أخبار

“لا تنتقلوا إلى كندا، إنها رحلةٌ بلا عودة”.. فيديو لمهاجر يثير المخاوف

لعقود من الزمن، مثّلت كندا وجهة أحلام لعددٍ لا يُحصى من المهاجرين الباحثين عن حياةٍ أفضل، ودخلٍ مستقر، ورعايةٍ صحيةٍ عالمية المستوى، ومدنٍ أنظف.

من المهنيين الشباب إلى العائلات، دفع إغراءُ نمطِ حياةٍ أكثرَ “تطورا” تحتَ ورقةِ القيقبِ الآلافَ إلى حزمِ حقائبهم، ولكن ماذا لو لم يكن الحلمُ كما يبدو؟

هزّ فيديو انتشرَ على نطاقٍ واسعٍ لمواطنٍ كنديٍّ مقيمٍ الآن في بنغالورو بالهند هذا السردَ الطموحَ برسالةٍ صريحةٍ: “لا تنتقلوا إلى كندا”.

في فيديو نُشر على منصة X وإنستغرام، ينتقد مهاجر اسمه كالب نظامَ الهجرة الكنديَّ ووصفه بأنه استغلاليٌّ ومُضلِّل، ويُجادل بأنَّ المهاجرين يُغرَون برؤى الرخاء، ليجدوا أنفسهم مُستنزَفين ماليا، ومُنهَكين عاطفيا، ومُحبَطين في غضونِ بضعِ سنوات.

ويرسم صورة لمهاجر نموذجي قبل وبعد برنامج الهجرة إلى كندا: شابٌّ يبلغ من العمر 28 عاما، يعمل بوظيفة جيدة، ويدخر ما بين 50,000 و100,000 دولار، ويملك سيارة وشقة، ويعيش حياة مُرضية، وبعد ثلاث سنوات في كندا، ووفقا لكالب، أصبح هذا الشخص نفسه الآن يستأجر، ويعاني من الديون، ويوازن بين وظائف متعددة، ويخفّض فواتير البقالة ليعيش.

ويزعم كالب: “تستنزف كندا مدخراتك وجهدك طوال حياتك لسد ثغراتها الاقتصادية.. إنها رحلةٌ بلا عودة، والتكلفة ليست مالية فحسب، بل هي راحة بالك وطاقتك وسنواتٍ لن تستردها”.

ويُشبّه نموذج الهجرة في كندا بـ “مخطط هرمي للعقارات والعمالة” مُغلّف بعلامة تجارية إيجابية، ويقول: “يقول الناس: ‘انتقل إلى مدينة أرخص’، ولكن هذا ليس ما تُسوّقه كندا، فهي تُسوّق لمدنها النابضة بالحياة، ومراكزها التكنولوجية، وأحلامها الحضرية”.

وأثار الفيديو جدلا حادا على الإنترنت، فقد اتفق بعض المستخدمين مع وجهة نظر كالب، مشيرين إلى أن الهجرة غالبا ما تنطوي على تنازلات كبيرة إلا إذا كان المرء فاحش الثراء، وسلطوا الضوء على قضايا مثل ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والازدواج الضريبي، ونقص شبكات الدعم المحلية.

وعارض آخرون ذلك، مجادلين بأن التحديات التي يواجهها المهاجرون في بلدانهم نفسها – الضرائب المرتفعة، وضعف البنية التحتية العامة، والعقبات البيروقراطية – هي التي تجعل الانتقال إلى كندا يستحق العناء، وخاصة للمهنيين الشباب الباحثين عن مكاسب طويلة الأجل.

ومع ذلك، لامس فيديو كالب وترا حساسا لدى الكثيرين الذين يقولون إنه يعكس واقعا متناميا: أن الحلم الكندي قد لا يرقى إلى مستوى التوقعات التي وعد بها سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!