حول العالم

قرية أوروبية فريدة يعيش جميع سكانها البالغ عددهم 6000 نسمة في نفس الشارع!

قد تكون قرية “سولوشوفا” البولندية الساحرة حلما للمنفتحين على التجارب الجديدة، أو كابوسا للانطوائيين الذين يفضلون الخصوصية، إذ يعيش جميع سكانها الـ6000 نسمة على امتداد طريقٍ واحدٍ يُعد من أطول الطرق في بولندا.

تقع القرية على بُعد 29 كيلومترا شمال غرب كراكوف، العاصمة الثقافية البولندية، وتتميز بمناظر طبيعية أخّاذة تتناغم فيها الحقول المموجة باللونين الأخضر والذهبي مع منازل متواضعة تزينها أسقفٌ حمراء وزرقاء.

ورغم وصف السكان للحياة هنا بأنها “بطيئة وهادئة”، إلا أن القرية شهدت طفرةً سياحيةً لافتةً في السنوات الأخيرة بسبب تصميمها العمراني الفريد الذي يظهر من الأعلى كـ”ورقة شجر” عملاقة، وفقا لـ”كاتارزينا بيدا” من مجلس بلدية سولوشوفا.

يمتد الطريق الرئيسي للقرية لمسافة 9 كيلومترات، حيث يتركز كل جانب الحياة: السكن والتسوق والعمل.

يعود هذا التصميم الاستثنائي إلى حقبة تاريخية سابقة، عندما كان تجمّع السكان حول طريقٍ واحدٍ يسهل الوصول وتبادل الخدمات.

وقد انتشرت صور جوية مذهلة للقرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جذبت ملايين المتفاعلين، مما حوّلها إلى وجهةٍ سياحيةٍ يزورها الفضوليون لمشاهدة هذا التناغم بين الطبيعة والتخطيط البشري عن قرب.

خلال زيارة صحيفة “MailOnline” للقرية عام 2023، تحدثت “إيديتا” – إحدى السكان – عن شعور الانتماء القوي بين الأهالي: “ننظم مهرجانات مثل يوم الفراولة ويوم البطاطس، حيث نجتمع لنحتفل بالمحاصيل مع موسيقى حية”.

لكنها أشارت إلى أن الحياة الاجتماعية الكثيفة قد تكون تحديًا: “الجميع يعرف بعضه هنا، والشائعات تنتشر بسرعة”.

من جهته، أعرب “ماريان جيجوتيك”، سائق جرار محلي، عن إعجابه بالهدوء الذي تتمتع به القرية: “لم أدرك جمال حياتنا هنا إلا عندما رأيت الصور من الأعلى”.

تأسست سولوشوفا في القرن السادس عشر على يد ضابط أرستقراطي تابع لتاج مملكة بولندا، وهي اليوم جزء من منتزه “أوجكوفسكي” الوطني.

ورغم عزلتها النسبية بسبب المسافات الطويلة التي تفصلها عن القرى المجاورة، إلا أنها تحولت إلى مركز جذبٍ سياحيٍ بامتياز.

ولا يقتصر زوارها على التمتع بالتصميم الفريد، بل يتوافدون لاستكشاف الوديان الخلابة والمنحدرات الصخرية وأكثر من 400 كهفٍ طبيعي، بالإضافة إلى معالم مثل “هراوة هرقل” – عمود حجر جيري يبلغ ارتفاعه 30 مترًا – وقلعة من القرن الرابع عشر تُطل على مشاهد بانورامية للريف، مما أكسبها لقب “توسكانا الصغيرة”.

لكن رغم هذا النشاط السياحي، تواجه القرية تحديا جديدا: هجرة الشباب إلى المدن الكبرى بحثًا عن فرص عملٍ أفضل، تاركين وراءهم جيلا أكبر سنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!