كارني يتعهد “بتمثيل الجميع” في خطاب النصر بعد فوزه التاريخي

في خطاب نصر مفعم بالرمزية، وقف رئيس الوزراء الكندي المنتخب مارك كارني أمام مؤيديه في أوتاوا ليعلن بداية حقبة جديدة من الحكم الشامل.
جاءت كلمته في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد إعلان فوز الليبراليين بحكومة أقلية، حاملاً رسالة وحدة وطنية في وقت يشهد انقسامات سياسية حادة.
خطاب الوحدة الوطنية
بدأ كارني خطابه بالاعتراف بتعدد الآراء السياسية في كندا، قائلاً: “ملايين من مواطنينا فضلوا نتائج مختلفة”. لكنه سرعان ما انتقل للتأكيد على أن حكومته “ستعمل من أجل الجميع وبالشراكة مع الجميع”، داعياً إلى إنهاء “انقسامات الماضي وغضبه”.
ولم يفته أن يوجه التحية لزعماء الأحزاب المنافسة، واصفاً الحملة الانتخابية بأنها كانت “نزيهة وذات تنافس شريف”.
المزاح السياسي
في لحظة خفيفة، أظهر كارني براعة في المزاح السياسي عندما أشار إلى بروس فانجوي، المرشح الليبرالي الذي يتقدم على بيير بوليفير في دائرة كارلتون بأكثر من ألفي صوت. هذه الإشارة أثارت ضحك الحضور، لكنها حملت أيضاً رسالة ضمنية حول التغييرات السياسية الجارية.
المواجهة مع ترامب
كرس جزءاً مهماً من خطابه للرد على التهديدات الأمريكية، حيث حذر من أن “الرئيس ترامب يحاول كسرنا لتمتلكنا أمريكا”، مؤكداً أن هذا السيناريو “لن يحدث أبداً”. جاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الكندية-الأمريكية توتراً غير مسبوق بسبب تصريحات الضم والرسوم الجمركية.
ردود الفعل السياسية
من جانب المعارضة، أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ استقالته من زعامة الحزب، بينما ألقى بيير بوليفير كلمة اعترف فيها بالهزيمة دون الإشارة إلى أي نية للتنحي. وقد وعد بوليفير بمتابعة النضال من أجل التغيير، قائلاً: “التغيير يحتاج وقتاً، لكننا سنواصل الكفاح من أجله”.
مشهد سياسي متغير
تشير النتائج الأولية إلى تحولات كبيرة في الخريطة السياسية الكندية، حيث خسر الحزب الديمقراطي الجديد معظم مقاعده، بينما حافظ المحافظون على قوتهم النسبية رغم عدم تمكنهم من تحقيق الانتصار. هذه النتائج تضع كارني أمام تحدٍ كبير في إدارة حكومة أقلية في ظل ظروف داخلية وخارجية استثنائية.
الطريق إلى الأمام
يبدو أن الأسابيع المقبلة ستشهد:
– تشكيل الحكومة الجديدة
– تحديد أولويات المرحلة الانتقالية
– التحضير للمواجهة الدبلوماسية مع واشنطن
– معالجة الملفات الاقتصادية العاجلة
في ختام خطابه، أعاد كارني التأكيد على رؤيته لكندا الموحدة، معبراً عن ثقته بقدرة الكنديين على تجاوز خلافاتهم في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد.