الذهب هو المحرك الخفي لاقتصاد كندا .. وإليكم ترتيب كندا في الإنتاج العالمي

تترأس Heather Exner-Pirot قسم الطاقة والموارد الطبيعية والبيئة في معهد ماكدونالد-لورييه، حيث تُسلط الضوء على تحوّل غير مسبوق في المشهد الاقتصادي الكندي.
فبينما تسببت سياسات إدارة ترامب التجارية في زعزعة الاستقرار المالي العالمي عبر فرض رسوم جمركية متقلبة، برز الذهب كالملاذ الوحيد الآمن الذي تجنّب التبعات السلبية، مسجّلاً ارتفاعات قياسية وصلت إلى 3,500 دولار للأونصة مؤخرا.
الصعود الكندي في خريطة الذهب العالمية:
تحتل كندا المرتبة الرابعة عالميا في إنتاج الذهب، وهو ما حوّلها إلى لاعب رئيسي في السوق الدولية.
وخلال الأشهر الماضية، تجاوزت صادرات الذهب الكندية صادرات السيارات لتصبح ثاني أكبر مصدر للبلاد بعد النفط. وفي ديسمبر الماضي، حققت الصادرات المعدنية رقماً قياسياً بلغ 10 مليارات دولار شهريا، ساهم الذهب بأكثر من نصفها.
المعادن الأساسية مقابل الذهب:
ركزت الخطط الحكومية الكندية مؤخرا على تعزيز إنتاج “المعادن الأساسية” الـ34 المُدرجة في قائمة أولوياتها، والتي تُعتبر حيوية للأمن القومي وتقنيات الطاقة النظيفة.
لكن هذه القائمة استثنت الذهب، الذي يُصنّف تقليديًا كسلعة للزينة أو الادخارK ,ذا الإغفال يحرم قطاع الذهب من مزايا ضريبية وتمويلية وتنظيمية تُمنح للمعادن الأخرى، رغم مساهمته الاقتصادية الفائقة>
وبينما تواجه المعادن الأساسية ضغوطًا من المنافسة الصينية وتقلبات الأسواق، يظل الذهب النجم الوحيد المتألق في سماء التعدين الكندي.
ويعود هذا النجاح إلى حجم سوقه الضخم وسلاسل إمداده المتنوعة التي يصعب احتكارها، وخلال العامين الماضيين، كانت جميع المناجم الجديدة التي افتُتحت في كندا مخصصة للذهب، ومن أبرزها مشروع “غوس” في نونافوت التابع لشركة B2B Gold Corp، الذي سيبدأ إنتاجه قريبا.
الأرقام تتحدث: هيمنة الذهب على الاستثمارات:
تُظهر بيانات وزارة الموارد الطبيعية الكندية أن 52 من أصل 100 مشروع استكشافي رائد في البلاد مخصصة للذهب. في أونتاريو وحدها، يشكل الذهب نصف المناجم العاملة البالغ عددها 36 منجما.
ورغم الضجة الإعلامية حول معادن البطاريات، يبقى الذهب المصدر الرئيسي للإيرادات التي تغطي تكاليف التشغيل والاستثمار.
مزايا الذهب اللوجستية: سهولة الاستخراج والنقل:
يتمتع الذهب بميزة فريدة مقارنة بمعادن مثل النحاس أو الحديد: فهو لا يتطلب بنية تحتية معقدة أو استثمارات رأسمالية ضخمة.
هذه الخاصية تجعله مثاليا للمناطق النائية، حيث يمكن نقل السبائك جوًا بتكلفة منخفضة، بعيدًا عن الحاجة إلى موانئ أو خطوط سكك حديدية.
أجنيكو إيجل: عملاق التعدين الكندي الذي تفوق على النفط:
تُمثل شركة “أجنيكو إيجل ماينز” نموذجًا للنجاح الكندي في هذا القطاع.
بتأسيسها عام 1957، أصبحت اليوم أكبر شركة تعدين كندية من حيث القيمة السوقية، متجاوزةً عمالقة النفط مثل “الموارد الطبيعية الكندية”.
وتدير الشركة سبعة مناجم ذهب محلية، بالإضافة إلى عمليات في فنلندا وأستراليا، مما يجعل كندا موطنا لخمسة من أكبر 10 شركات ذهب عالميا.
- اقرأ أيضاً: شركة Tesla التابعة لإيلون ماسك تقلب الطاولة وتهدد بمقاضاة كندا
- سحب منتج طحينة “القناطر” من الأسواق في كندا