5 أشياء تختفي بعد التقاعد في كندا .. فهل أنت مستعد؟

يعتبر التقاعد بالنسبة للكثيرين المكافأة التي تُتوج عقودًا من العمل الدؤوب، حيث يتحرر الفرد أخيرا من روتين المنبهات الصباحية، وضغوط المهام الوظيفية، وازدحام المواصلات، ليصبح سيد وقته وقراراته.
لكن رغم هذه الحرية الجديدة، فإن مرحلة التقاعد قد تحمل في طياتها خسائر غير متوقعة، بعضها مادي واضح كفقدان الراتب الثابت، وبعضها نفسي أو اجتماعي كفقدان الشعور بالهدف.
دون تخطيط مدروس، قد تتحول هذه التغييرات إلى صدمة تُهدد الاستقرار المالي والعاطفي.
فيما يلي تفصيل لأبرز خمسة عناصر تميل إلى الاختفاء مع بدء التقاعد، واستراتيجيات للتكيف معها مقدما:
1. اختفاء الأمان المالي للراتب الشهري:
أبرز تحوّل يواجهه المتقاعد هو فقدان الدخل الثابت الذي اعتاد عليه لسنوات. بدلا من ذلك، يعتمد على سحب الأموال من مصادر مثل:
-
حسابات التقاعد المسجلة (RRSP).
-
حساب التوفير المعفي من الضرائب (TFSA).
-
برنامج المعاشات التقاعدية الكندي (CPP).
-
مخصصات الشيخوخة الكندية (OAS).
-
أي استثمارات أو مدخرات شخصية.
يواجه العديد من الكنديين صعوبة في الانتقال من مرحلة “اكتساب الدخل” إلى مرحلة “إدارة السحوبات”، خاصة مع تحديات مثل التضخم الذي يُضعف القوة الشرائية للدخل الثابت. وفقًا لتقرير صادر عن CPP Investments عام 2024، فإن 61% من الكنديين قلقون من استنفاد مدخراتهم التقاعدية.
هنا تبرز أهمية:
-
استراتيجيات السحب الذكية: مثل مراجعة “قاعدة الـ 4%” التقليدية، والتي قد تحتاج إلى تعديل وفقًا للظروف الاقتصادية.
-
تنويع مصادر الدخل: عبر استثمارات مدرة للعوائد، أو عقارات للإيجار، أو حتى عمل جزئي.
2. تراجع القدرة على تحمل المخاطر الاستثمارية:
خلال سنوات العمل، يُمكن تحمُّل تقلبات الأسواق بسبب استمرار تدفق الدخل، لكن في التقاعد، تُصبح الخسائر الاستثمارية أكثر خطورة بسبب:
-
مخاطر تسلسل العوائد: حيث يؤدي السحب من الاستثمارات أثناء انهيار السوق إلى تقليص رأس المال بسرعة.
-
الاعتماد على المدخرات: دون دخل ثابت لتعويض الخسائر.
لذا، يميل المتقاعدون إلى تحويل استثماراتهم إلى خيارات أكثر أمانا مثل السندات الحكومية أو شهادات الادخار.
لكن الإفراط في التحفظ قد يعرّضهم لخطر آخر: عدم مواكبة النمو الاقتصادي، مما يُهدد استدامة المدخرات، والحل الأمثل يكمن في:
-
توازن المحفظة الاستثمارية: بين الأصول الآمنة وأخرى نموذية كالأسهم.
-
الاحتفاظ باحتياطي نقدي: يكفي لمصروفات عام إلى عامين لتجنب البيع في فترات الهبوط.
3. فقدان الشعور بالهدف والهيكل اليومي:
لا يقتصر العمل على توفير الدخل، بل يُشكّل مصدرا للتفاعل الاجتماعي، والإحساس بالإنجاز، والتنظيم الزمني. عند التقاعد، قد يُواجه البعض:
-
فراغا نفسيا: بسبب غياب المهام اليومية.
-
عزلة اجتماعية: خاصة بين الرجال، حيث تُشير إحصائيات حكومة كندا إلى أن 30% من كبار السن معرّضون لهذا الخطر.
-
تراجع الصحة العقلية: كالاكتئاب، وفق دراسات المكتبة الوطنية للطب.
لتعويض هذا الفقدان، يُنصح بالتخطيط لأنشطة تُعزز الإحساس بالهدف، مثل:
-
التطوع: في المؤسسات المجتمعية.
-
ممارسة الهوايات: أو تطوير مهارات جديدة.
-
العمل الجزئي: في مجال ذي معنى شخصي.
4. انتهاء المزايا الوظيفية (خاصة التأمين الصحي):
بالإضافة إلى الراتب، يفقد المتقاعد مزايا قد تبدو ثانوية لكنها ضرورية، مثل:
-
التأمين الصحي الخاص: الذي يُغطي تكاليف الأدوية، وعلاج الأسنان، والنظارات، والتي لا تُغطى بالكامل من خلال النظام الصحي العام.
-
خطط المعاشات التكميلية: التي يقدمها بعض أصحاب العمل.
وفقا لمنظمة الأدوية المبتكرة الكندية، يعتمد 70% من الكنديين (أكثر من 27 مليونا) على تأمين صاحب العمل، وللتغلب على هذه الفجوة:
-
ادخار مخصص للرعاية الصحية: عبر حساب TFSA أو صندوق طوارئ.
-
شراء تأمين صحي خاص: خاصة إذا تقاعدت قبل سن 65.
5. تحوّلات جذرية في عادات الإنفاق:
يدخل كثيرون مرحلة “شهر العسل” بعد التقاعد، حيث تزداد النفقات على السفر، والترفيه، مما قد يؤدي إلى:
-
استنزاف المدخرات: إذا لم يُرافق ذلك خطة إنفاق واقعية.
-
مفاجآت مالية: مثل تكاليف الصيانة المنزلية أو الرعاية الطويلة الأجل.
لتفادي ذلك:
-
ضع ميزانية مرنة: تراعي التغيرات في الأولويات.
-
راقب الإنفاق التلقائي: كالاشتراكات غير المستخدمة.
-
استفد من خصومات كبار السن: المتاحة في المواصلات والترفيه.
- اقرأ أيضاً: 10 تقاليد كندية غريبة تحير العالم .. تعرف عليها
- أكبر 10 اقتصادات في العالم لعام 2025 .. وإليكم ترتيب الاقتصاد الكندي