أخبار

كارني يفوز بانتخابات كندا.. ويوجه رسالة واضحة لترامب: “دولتان مستقلتان”

أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني فوز حزبه الليبرالي في الانتخابات العامة، محققاً ولاية رابعة للحزب، في انتصار اعتبره مراقبون اختباراً للقدرة على مواجهة التحديات غير المسبوقة مع الجارة الجنوبية.

جاء خطاب الرئيس الكندي حاسماً في مواجهة التهديدات الأمريكية، حيث أكد أن أي حوار مع الرئيس ترامب سيكون على أساس “دولتين مستقلتين ذواتي سيادة كاملة”، في إشارة واضحة لرفض أي محاولات لضم كندا أو انتقاص سيادتها.

لم يكن المشهد السياسي الكندي بهذه الحدة منذ عقود، فبعد أشهر من الحملة الانتخابية المشحونة، والتي هيمن عليها شبح التهديدات الأمريكية وارتفاع وتيرة التصريحات الاستفزازية من البيت الأبيض، خرج الناخبون الكنديون ليقولوا كلمتهم. كارني، الخبير الاقتصادي ذو الستين عاماً، استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، مبرهناً على أن خبرته في إدارة الأزمات تمثل الضمانة الأكبر لحماية المصالح الكندية.

في الجانب الآخر من المشهد، سارع زعيم المحافظين المهزوم بيير بوالييفر إلى الاعتراف بالهزيمة، في مشهد يعكس عمق الشرخ داخل المعارضة الكندية. بينما بدا واضحاً أن ملف العلاقات مع واشنطن قد طغى على كل القضايا الأخرى، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية الداخلية وحتى قضية غزة التي خبت جذوتها في الحملة الانتخابية رغم أهميتها السابقة.

الخبير السياسي جاستن وونغ علق على النتائج بالقول: “الكنديون اختاروا اليوم الخبرة على الشعبوية، والمواقف الواضحة على الخطابات الفضفاضة. لكن التحدي الحقيقي يبدأ الآن، حيث سيتعين على كارني أن يترجم خطابه القوي إلى سياسات عملية تحمي الاقتصاد الكندي دون الدخول في حرب تجارية مكلفة”.

في الأيام القادمة، يتوقع المراقبون أن تشهد العاصمة أوتاوا حركة دبلوماسية مكثفة، بدءاً من تشكيل الحكومة الجديدة التي من المتوقع أن تعتمد على كفاءات تكنوقراطية، ومروراً بإعداد حزمة اقتصادية طارئة لمواجهة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، ووصولاً إلى التحضير للقمة المرتقبة بين كارني وترامب التي ستشكل محكاً حقيقياً لمدى جدية الطرفين في احتواء الأزمة.

أما في الشارع الكندي، فتتوزع ردود الأفعال بين مؤيد لموقف كارني الصلب، وخائف من تداعيات المواجهة مع الجار الجنوبي، ومتشكك في قدرة الحكومة الجديدة على الوفاء بوعودها. لكن الجميع يتفق على أن كندا تقف عند مفترق طرق تاريخي، ستحدد خياراتها القادمة مصيرها لعقود قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!