حول العالمسياحة و سفر

زرت جميع دول أوروبا — 6 وجهات سياحية شهيرة مبالغ في تقديرها!

– هذا التقرير تجربة شخصية لسائح في دول أوروبا ولا يعبر بالضرورة عن رأي موقع كندا نيوز 24-

بعد سنوات من التنقل في أوروبا، أدركت أن الضجة الإعلامية قد لا تكون دائما في صالحك.

كل وجهة من هذه الوجهات تحمل سحرها الخاص، ولكن عندما يصرّ الجميع — من المدونين إلى حسابات إنستغرام المخصصة للسفر — على وصف مكان ما بأنه “ساحر تماما”، تصبح الحقيقة بعيدة عن التوقعات.

فعندما تضع في ذهنك صورة مثالية خالية من العيوب، حتى التجربة الرائعة قد تبدو عادية، هذه هي مفارقة السفر في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تضيع الجوانب الحقيقية وسط الصور المثالية والتوقعات المبالغ فيها.

وفيما يلي، سأستعرض 6 وجهات أوروبية جعلتني أشعر بخيبة أمل رغم سمعتها اللامعة، ليست كلها سيئة، لكنها ببساطة مبالغ فيها.

  1. فينيسيا، إيطاليا

تُعد فينيسيا مدينة ساحرة، لكن هذا السحر قد يتلاشى حين تجد نفسك وسط الحشود قرب جسر ريالتو أو ساحة سان ماركو.

تسير الزوارق الجندولية بالقرب منك، ولكن الأجواء الرومانسية تختفي عندما ترى عدة زوارق تتزاحم على نفس المسار.

وقد ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ، خاصة إذا كنت تقيم في المركز التاريخي.

أحيانا، قد تشعر المدينة وكأنها مدينة ملاهي أكثر منها مجتمعا حيا، بسبب تدفق الزوار من السفن السياحية.

ومع ذلك، إذا ابتعدت عن المسارات السياحية الرئيسية — ربما باستكشاف مناطق كاناريجيو أو جوديكا — ستجد السكان المحليين يتحدثون باللهجة الفينيسية، وخطوط الغسيل معلقة فوقك، والقنوات الهادئة.

لا تزال فينيسيا تحتفظ بسحر في زواياها، خاصة في وقت شروق الشمس أو غروبها عندما تقل الحشود، ولكن إذا كنت تتوقع جنة خالية من السياح في منتصف اليوم خلال الموسم الذروة، فربما ستغادر وأنت أكثر توترا من أن تكون مفتونا.

  1. سانتوريني، اليونان

تستمر حسابات السفر على إنستغرام في الترويج لمشاهد كاليديرا سانتوريني، القباب الزرقاء، وغروب الشمس الرائع، مما يجعل الجزيرة مقصدا للسفن السياحية، والعروسين، ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي.

وتتحول البلدة القديمة في أويا عند غروب الشمس إلى مكان يعج بالحشود، مما يجعلك تشعر وكأنك في حفل مزدحم بدلا من الاستمتاع بلحظة هادئة بجانب البحر.

وفي ظل الشعبية الكبيرة تأتي الأسعار المرتفعة: الفنادق ذات الإطلالة على الكاليديرا تفرض أسعارا مرتفعة، وفواتير المطاعم غالبا ما تتركك في صدمة تامة.

قد تكون سانتوريني رائعة إذا زرتها في غير موسم الذروة أو استكشفت الأماكن الأقل ازدحاما بالزوار، ويوفر مسار فِيرا إلى أويا طرقا خلابة دون الفوضى التي تحدث في منتصف النهار، خاصة إذا بدأت مبكرا.

ومع ذلك، إذا كنت تتوق لتجربة جزيرة يونانية هادئة — بعيدا عن ضجيج الكاميرات — فإن أماكن أخرى مثل ميلوس أو ناكسوس قد تكون أكثر ملاءمة لك.

صور سانتوريني أيقونية، ولكن الضوضاء المستمرة قد تطغى على سحرها البسيط.

  1. ريكيافيك، آيسلندا

أسرت صور شلالات آيسلندا، شواطئها ذات الرمال السوداء، والأضواء الشمالية خيال العالم، مما جعل ريكيافيك تتصدر قوائم الوجهات السياحية المفضلة للكثيرين.

ومع ذلك، قد تشعر بأن العاصمة نفسها بأنها أقل من المتوقع، إنها مدينة صغيرة، وغالبا ما تكون مكلفة، وتفتقر إلى الأجواء الصاخبة التي قد تتوقعها من مدينة تحظى بكل هذا الاهتمام.

فبعد أن تتجول في وسط المدينة وتلتقط صورة لكنيسة هالغريمسكيركيا، قد تتساءل عن ما يمكن فعله بعد ذلك.

أفضل طريقة للاستمتاع بريكيافيك هي رؤيتها كنقطة انطلاق: استأجر سيارة أو انضم إلى الجولات لاكتشاف الطبيعة، فالساحل الجنوبي، والطريق الدائري من بين الأماكن التي تظهر جاذبية آيسلندا الحقيقية.

وتتمتع المقاهي والشوارع الملونة في ريكيافيك بسحرها الخاص، ولكنها لا تتماشى تماما مع الضجة إذا كنت تتوقع مدينة كبيرة في شمال أوروبا، اعتبرها نقطة انطلاق ممتعة، بدلا من أن تكون محور رحلتك.

  1. براغ، جمهورية التشيك

يثير لقب براغ، “مدينة المئة برج”، في الأذهان صورا لعالم خيالي — حتى تحاول عبور جسر تشارلز في منتصف النهار.

لا شك أنها مدينة جميلة: أبراج قوطية، وساحة المدينة القديمة النابضة بالحياة، وتاريخ يتراكم في كل زاوية، لكن الحشود قد تكون مذهلة، والفخاخ السياحية المركزية تأتي بأسعار مرتفعة.

وفي عطلات نهاية الأسبوع، تشعر بأن بعض المناطق مزدحمة بالزوار الصاخبين، مما يغير الأجواء من سحرية إلى فوضوية.

ومع ذلك، لا تزال براغ تحتفظ بزوايا ساحرة إذا تعمقت في استكشافها.

وإذا وصلت متوقعا جنة ساحرة غير ملوثة، قد تشعر بخيبة أمل، فبدلا من ذلك، تقبل براغ كعاصمة حديثة نابضة بالحياة تضم لمحات من سحر العصور القديمة، مما سيجعل من السهل الاستمتاع بها.

  1. باريس، فرنسا

تتألق باريس، المعروفة بلقب “مدينة الأنوار”، في مخيلتنا الجماعية، لكن الضجة الإعلامية أحيانا تتجاوز الواقع.

نعم، برج إيفل رائع بهيبته، لكن طوابير الانتظار الطويلة للوصول إليه لا تقل حجما.

التجول في مونمارتر قد يشعرك وكأنك تخطو في موقع تصوير فيلم — حتى تعود الحشود وبائعي التذكارات لتجعلك تعود إلى الواقع.

وتلك المقاهي الرومانسية على الأرصفة غالبا ما تأتي بفواتير كبيرة.

إضافة إلى ذلك، تستهدف عمليات النشل المناطق السياحية الشهيرة، وقد تكون وتيرة الحياة في المدينة سريعة للغاية، خصوصا إذا كنت تتبع جدولا مزدحما وطموحا.

لكن يجب أن أعترف — باريس تحتوي على عجائب هادئة إذا ابتعدت عن المناطق السياحية الرئيسية: تجول في قناة سانت-مارتن، ابحث عن المخابز المخفية في بلفيل، أو استكشف الأسواق المحلية مثل سوق أليغري، فقط تخلَّ عن فكرة العطلة المثالية.

ولا تزال باريس ساحرة بطرق عديدة، لكنها أيضا مدينة حقيقية، حيوية، مع العديد من الإحباطات الواقعية.

  1. لندن، المملكة المتحدة

لندن هي رمز عالمي — غنية بالتاريخ والثقافة، ولديها قائمة لا تنتهي من المعالم التي يمكن رؤيتها.

ومع ذلك، يمكن أن يتحول هذا الزخم من “الفرص اللامتناهية” إلى حشود مفرطة، وتنقلات فوضوية، وأسعار مرتفعة.

بالطبع، بيغ بن وقصر باكنغهام لهما هيبة، لكنك على الأرجح ستنتظر طويلا في الطابور، وقد تستنفد ميزانيتك بسرعة إذا اخترت فندقا عاديا في مركز المدينة.

فبعض المسافرين يصلون وهم يتوقعون جنة لامعة ملكية، ليكتشفوا بدلا من ذلك صخبا يوميا ينافس مدينة نيويورك.

إذا تعمقت في استكشاف المدينة، ستجد أحياء متنوعة تقدم طابعا فريدا — مثل أجواء القرية في هامبستيد، أو فنون الشوارع في شورديتش، أو الهدوء المورق في ريتشموند.

لندن مدينة ضخمة، وهذا قد يجعلك تشعر أحيانا بأنها تفتقر إلى الألفة إذا لم تستكشف أحياء معينة بعناية.

إدارة توقعاتك أمر ضروري؛ فهي ليست مدينة مصممة بعناية للسياح، بل عاصمة ضخمة وحيوية، كثيرا ما تتسم بالفوضى، لكنها تحتضن زوايا مليئة بالسحر الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!