أخبار

كيف يشعر الكنديون حقا تجاه أمريكا وترامب؟ .. إليك ما كشفه استطلاع جديد

كشف استطلاع حديث أجرته جمعية الدراسات الكندية عن تحوُّل كبير في مشاعر الكنديين تجاه السفر إلى الولايات المتحدة، حيث أفاد أكثر من 50% بأنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان أو الترحيب خلال زيارتهم للجارة الجنوبية، وذلك في ظل تصاعُد التوترات السياسية والتجارية بين البلدين، وخاصةً بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المثيرة للجدل.

الخلفية السياسية:

جاءت هذه النتائج في أعقاب سلسلة من الإجراءات التي اتخذها ترامب خلال فترة رئاسته، والتي شملت:

  • محاولات متكررة للضغط على كندا لقبول فكرة الانضمام للولايات المتحدة كـ”الولاية الحادية والخمسين”.

  • فرض رسوم جمركية عالية على الواردات الكندية، مدعيًا أن أمريكا “لا تحتاج شيئًا من كندا” في حربها التجارية.

  • وصف الحدود بين البلدين بأنها “مجرد خط فاصل مصطنع”، وهو التصريح الذي أثار حفيظة الكنديين وأسهم في تأجيج المشاعر السلبية.

تفاصيل الاستطلاع:

شمل الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه في صحيفة ناشيونال بوست، 1,626 مشاركًا كنديًا، وأظهر أن:

  • 52% من المشاركين وافقوا على أن “السفر إلى الولايات المتحدة لم يعد آمنًا لجميع الكنديين”، مع ارتفاع النسبة إلى 59% بين من تجاوزوا 55 عامًا.

  • 54% شعروا بأنهم “غير مرحب بهم” في الولايات المتحدة، ووصلت هذه النسبة إلى 60% لدى الفئة العمرية نفسها (55+).

  • 27% فقط عارضوا هذه الفكرة، بينما أبدى 19% حيادهم.

الشباب وتأثير الخطاب السياسي:

أثارت ردود الفعل على تصريح ترامب حول “الحدود المصطنعة” قلقًا خاصًا، حيث:

  • وافق 23% على فكرة أن الحدود مجرد “خط مصطنع”، بينما أبدى 30% عدم يقينهم، خصوصًا بين الشباب (18-24 عامًا) الذين عبّر 39% منهم عن عدم معرفتهم كيفية الرد.

  • حذّر جاك جيدواب، الرئيس التنفيذي للجمعية، من أن “الشباب الكندي أكثر عرضة لتقبُّل مثل هذه الخطابات”، مما قد يؤثر على الهوية الوطنية مستقبلًا.

الانعكاسات الاقتصادية والسياسية:

  • أكد جيدواب أن تراجع الشعور بالأمان والترحيب قد يُلحق أضرارًا بقطاع السياحة الأمريكي، ويُضعف العلاقات الثنائية، قائلًا: “هذا الأمر يجب معالجته، وعلى رئيس الوزراء مارك كارني مساعدة ترامب في فهم تداعياته”.

  • شدّد على أن “الكنديين يعتبرون الولايات المتحدة موطنًا لحلفائهم الرئيسيين، لذا فإن استمرار هذه المشاعر السلبية يُهدد التفاعل المستمر بين الشعبين”.

السياق الانتخابي:

فسّر العديد من المراقبين الانتخابات الكندية الأخيرة، التي فاز فيها كارني بشكل ساحق ضد منافسه بيير بواليفر (الملقب بترامب كندا)، على أنها “استفتاء غير مباشر” على سياسات ترامب، حيث:

  • اختار الناخبون بشكل واضح مرشحًا يُعارض النهج التصادمي مع واشنطن.

  • وعد كارني بالنصر في “الحرب التجارية” مع الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية، رغم تأكيده أن الأزمة “ليست من صنع كندا”.

ردود الفعل العامة:

عبّر الكنديون على منصات التواصل عن استيائهم، معتبرين أن التصريحات الأمريكية تُقلل من سيادة بلادهم. وفي المقابل، دعا نشطاء إلى تعزيز الهوية الكندية المستقلة، وزيادة الوعي بالتحديات التي تواجهها البلاد في ظل الضغوط الجيوسياسية.

تُظهر هذه الأرقام تحولًا عميقًا في نظرة الكنديين إلى جارتهم الجنوبية، مما قد يُعيد تشكيل ليس فقط العلاقات الثنائية، ولكن أيضًا السياسات الداخلية المتعلقة بالأمن القومي والاقتصاد في ظل عالم متقلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!