الحياة في كندا

10 تقاليد كندية غريبة تحير العالم .. تعرف عليها

كندا المعروفة عالميا بسماحتها ومناظرها الخلابة، تُخفي وراء صورتها الودودة تقاليدا غريبةً تترك الزوار في حيرةٍ بين الإعجاب والدهشة.

هذه العادات، التي تشكل جزءا من نسيج الهوية الكندية، تروي قصصا عن ثقافة فريدة تطورت عبر الأجيال، محتفظةً بغرابتها حتى اليوم.

كوكتيل إصبع القدم (Sourtoe Cocktail):

في بلدة داوسون بإقليم يوكون، يتحدى المحليون والأشجع من الزوار أنفسهم بانضمامهم إلى نادي كوكتيل Sourtoe، حيث يُقدم مشروبٌ غير تقليدي: كأس من الويسكي يُعلوه إصبع قدم بشري مُجفف!

تعود القصة إلى عام 1973 عندما بدأ النادي بتقديم هذه الجرعة الغريبة، مع قاعدة صارمة: «يجب أن تلمس شفتاك إصبع القدم أثناء الشرب، سواء أسرعتَ أم أبطأت».

وعلى مر السنين، انضم أكثر من 100 ألف شخص إلى هذه الطقوس، واضطر النادي لاستبدال إصبع القدم 15 مرة بسبب السرقة أو البلع بالخطأ!

سباحة الدب القطبي (Polar Bear Swim):

مع حلول العام الجديد، يخلع آلاف الكنديين ملابسهم الدافئة وينغمسون في مياه البحيرات والمحيطات المتجمدة، رغم انخفاض الحرارة إلى ما دون الصفر.

تُعرف هذه العادة بــ”سباحة الدب القطبي”، وتجتاح مدنا مثل فانكوفر ومونتريال، حيث يرتدي المشاركون أزياءً تنكرية ويغنون معا، محولين هذا التحدي الجسدي إلى كرنفالٍ مبهج.

وبالنسبة للكنديين، هذه الطقوس ليست مجرد استقبال للعام الجديد، بل تأكيدٌ على صمودهم أمام قسوة الطبيعة.

موسم شراب القيقب (Maple Syrup Season):

مع ذوبان الجليد في أوائل الربيع، يتحول جمع نسغ القيقب إلى طقسٍ عائلي في مقاطعات مثل كيبيك وأونتاريو.

تتجمع العائلات في “أكواخ السكر” لصنع شراب القيقب، حيث يُسكب السائل الذهبي الساخن على الثلج ليَتَجمد مُشكلًا حلوى لزجة تُسمى “تير ديرابل” (tire d’érable).

لا يقتصر الاحتفال على الحلوى، بل يُصاحبه ولائم ضخمة تشمل أطباقا مثل لحم الخنزير المغطى بصلصة القيقب، وحتى زبدة القيقب التي تُدهن على الخبز الطازج.

طقوس “التصحيح” في نيوفاوندلاند (Screech-In Ceremony):

عند زيارة نيوفاوندلاند، قد تُفاجأ بطلب الأهالي منك تقبيل سمكة قدّ مُملحة كجزءٍ من طقوس قبولك كـ”مواطن فخري”!

خلال مراسم “التصحيح”، يُطلب من الضيوف احتساء جرعة من رم “سكريتش” المحلي، تلاوة عبارات باللهجة النيوفاوندلاندية الصعبة، ثم تقبيل السمكة الباردة.

بعد اجتياز هذه الخطوات، يحصل المشاركون على شهادةٍ تخلد ذكرى انضمامهم إلى “عائلة الجزيرة”، في طقسٍ يجسد روح الدعابة والفخر المحلي.

الحليب في أكياس بلاستيكية (Milk in Bags):

في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك، يُباع الحليب في أكياس بلاستيكية بدلا من الزجاجات أو الكرتون، عادةً ضمن عبوات تحتوي على ثلاثة أكياس (ما يعادل 4 لترات).

لاستخدامها، يضع الكنديون الكيس في إبريق خاص ويقطعون زاويته لصب الحليب.

يعود هذا التقليد إلى سبعينيات القرن الماضي عندما انتقلت كندا إلى النظام المتري، ورغم غرابته، يُدافع الكنديون عنه كخيارٍ صديقٍ للبيئة يقلل استخدام البلاستيك.

هوكي الجليد… في الصيف!

رغم ذوبان الجليد في الصيف، تستمر ثقافة الهوكي الكندية بلا توقف، حيث تُقام مباريات في صالات مغلقة، أو حتى على جليدٍ صناعي في المتنزهات، بينما تُزيّن كأس ستانلي – أقدس جوائز الهوكي – حفلات الشواء وحفلات الزفاف.

حتى الأطفال يُشاركون في معسكرات هوكي صيفية، وكأن اللعبة جزءٌ من حمضهم النووي!

هوكي الشوارع وقاعدة “سيارة!” (Street Hockey)

في الأحياء الكندية، تُقام مباريات هوكي الشوارع بشكلٍ عفوي، حيث يتوقف اللاعبون فورا عند اقتراب سيارةٍ صارخين: “سيارة!” (Car!).

تُنقل الشباك واللاعبون جانبا بسرعة، ثم يستأنفون اللعب بعد ثوانٍ.

هذه القاعدة غير المكتوبة مُتعمقة في الثقافة لدرجة أن الكنديين يصرخون “سيارة!” تلقائيا حتى عند مشاهدة المباريات كمشاهدين!

النقاش الأبدي: فطائر الزبدة والزبيب (Butter Tart Debates):

تُثير فطائر الزبدة – الحلوى الكندية الشهيرة – جدلًا لا ينتهي: هل يُضاف الزبيب أم لا؟ في أونتاريو، يُعتبر الزبيب جزءا أساسيا، بينما يرفضه سكان كيبيك، مُفضلين الحشوة السلسة من الزبدة والسكر.

تحولت هذه الخلافات إلى مهرجانات سنوية تُنظم فيها مسابقات لاختيار أفضل وصفة، مع منافسات ساخنة تُظهر مدى تعلق الكنديين بهذه الحلوى البسيطة.

ثقافة “الكوخ الصيفي” (Cottage Culture):

مع حلول الصيف، يهرع الكنديون إلى الكوخ العائلي على ضفاف البحيرة، مهما كانت المسافة.

تُحكم هذه الرحلات تقاليد صارمة: إحضار الطعام والشراب كـ”ضريبة دخول”، وصيانة الكوخ الذي قد يكون ورثته العائلة لأجيال.

وهناك طقوس محددة لفتح الكوخ (مثل رفع الأغطية عن الأثاث) وإغلاقه (مثل تفريغ الأنابيب قبل تجمدها)، مما يعكس ارتباطا عاطفيا عميقا بهذه الملاذات.

عطلة “2-4” (May 2-4 Weekend):

تُسمى عطلة يوم فيكتوريا (في مايو) بالعامية “عطلة 2-4”، إما لأنها تقع حول 24 مايو، أو إشارة إلى صندوق البيرة المكون من 24 زجاجة – وهو العنصر الأساسي في الاحتفال!

رغم أن الطقس قد يُفاجئهم بثلوجٍ متأخرة، يتدفق الكنديون على المخيمات والأكواخ، مُصرين على أنها بداية الصيف. هنا، يُقاس مدى تحمل الكندي بابتسامته وهو يشوي البرغر تحت المطر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!