الصين تردّ بالهجوم .. ادعاءات جديدة تحمّل هذه الدولة مسؤولية منشأ كوفيد-19 بعد ضجة التسرب المخبري

في تصعيد للجدل الدائر حول أصول جائحة كوفيد-19، أصدرت الحكومة الصينية “كتابا أبيض” رسميا عبر مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة، تُحمّل فيه الولايات المتحدة المسؤولية عن انتشار الفيروس، مُدّعيةً أن الأدلة تشير إلى ظهوره على الأراضي الأمريكية قبل الصين.
جاء هذا التقرير كرد مُفصّل على الاتهامات المتكررة من الجهات الأمريكية، وعلى رأسها إدارة ترامب سابقا، التي ربطت بداية الوباء بتسربٍ من معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV)، حيث كان يُجرى أبحاثٌ على فيروسات كورونا.
أبرز الادعاءات الصينية في التقرير:
-
التسييس وتضليل الرأي العام:
اتهم التقرير الحكومة الأمريكية بـ”تسييس ملف تتبع أصول الفيروس” لتحويل الانتباه عن فشلها في إدارة الأزمة، قائلًا:“بدلًا من مراجعة إخفاقاتها، لجأت واشنطن إلى لعب ورقة اللوم لتبرير تقصيرها، متجاهلةً الحاجة إلى تحقيقات موضوعية”.
-
ادعاءات بوجود الفيروس في الولايات المتحدة مبكرا:
استشهد التقرير بدراسات أمريكية، منها:-
دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC): أشارت إلى وجود أجسام مضادة للفيروس في 106 عينات دم جُمعت بين ديسمبر 2019 ويناير 2020.
-
بحث المعاهد الوطنية للصحة (NIH): حدد تسع عينات إيجابية لأجسام مضادة من 24 ألف عينة مأخوذة بين يناير ومارس 2020، وفسّرت الصين هذه النتائج كدليل على أن الفيروس كان ينتشر في أمريكا قبل الإعلان الرسمي عن أول حالة في ووهان.
-
-
انتقاد الإدارة الأمريكية للجائحة:
وصف التقرير تعامل واشنطن مع الأزمة بأنه “كارثي”، مشيرا إلى:-
التقليل من خطورة الفيروس ومقارنته بالإنفلونزا.
-
إضاعة الوقت الذهبي الذي كسبته الصين عبر إجراءاتها الصارمة.
-
الردود الأمريكية والدولية:
لا تزال وكالة المخابرات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يميلان إلى فرضية “التسرب المختبري” من ووهان، وفق تقارير استخباراتية غير مصرّح بها علنًا.
كما أطلق موقعا إلكترونيا خاصا في 2023 يؤكد رسميا نظرية التسرب من المختبر، مع انتقاد لاذع لإدارة بايدن وطبيبها الرئيسي أنتوني فاوتشي، متهمًا إياهم بإخفاء معلومات.
وبينما تشير غالبية الأبحاث إلى أصل حيواني للفيروس (مثل انتقاله من الخفافيش عبر مضيف وسيط)، يطالب كثير من العلماء بإجراء تحقيقات أكثر شمولًا، بما في ذلك فحص فرضية التسرب المختبري دون استبعادها مسبقا.
نقاط الخلاف حول الأدلة المقدمة:
- انتقادات لدراسات الأجسام المضادة:
يشكك خبراء في مصداقية الدراسات التي استندت إليها الصين، مُحذرين من أن اختبارات الأجسام المضادة قد تعطي نتائج إيجابية خاطئة بسبب تفاعلها مع فيروسات كورونا أخرى (مثل نزلات البرد)، كما أن وجود الأجسام المضادة لا يُثبت بالضرورة عدوى نشطة أو سلسلة انتقال. -
إغفال الصين لتسلسل الفيروس المبكر:
تجنّب التقرير الصيني الإشارة إلى أن التسلسلات الجينية الأولى للفيروس جُمعت من عينات مرضى في مستشفى ووهان وسوق هوانان للمأكولات البحرية، وهي نقطة محورية في تحقيقات منظمة الصحة العالمية.
السياق الأوسع للاتهامات المتبادلة:
-
حرب المعلومات:
تحول ملف أصول كوفيد-19 إلى أداة في الصراع الجيوسياسي بين القوتين العظميين، حيث تستخدم كل منهما التقارير العلمية والإعلام لتعزيز سرديتها. -
تداعيات اقتصادية ودبلوماسية:
أدت الاتهامات إلى توترات في العلاقات الثنائية، مع فرض عقوبات أمريكية على معاهد صينية، وردّ بكين باتهامات بـ”التشهير”.