أخبار

المزيد من الوافدين الجدد يتعلمون اللغة الفرنسية على أمل تحسين فرصهم في البقاء في كندا

بعدما أنفق 42,000 دولار على دراسته للماجستير في الهندسة الميكانيكية بجامعة Windsor، يدفع هاربال ديب سيدو الآن 2000 دولار شهريا لتعلم اللغة الفرنسية بهدف تعزيز فرصه في الحصول على الإقامة الدائمة في كندا، وهو اتجاه متزايد بين الوافدين الجدد.

وقال سيدو، البالغ من العمر 25 عاما لـ CBC: “أنا قلق جدا.. منذ تخرّجي، شهدت تغييرات كبيرة جدا في القوانين والأنظمة المتعلقة بالحصول على الإقامة الدائمة، ونقاط الحد الأدنى مرتفعة جدا، مما يجعل الأمر صعبا حتى على طلاب الماجستير أو الدكتوراه”.

وتابع: “نحصل على نقاط مقابل تعلم الفرنسية، ويمكننا استخدامها في طلب الإقامة الدائمة”.

وتزداد المنافسة حدة على الإقامة الدائمة، وفي يناير، قُدر عدد المقيمين المؤقتين في كندا بـ 3.02 مليون شخص، لكن لا يتوفر هذا العام سوى 395,000 مكان فقط للإقامة الدائمة.

وبينما يواجه صعوبات مع اللغة، قال الطالب الدولي القادم من البنجاب في الهند، إنه يمارس الفرنسية بجدية “حوالي ساعتين يوميا” لتعزيز طلبه، ويخشى أن ترتفع نقاط الحد الأدنى في الجولة المقبلة، ويأمل أن تكون الفرنسية هي عنصر الإنقاذ بالنسبة له.

ومن الاشتراك المميز في تطبيق Duolingo إلى مشاهدة فيديوهات اليوتيوب، لا يدّخر سيدو جهدا، بما في ذلك الاستعانة بمدرس خاص “باهظ التكلفة”.

كما قال إن برنامج الماجستير الذي استمر 16 شهرا “لم يكن يستحق ذلك”، والآن تنتظره المزيد من النفقات لتحقيق حلمه بالإقامة الدائمة.

ويتوقع أن يحتاج إلى ستة أشهر على الأقل ليصل إلى مستوى الكفاءة المطلوب من قبل إدارة الهجرة، ويرغب في تقديم طلبه للإقامة لاحقا هذا العام، إذ لم يتبقَ له سوى عامين على تصريح العمل الخاص به.

وذكر: “أعتقد أن التحدث والاستماع صعبان، لكن القراءة أيضا صعبة لأنها لغة مختلفة تماما، بأبجديتها وكل شيء آخر.. إنها مهمة شاقة حقا”.

ويرى سيدو أنه ينبغي على الحكومة خفض نقاط الحد الأدنى أو منح استثناءات لطلاب الماجستير والدكتوراه، ومساعدة المتقدمين الذين “يساهمون بالفعل في الاقتصاد الكندي”.

كما ذكر: “أنا ذاهب للحصول على شهادة معتمدة في الفرنسية، وهذا سيكلّفني أموالا إضافية.. ما زلت أستثمر في هذا البلد، ولا أحصل على أي مقابل”.

ويشارك جوراسيس سينغ، طالب تخصص شبكات الحاسوب في كلية St. Clair، في برامج فرنسية عبر الإنترنت أيضا.

وأضاف سينغ لـ CBC أن الحكومة وسّعت مسارات الإقامة الدائمة ضمن قطاعي التعليم والرعاية الصحية، لكنه لن يكون مؤهلا لها.

وأوضح أن العديد من شركات البيانات والشبكات تفضل أيضا الموظفين ثنائيي اللغة “إجادة الإنجليزية والفرنسية”، ما يجعل تعلم الفرنسية ميزة إضافية عامة.

وقال: “الفرنسية واحدة من أفضل الخيارات في الوقت الحالي”.

ويوافقه الرأي زميله في الصف، أبهو كابيل، الذي يفكر أيضا في مسارات الهجرة المرتبطة بالفرنسية، وقال لـ CBC: “بعض الأشخاص الذين أعرفهم نجحوا من خلال الفرنسية.. ستكون فرصة رائعة للحصول على الإقامة الدائمة في هذا البلد”.

من جانبه، قال لو يانسن دانغزالان، محامي الهجرة في تورنتو، إنه ينصح عملاءه منذ عامين بتعلم الفرنسية كخطة بديلة لتحسين درجاتهم في نظام التصنيف الشامل (CRS).

كما يُستخدم هذا النظام من قبل وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) لتصنيف المهاجرين المتقدمين للإقامة الدائمة بناء على عوامل مثل العمر، ومستوى التعليم، وإتقان اللغة الإنجليزية، والخبرة العملية.

وقال دانغزالان لـ CBC: “إذا تعلمت الفرنسية كلغة ثانية، فإنك تزيد فعليا من نقاطك في نظام CRS”.

وأضاف: “تصنيفك كناطق بالفرنسية ضمن نظام Express Entry، يمنحك ميزة الاستفادة من اختيار الفئة الفرانكوفونية، والذي يتطلب نقاطا أقل”.

كما أوضح أن العديد من الطلاب الدوليين الحاصلين على تصاريح عمل بعد التخرج، والتي تكون محدودة الصلاحية بحد أقصى ثلاث سنوات، يختارون هذا المسار.

وبالنسبة لأشخاص مثل أمانغيل بهولار، طالبة الدكتوراه بجامعة Windsor، فإن الأمر يتعلق بالحصول على فرص أفضل، لا سيما الوظائف الحكومية التي تتطلب متحدثين بالفرنسية.

وقالت بهولار، التي حصلت على الجنسية الكندية في 2022 لـ CBC: “أرى أن تعلم الفرنسية يمنحني ميزة إضافية.. هناك الكثير من الوظائف الثنائية اللغة الآن، وبما أن سوق العمل يتغير ويبحث عن أشخاص أكثر تنافسية، فإنني أتعلم الفرنسية لأبقى في المنافسة”.

كما قال سيمون غوليه، مدير حرم كلية Boreal في Windsor، إن فروعهم السبعة عبر المقاطعة تشهد طلبا متزايدا على برامج اللغة الفرنسية من قبل الوافدين الجدد.

وأضاف لـ CBC: “نحن نشهد الآن زيادة في تسجيل الطلاب الدوليين في برنامج الفرنسية كلغة ثانية”، مشيرا إلى أن هناك زيادة بنسبة 222% في تسجيل الطلاب الدوليين في البرنامج على مستوى المقاطعة.

وتابع: “هذا خبر جيد.. هناك الكثير من الاهتمام بتعلم الفرنسية لأسباب متعددة، والهجرة واحدة منها، ولكن هناك أيضا فضول تجاه اللغات الرسمية ورغبة في المشاركة فيها”.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!