أخبارعقارات

9 دول حيث شراء منزل يكاد يكون مستحيلاً .. فهل كندا ضمن القائمة؟

في عالمٍ تتحول فيه الدول الكبرى إلى حصونٍ اقتصادية حصينة، تُسابق الثروات الزمنَ لامتلاك مترٍ مربعٍ من الأرض.

من موناكو الفاخرة إلى نيوزيلندا الساحرة، تروي أسواق العقارات العالمية قصةً واحدة: ارتفاعٌ جنوني في الأسعار يجعل امتلاك منزلٍ حلما بعيد المنال حتى لأصحاب الدخول المرتفعة.

يُسلط هذا التقرير الضوء على واقع الإسكان في 10 دولة شهيرة، حيث تتصادم جماليات العيش مع قسوة الأسواق، ليكشف كيف تحولت مراسي الأحلام إلى ساحاتٍ حصرية للنخبة، تاركةً الأجيال الجديدة في مواجهة تحدياتٍ لم يعهدها العالم من قبل.

1. موناكو: 

لا تُختزل موناكو في مساحتها الصغيرة (2 كيلومتر مربع فحسب)، بل هي عالمٌ حيث تتصارع الثروات للظفر بقطعة أرض. مع متوسط سعر للمتر المربع يتجاوز 50,000 يورو، تُعادل تكلفة شقة متوسطة هنا ثمن قصر فاخر في دول أخرى.

تُجذب موناكو الأثرياء بفضل نظامها الضريبي المُفضّل (بدون ضريبة الدخل)، وخصوصيتها الفائقة، إلا أن هذا يجعل السكن حكرا على المليارديرات، بينما يُحجم السكان العاديون عن حتى مجرد الحلم بامتلاك عقار.

تتفاقم التحديات مع اشتراطات الإقامة الصارمة: يجب على الراغبين في العيش هنا إثبات ثروة كافية، وتقديم ضمانات مالية، مما يزيد من استقطاب الأثرياء فقط.

وحتى السكان القدامى يواجهون ضغوطًا بسبب الارتفاع المستمر في الأسعار، حيث تُحوّل المنافسة الشرسة المدينة إلى ساحة حصرية للأثرياء العالميين.

2. هونغ كونغ:

تحتضن هونغ كونغ أكثر من 7.5 مليون نسمة على مساحة ضيقة محصورة بين الجبال والبحر، مما حوّل سوق العقارات إلى واحدة من أعلى الأسعار عالميا.

يصل متوسط سعر المتر المربع إلى 1.2 مليون دولار هونغ كونغي، مما يجعل الشقق الصغيرة (أحيانا بمساحة 10 أمتار مربعة) الخيار الوحيد للكثيرين.

لا تقتصر الأزمة على المواطنين؛ فحتى المغتربين ذوي الدخل المرتفع يجدون صعوبة في تأمين مسكن لائق.

وتُحاول الحكومة التصدي للأزمة عبر مشاريع الإسكان الاجتماعي، لكن الطلب يفوق العرض بفارق كبير. النتيجة؟ انتشار “مساكن التوابيت” – غرف صغيرة بالكاد تتسع لفراش – كحلٍ يائس للعائلات محدودة الدخل.

3. سويسرا: 

رغم سمعتها كجنة للأمان والاستقرار، تُعاني سويسرا من أسعار عقارية مُفزعة، ففي زيورخ وجنيف، يتجاوز سعر المنزل المتوسط 1.5 مليون فرنك سويسري، مع قيود صارمة على تملك الأجانب.

وحتى السويسريون أنفسهم يلجأون للإيجار مدى الحياة، إذ يتطلب ادخار الدفعة الأولى (20% عادةً) سنوات من العمل دون ضمانات.

يزيد الطلب من قبل الأثرياء الدوليين على العقارات الفاخرة في مناطق مثل سانت موريتز ولوغانو من تفاقم الأزمة، مما يدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

4. سنغافورة: 

تُعاني سنغافورة من تناقض صارخ: بين ناطحات السحاب المتلألئة وواقع الإسكان الذي يحلم به الكثيرون ولا يملكه إلا القليل.

يبلغ متوسط سعر العقار الخاص 1,200 دولار سنغافوري للقدم المربع، مع فرض ضرائب تصل إلى 30% على المشترين الأجانب.

رغم برامج الإسكان العام (HDB) التي تُغطي 80% من السكان، يضطر الشباب إلى الانتظار سنوات للحصول على شقة، بينما تظل الوحدات الفاخرة حكرًا على النخبة.

5. نيوزيلندا:

تحولت نيوزيلندا من بلاد المناظر الخلابة إلى سوق عقاري مُحموم. في أوكلاند، يقترب متوسط سعر المنزل من مليون دولار نيوزيلندي، مع منافسة شرسة من المستثمرين الأجانب.

أدت القيود الحكومية على التملك الأجنبي إلى تخفيف حدة الأزمة قليلاً، لكن الأسعار لا تزال بعيدة عن متوسط الدخل المحلي.

6. كندا: 

لم تعد كندا الوجهة المثالية للبحث عن سكن ميسور، ففي تورنتو وفانكوفر، تجاوز متوسط أسعار المنازل مليون دولار كندي، مع ارتفاع نسبة الإيجار إلى 33% من الدخل.

وتُعاني الأجيال الشابة من صعوبة توفير الدفعة الأولى (20% في المتوسط)، مما يدفعهم للاعتماد على دعم العائلات أو الهجرة إلى مدن أصغر.

7. أستراليا: 

شهدت مدن مثل سيدني وملبورن ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، مع وصول متوسط ثمن المنزل إلى مليون دولار أسترالي.

عوامل مثل انخفاض أسعار الفائدة والاستثمارات الآسيوية حوّلت السوق إلى ساحة للمضاربات، مما أجبر العائلات على تقليص أحلامها أو اللجوء إلى الإيجار طويل الأمد.

8. آيسلندا: 

في ريكيافيك، ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 40% خلال خمس سنوات بسبب تدفق السياح وشركات التأجير قصير الأجل.

الشباب الآيسلنديون، رغم دخولهم المرتفعة نسبيًا، يعانون من صعوبة شراء منزل دون مساعدة عائلية.

9. لوكسمبورغ: 

رغم كونها واحدة من أغنى دول العالم، تعاني لوكسمبورغ من أسعار عقارات خيالية تصل إلى مليون يورو للمنزل المتوسط. يتنافس المواطنون مع موظفي الاتحاد الأوروبي والمغتربين ذوي الدخل المرتفع، مما يخلق فجوة بين الأجور المرتفعة وتكاليف السكن غير المتناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!