
حذر خبراء صحة بارزون من أن الولايات المتحدة تواجه تهديدا محتملاً لتفشي جائحة جديدة، مع استمرار خروج إنفلونزا الطيور عن السيطرة في المزارع الأمريكية. إذ أصاب فيروس H5N1 ما يقارب 1000 قطيع من الأبقار الحلوب، وسُجلت أكثر من 70 إصابة بشرية، بينها أول حالة وفاة مؤكدة.
تفاقم الأزمة في قطاع الدواجن:
أشارت الشبكة العالمية للفيروسات إلى أن صناعة الدواجن الأمريكية تواجه مخاطر جسيمة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، حيث تُعد ممارسات الوقاية غير كافية.
ومنذ عام 2022، نفق أو أُعدم أكثر من 168 مليون دجاجة بسبب التفشي، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار البيض.
مخاطر التحور والانتشار البشري:
رغم عدم رصد انتقال العدوى بين البشر حتى الآن، يُحذر الخبراء من أن الطفرات الجينية أو تبادل المادة الوراثية بين الفيروسات في العائل الواحد قد يزيدان هذا الخطر.
ودعت الشبكة العالمية للفيروسات الحكومات إلى تعزيز المراقبة وفرض بروتوكولات أمن حيوي صارمة، مع الاستعداد لسيناريوهات الانتشار البشري لتجنب تكرار فوضى جائحة “كوفيد-19”.
توصيات الخبراء وإجراءات الوقاية:
أكد الدكتور بيتر باليس، المدير التنفيذي للشبكة العالمية للفيروسات، على ضرورة تحسين الإجراءات الوقائية في المزارع وتوعية الجمهور بكيفية التعامل الآمن مع المنتجات الحيوانية.
ومن جانبه، أشار الدكتور أب أوسترهاوس، الخبير في فيروسات الحيوانات، إلى أهمية تطوير لقاحات فعالة وإدارة قطعان الماشية لاحتواء الانتشار.
التحديات الحكومية والتمويل:
منحت إدارة بايدن شركة “موديرنا” عقدا بقيمة 590 مليون دولار لتطوير لقاح ضد الفيروس، لكن تقارير تشير إلى احتمال سحب التمويل.
كما تواجه مكاتب الاستجابة للأوبئة في البيت الأبيض نقصًا حادًا في التمويل والموظفين منذ تولي الإدارة السابقة، مما يثير مخاوف من ضعف الجاهزية.
حالات غامضة وتصريحات مقلقة:
سُجلت أول وفاة بشرية في يناير الماضي لشخص من لويزيانا كان على اتصال بطيور مصابة، بينما لا تزال طرق إصابة حالات في ميسوري وكاليفورنيا مجهولة.
ووصف الدكتور مارك جونسون، عالم الفيروسات بجامعة ميسوري، الفيروس بأنه “أحد أبرز التهديدات الوبائية” بسبب سرعة تحوره وانتشاره الواسع.
ومع استمرار انتشار الفيروس في جميع الولايات الأمريكية وإعدام الملايين من الدواجن أسبوعيا، تُجمع الأصوات على أن الوقت حاسم لتعزيز الإجراءات الوقائية قبل فوات الأوان.
انتشار الفيروس بين الكائنات الحية تداعياته:
يُصنّف الخبراء فيروس H5N1 كأحد أبرز التهديدات الوبائية العالمية بسبب قدرته السريعة على التحور وانتشاره الواسع بين الحيوانات، حيث أُصيب أكثر من 12,875 قطيعاً برياً ومنزلياً منذ يناير 2022.
وفي منعطف مقلق، انتقل الفيروس مؤخراً إلى الأبقار، مع تشخيص 1,031 قطيعاً في 17 ولاية، ووصل إلى الخنازير – التي تُعتبر “مختبرات طبيعية” لاندماج سلالات إنفلونزا بشرية وطيورية – ما يرفع احتمالية ظهور سلالات هجينة خطيرة.
ووصف خبراء من منظمة الصحة العالمية استجابة الولايات المتحدة للتفشي بأنها “جائحة تتكشف ببطء”، مشيرين إلى أن الفحوصات الإلزامية لا تُطبق إلا على الماشية المتنقلة بين الولايات، بينما تعتمد معظم الاختبارات على التطوع.
كما أثار اكتشاف الفيروس في عينات من الحليب غير المبستر قلقاً واسعاً، ما دفع السلطات لإلزام شركات الألبان بفحص منتجاتها عند الطلب.