مئات الأسماك النافقة تطفو على طول الواجهة البحرية لمنطقة تورنتو الكبرى

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تُظهر أعدادا كبيرة من الأسماك النافقة بالقرب من شواطئ بحيرة أونتاريو، ما أثار حالة من القلق بين السكان.
لكن الخبراء أوضحوا أن هذه الظاهرة طبيعية وتحدث بشكل دوري في منطقة تورنتو الكبرى.
وأظهرت الصور المنتشرة الأسماك النافقة على الشاطئ في كل من منتزهي Marie Curtis Park وHumber Bay Park.
من جهتها، قالت وزارة الموارد الطبيعية لسي تي في، إنها على علم بهذه الواقعة، مضيفة أن جميع الأسماك النافقة تنتمي إلى فصيلة “Alewife”، التي تتواجد بأعداد كبيرة في بحيرة أونتاريو.
كما ذكر المتحدث باسم الوزارة أن هذه الأسماك تقضي معظم العام في المياه العميقة والباردة، لكنها تنتقل إلى المياه الضحلة للتكاثر خلال شهري مايو ويونيو.
بدورها، قالت جانيت كوبريفنيكار، أستاذة بقسم الكيمياء والأحياء في جامعة Toronto Metropolitan، إن هذه الفترة تكون مرهقة للغاية للأسماك بسبب موسم التزاوج في الربيع.
وأضافت: “نفوق هذه الأسماك ليس أمرا غريبا، وغالبا ما يحدث بعد شتاء، وعلى الرغم من أننا لم نعتد على شتاء قاسٍ في السنوات الأخيرة، فإن شتاء هذا العام كان أبرد من المعتاد، ومع تكاثر الأسماك أو تعرّضها لتغيرات سريعة في درجات الحرارة، قد تعاني أيضا من نقص الأكسجين، وكل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى ما نشهده حاليا”.
كما لفتت الوزارة إلى أن الظروف الضعيفة للأسماك بعد شتاء طويل وبارد، والإجهاد الناتج عن موسم التكاثر، والتغيرات السريعة في درجات الحرارة هي الأسباب الرئيسية وراء هذه الظاهرة.
من جهته، قال ريك بورتيز، المدير الأول لرصد وإدارة الموارد المائية في هيئة الحفاظ على تورنتو والمنطقة، إن جميع الأسماك النافقة هي من نوع “Alewife”، مشيرا إلى أنها حساسة للغاية لتغيرات درجات الحرارة المفاجئة.
وأردف قائلا: “عندما تتسبب العواصف أو الرياح القوية في صعود المياه الباردة إلى السطح، يمكن أن تؤدي هذه التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة إلى ارتباك الأسماك أو حتى نفوقها”.
لكن دونالد جاكسون، أستاذ في قسم علم البيئة وبيولوجيا التطور بجامعة تورنتو، قال إن التأثير العام لتغير درجات الحرارة قد يكون أدى إلى معدلات نفوق أعلى من المعتاد لهذه الأنواع.
وأوضح أن الصحة العامة للأسماك قبل دخول الشتاء تلعب دورا حاسما، وانخفاض احتياطي الدهون يجعلها أكثر عرضة للخطر.
وأضاف جاكسون أن انخفاض توافر الغذاء لهذا النوع من الأسماك، ولغيرها من الأنواع التي تعيش في المياه العميقة في البحيرات العظمى، يعود إلى التأثير الكبير للمحار zebra وquagga اللذين يستنزفان معظم المواد الغذائية والإنتاج الحيوي في البحيرة.
وفي حين أن مشهد الأسماك النافقة قد يكون مزعجا للبعض، أكد جاكسون أنه لا توجد مخاطر صحية كبيرة مرتبطة بهذه الظاهرة.
كما أن طيور النورس وغيرها من الطيور والحيوانات المفترسة تتغذى بكثافة على هذه الأسماك النافقة، ما يساهم في التخلص منها بشكل طبيعي، بينما تتحلل البقية بسرعة بسبب صغر حجمها.
وحذرت كوبريفنيكار من التعامل المباشر مع هذه الأسماك أو السماح للحيوانات الأليفة بالاقتراب منها، مشيرة إلى احتمال وجود بكتيريا ثانوية عليها قد تشكل مخاطر صحية.
وتابعت: “يمكننا أن نؤكد أن هذه ظاهرة طبيعية تحدث من حين لآخر، وفي 99% من الحالات لا تدعو للقلق.. نعم، قد تكون مزعجة وغير لطيفة، لكنها في العادة لا تمثل تهديدا حقيقيا”.
اقرأ أيضا:
- كوسكو Costco تطرح كوبونات جديدة بخصومات تصل إلى 31% في كندا
- مدينة كندية في القائمة .. أسعد 10 مدن في العالم في عام 2025