني يقود الليبراليين لولاية رابعة في كندا.. وحكومة أقلية تواجه تحديات مصيرية

في منعطف تاريخي، نجح مارك كارني في قيادة الحزب الليبرالي الكندي لتحقيق فوز ضيق في الانتخابات الفيدرالية، ليضمن للحزب ولايته الرابعة على التوالي، لكن هذه المرة على رأس حكومة أقلية تواجه تحديات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
نتائج الانتخابات:
-
حصل الليبراليون على 166 مقعداً من أصل 343
-
المحافظون بزعامة بيير بوليفير حققوا 146 مقعداً
-
تراجع كبير للحزب الديمقراطي الجديد إلى 7 مقاعد فقط
-
خسارة مدوية لزعيم NDP جاغميت سينغ الذي أعلن استقالته
تحول مفاجئ في الموازين:
كانت المعادلة السياسية قد اختلفت جذرياً مع استقالة جاستن ترودو في يناير 2025، وارتقاء كارني – الخبير الاقتصادي المخضرم – لزعامة الحزب الليبرالي. هذا التحول قلب موازين القوى، حيث استطاع كارني أن يقدم نفسه كبديل كفؤ قادر على إدارة الأزمات الاقتصادية ومواجهة التهديدات الأمريكية المتصاعدة.
كندا في مواجهة ترامب:
شكلت التصريحات المثيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية وحتى تلميحاته لضم كندا، عاملاً حاسماً في الحملة الانتخابية. كارني الذي وصف هذه التهديدات بأنها “خطر وجودي”، تعهد بالتصدي لها بقوة: “هذه ليست مجرد كلمات.. ترامب يحاول كسرنا لتمتلكنا أمريكا، وهذا لن يحدث أبداً”.
تحديات الحكومة الجديدة:
-
إدارة العلاقة المتوترة مع الإدارة الأمريكية
-
معالجة أزمة الغلاء المعيشي
-
إصلاح النظام الضريبي
-
الحفاظ على وحدة البلاد في ظل انقسامات إقليمية
مستقبل المعارضة:
بيير بوليفير وجد نفسه في موقف محرج بعد أن كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدمه قبل أشهر. تحالفه غير المباشر مع شخصيات مثل إيلون ماسك وجو روغان ربما كلفه دعم الناخبين المعتدلين. ومع ذلك، يبقى المحافظون قوة رئيسية في البرلمان الكندي.
رسالة الوحدة:
في خطاب النصر، حرص كارني على مد جسور الوحدة: “لملايين المواطنين الذين فضلوا نتيجة مختلفة.. أعدكم بأنني سأعمل لكم جميعاً”. هذه الرسالة تأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الكندية استقطاباً غير مسبوق.
خريطة طريق:
-
تشكيل حكومة تكنوقراط في غضون أسبوعين
-
عقد جلسات طارئة للبرلمان
-
إطلاق حزمة إصلاحات اقتصادية عاجلة
-
إعادة هيكلة السياسة الخارجية تجاه واشنطن
بهذا الفوز، يصبح كارني أول رئيس وزراء كندي من الأقاليم الشمالية، وأول من يتولى المنصب دون خبرة برلمانية سابقة. مهمته لن تكون سهلة في ظل برلمان مشتت واقتصاد متعثر وعلاقات دولية متوترة، لكن خبرته الواسعة في إدارة الأزمات قد تكون السلاح الذي تحتاجه كندا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
سيضطر كارني الآن إلى التعاون مع أحزاب المعارضة لتمرير تشريعاته، خاصة في ظل حكومة أقلية. وقد تعهد بالعمل على توحيد البلاد بعد حملة انتخابية حادة، قائلاً: “حان الوقت لوضع حد للانقسام والغضب الذي ساد في الفترة الماضية”.
هذا الفوز يمثل تتويجًا لصعود سريع لكارني، الذي لم يشغل أي منصب منتخب من قبل، ليصبح أول رئيس وزراء كندي من الأقاليم الشمالية. كما أنه يتمتع بخبرة اقتصادية واسعة، مما ساعده في تقديم نفسه كخيار آمن في وقت تواجه فيه كندا تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة.
في المقابل، شهدت الأحزاب الصغيرة مثل “الكتلة الكيبيكية” و”الخضر” تراجعًا ملحوظًا، مما يقلل من تأثيرها في البرلمان القادم. مع ذلك، قد تلعب هذه الأحزاب دورًا في دعم أو عرقلة سياسات الحكومة الليبرالية في ظل غياب الأغلبية البرلمانية.