لاجئ عربي يُصدم برسوم ترامب الجمركية بعد افتتاحه صالون حلاقة “أحلامه” في كندا (فيديو)

لافتة صالون حلاقة أحمد فاخرجي، الذي افتُتح حديثا، قديمة وباهتة، ويمكن مشاهدتها من موقف سيارات الساحة التجارية في ضواحي ميسيساجا بكندا، بخطها وألوانها القديمة، ويُصرّ على ضرورة استبدالها.
قال أحمد: “اللافتة قديمة، وليست جديدة، وهناك الكثير من الأشياء التي لم أُنجزها لأنني قد تخطّيت ميزانيتي، بسبب الأسعار الجديدة”.
ويتناقض المظهر الخارجي المتواضع بشكل صارخ مع ما حققه أحمد حتى الآن داخل محله، فقد زوّد العديد من الطاولات الفخمة بمرايا وأضواء، حيث يجلس الزبائن لقص شعرهم أو تشذيب لحيتهم، وتتوفر مقاعد جلدية للانتظار، بينما يُعرض على شاشة تلفزيون كبيرة مسطحة مقاطع فيديو موسيقية.
وقد أصبحت الرسوم الجمركية حديث كندا منذ أن فرض ترامب ضريبة بنسبة 25% على العديد من الصادرات الكندية، وردت كندا برسوم جمركية انتقامية، وتهدد إجراءات “العين بالعين” بزيادة التكاليف على الشركات في كلا البلدين.
وأفاد أحمد أنه سمع عن الرسوم الجمركية لأول مرة من الزبائن بعد افتتاح متجره “كليب آند تشيل” في مارس، بعد أسابيع فقط من إعلان ترامب عن سياسته التجارية الجديدة.
وقال: “لم أدرك عواقب هذا الأمر حقا إلا بعد أن أجريت محادثات أعمق مع عملائي، وأدركت أن الوضع قد يصبح صعبا”.
وأشار أحمد إلى أحد كراسي صالونه الجديدة اللامعة، وأوضح أن سعره كان 700 دولار عندما رآه لأول مرة، ولكن بعد تجديد متجره وذهابه لشرائه، أصبح 850 دولارا، وقد ألقى البائع باللوم على ارتفاع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية الجديدة.
وقال: “لقد تغيرت أسعار أشياء كثيرة، فماكينة الحلاقة التي اشتريتها مقابل 90 دولارا أصبحت الآن 156 دولارا على أمازون… لم يكن هذا في حساباتي حقا”.
ونشأ أحمد في حلب، سوريا، لكنه لطالما حلم بالانتقال إلى كندا، وقال: “إنه حلم يراود أي شخص في الشرق الأوسط، فعندما كنت صبيا، كنت أعتقد أن الأمور ستكون رائعة هناك”.
وأجبره اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011 على الفرار إلى لبنان، حيث عاش هناك حوالي 12 عاما وأسس أسرة، ولكنه لم يتخلَّ عن طموحه.
وأضاف: “لم أتوقف عن التفكير في الأمر، لذا تواصلت مع صديق موجود هنا وسألته إن كان بإمكانه مساعدتي في الوصول إلى كندا”.
وتابع “كفلني، وتمكنتُ من القدوم بعد رحلة طويلة جدا”.
وكانت الحياة صعبة عندما وصل أحمد لأول مرة قبل حوالي عامين، فقد وجد الطقس البارد صادما، ولم يكن يتحدث الإنجليزية، وشعر بعبء إعالة زوجته وطفليه.
واضطر للعمل بجد في مدينته الجديدة، التي يسكنها أكثر من ستة ملايين نسمة، وكان يعمل سائقا لسيارات أوبر إلى جانب عمله في هذا المجال أثناء حصوله على رخصة مصفف شعر لمزاولة مهنته في كندا.
وقال: “بدأتُ العمل كحلاق، وأصبح حلمي أن أفتتح هذا الصالون”.
وأشار أحمد إلى أنه منذ افتتاح “كليب آند تشيل”، شهد العمل نموا، لكن الظروف “صعبة” أيضا، وبدأ في جذب العملاء، ويوظف مصفف شعر إضافيا لمساعدته في عطلات نهاية الأسبوع.
ويخشى أحمد من أن يُجبره ارتفاع التكاليف في خضم الحرب التجارية على رفع أسعاره.
وقال: “لقد بذلتُ قصارى جهدي للحفاظ على أسعاري منخفضة – بما أن مشروعي جديد – ولكن ليس منخفضة جدا نظرا لنفقاتي، وهذا يُقلقني، لكنني سأبذل قصارى جهدي للاستمرار، وسأكافح لإنجاح هذا المشروع وأن يصبح أفضل صالون حلاقة في المنطقة”.