من أوروبا إلى الشرق الأوسط.. 7 تحديات خارجية تواجه رئيس الوزراء مارك كارني

يواجه رئيس الوزراء مارك كارني العديد من قضايا السياسة الخارجية، وهي لا تتعلق جميعها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفيما يلي سبعة من التحديات الرئيسية التي ستواجهها كندا في الأشهر المقبلة خلال فترة مضطربة تشهدها السياسة العالمية.
ترامب في ألبرتا لحضور قمة مجموعة السبع
بعد ستة أسابيع فقط، سيستقبل كارني نظراءه البارزين في كاناناسكيس بألبرتا، لحضور قمة قادة مجموعة السبع.
ترامب مدعو للحضور، وكذلك قادة فرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة وإيطاليا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتشهد القمة قيام قادة مجموعة السبع بتقييم تحديات العالم وتوقيع بيان يُحدد نهج الديمقراطيات الصناعية الأخرى.
والجدير بالذكر أنه عندما استضافت كندا قمة مجموعة السبع آخر مرة عام 2018، رفض ترامب التوقيع على البيان الختامي، وغادر الجلسة مبكرا، ووصف سلف كارني، جاستن ترودو، بأنه “غير أمين وضعيف للغاية” في خلاف حول رسوم الصلب والألمنيوم.
وتحاول كندا الحفاظ على انخراط واشنطن في مجموعة السبع، وقد طرحت الأمن البحري كاهتمام مشترك للدول التي تتشارك ثلاثة محيطات مع كندا.
ومن المتوقع أن يناقش القادة في القمة “أساطيل الظل” – وهي سفن تهرب سلعا خاضعة للعقوبات – والموجة الأخيرة من هجمات التخريب على الكابلات البحرية، والصيد غير المشروع، وفقدان التنوع البيولوجي.
وعلى كندا أيضا أن تقرر الدول والمؤسسات التي سترحب بها كضيوف؛ إذ تستضيف جنوب إفريقيا قمة مجموعة العشرين في نوفمبر، وقد تُدعى إلى كاناناسكيسن، وقد دعا كارني بالفعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
صفقات دفاعية مع أوروبا
من المتوقع على نطاق واسع أن يحضر كارني القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تبدأ في 24 يونيو في هولندا.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي يتهم فيه الأوروبيون ترامب بتقويض التحالف من خلال التلميح إلى أن الولايات المتحدة لن تدافع عن الدول التي لا تحقق أهداف الإنفاق الدفاعي.
ولم تلتزم كندا قط بمعايير الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) – 2% من الناتج المحلي الإجمالي – منذ أن اتفق الحلف على هذا الهدف عام 2006.
ويأتي الاجتماع أيضا وسط مخاوف من أن روسيا ستستحوذ على المزيد من الأراضي في أوكرانيا وتغزو دولا أخرى مثل لاتفيا، حيث تخدم القوات الكندية كجزء من مهمة تهدف إلى ردع العدوان الروسي.
ويقود الاتحاد الأوروبي جهودا لتعزيز الإنفاق الدفاعي والصناعات العسكرية في أوروبا، لتقليل اعتماد القارة على الولايات المتحدة، وقد صرّح كارني برغبته في المشاركة في هذا المشروع، المسمى “إعادة تسليح أوروبا”، كما وصف كندا بأنها “أكثر الدول غير الأوروبية انتماء إلى أوروبا”.
العلاقة مع الصين
خلال الحملة الانتخابية، وصف كارني الصين بأنها “أكبر تهديد أمني لكندا”، مشيرا إلى دعم بكين الضمني لغزو روسيا لأوكرانيا، والتدخل الأجنبي، والقطب الشمالي.
وترفض الصين جميع هذه الادعاءات، وتقول إنها تريد الشراكة مع كندا لمواجهة “التنمر” الأمريكي، وأشار مسؤولون صينيون إلى أن البلدين قد يحشدان جهود دول أخرى لمنع واشنطن من تقويض القواعد العالمية.
وفرضت بكين رسوما جمركية ردا على كندا التي فرضت قيودا على السيارات الكهربائية والصلب الصينيين.
وتضر هذه الرسوم بشكل رئيسي بالمزارعين في غرب كندا، وقد حث حكام المقاطعات في المنطقة الحكومة الليبرالية على بذل المزيد من الجهود لرفع القيود المفروضة على زيت الكانولا ولحم الخنزير.
ومع ذلك، استبدلت الصين كميات كبيرة من النفط الأمريكي بواردات الخام الكندي، التي بلغت مستوى تاريخيا في مارس.
وبينما تُعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لكندا، وتقول إنها قادرة على التعاون في مجالات مثل الطاقة النظيفة، فقد أشار كارني إلى توخي الحذر.
وقال في مارس: “نريد التنويع مع شركاء متشابهين في التفكير، والشركاء في آسيا الذين يشاركوننا قيمنا لا يشملون الصين”.
إحياء العلاقات مع الهند
في أواخر عام 2022، جعل الليبراليون الهند محورا لاستراتيجيتهم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واصفين إياها بأنها دولة ديمقراطية ذات إمكانات تجارية قوية.
وتغير كل ذلك بعد اغتيال الناشط السيخي هارديب سينغ نجار في بريتش كولومبيا في يونيو 2023.
وفي غضون أشهر، اتهم ترودو الهند بالتورط في مقتل نجار، وتوترت العلاقات منذ ذلك الحين، حيث صرحت الشرطة الكندية الملكية بأن لديها أدلة على وقوف نيودلهي وراء العديد من الجرائم التي تستهدف الكنديين السيخ.
وقبل عام، أعلن وزير الخارجية الهندي أن كندا “مشكلتنا الكبرى”، وفي أكتوبر 2023، اتهم الحكومة الليبرالية، مدعيا أن كندا تُمكّن حركة انفصالية تدعو إلى إنشاء وطن للسيخ يُسمى خاليستان، على أن يُفصل عن الهند.
وصرح كارني خلال حملته الانتخابية بأنه يرغب في مواصلة التجارة مع الهند، مضيفا أن الهند قد تلعب دورا كبيرا في إنهاء الحروب التجارية.
وقال في 26 أبريل: “هناك توترات في تلك العلاقة لم نتسبب بها، ولكن هناك سبيل للمضي قدما في معالجتها، باحترام متبادل”.
ولطالما كانت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي متحالفة مع حزب المحافظين الكندي، مع أن مودي سارع إلى تهنئة كارني على فوزه في الانتخابات.
توسيع العلاقات التجارية
تعمل كندا والمملكة المتحدة بموجب اتفاقية تجارية مُصغّرة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد عُلّقت المحادثات بشأن اتفاقية كاملة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى إحجام كندا عن فتح قطاع الألبان لديها ونفور بريطانيا من لحوم البقر المُعالجة بالهرمونات.
وصرّح المبعوث الكندي إلى لندن، رالف غوديل، لصحيفة بوليتيكو مؤخرا بأنه من غير المرجح أن تتقدم محادثات التجارة إذا لم تُلغِ بريطانيا القيود “غير العلمية” على لحوم البقر أو تُحلّ “مشكلة خروج بريطانيا” المتمثلة في عدم التفاوض على حصة كندا من واردات الجبن عند مغادرتها الاتحاد الأوروبي.
وقد يُتّخذ نهج جديد هذا العام، فقد صرّح غوديل في فبراير بأنه يتوقع استبداله هذا الربيع، وقد بدأ المفوض السامي البريطاني في أوتاوا فترة ولايته قبل ثلاثة أشهر.
ولطالما جادلت الحكومة الليبرالية بأن الشركات الكندية لم تستفد من الصفقات التجارية التي وقّعتها كندا مع دول مثل تشيلي وكوريا الجنوبية.
الدول النامية
وعد كارني بمقاومة اتجاه الدول الغربية نحو تقليص مساعداتها الخارجية، وتعهد بعدم خفض إنفاق كندا على المساعدات أو تمويل التنمية.
ويأتي هذا الوعد في الوقت الذي تعاني فيه مخيمات اللاجئين من نقص المساعدات الغذائية، وفي الوقت الذي تدرس فيه وكالات الأمم المتحدة تسريحا جماعيا للعمال.
وقال كارني: “حان الوقت لأن تقود كندا… لضمان قيامنا بدورنا الذي لطالما لعبته كندا، وهو أن نكون سخيين وفعالين في دعم الفئات الأكثر ضعفا حول العالم”.
وليس من الواضح كيف سيبدو نهج كارني تجاه المساعدات الخارجية، فقد تعرضت حكومة ترودو لانتقادات لتأخرها في إصدار استراتيجية خاصة بأفريقيا لسنوات، دون أي تمويل جديد للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار والتجارة مع القارة المزدهرة.
وفي غضون ذلك، يتساءل قادة جنوب شرق آسيا عما إذا كان كارني سيتبع نهج ترودو بحضور القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي أعلنت كندا شريكا استراتيجيا في عام 2023.
الشرق الأوسط
من المتوقع على نطاق واسع أن يتبع كارني نهج ترودو تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، وهي سياسة انتقدتها جماعات يهودية وإسلامية وعربية على نطاق واسع باعتبارها غامضة، وقد أدى العدوان إلى احتجاجات حاشدة في كندا، وأدى إلى ارتفاع جرائم الكراهية.
وانضم رئيس الوزراء مؤخرا إلى نظرائه في انتقاد إسرائيل لعرقلتها المساعدات عن الفلسطينيين في غزة، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “عقاب جماعي قاسٍ”.
وقال كارني خلال الحملة الانتخابية إنه يجب على كندا أن تُدين إيران لزعزعتها استقرار الشرق الأوسط من خلال وكلائها مثل حماس.