أصعب 5 مقاطعات للتقاعد في كندا .. تعرف عليها

من المفترض أن تكون فترة التقاعد مرحلة ذهبية في حياة الإنسان، إلا أن الواقع يختلف بين المقاطعات الكندية، حيث لا توفر جميعها الظروف المثالية للاستمتاع بمرحلة الشيخوخة.
فقد تتحول أحلام العيش المريح خلال التقاعد إلى أعباء مالية بسبب تحديات مثل ارتفاع تكاليف السكن، وصعوبات الحصول على الخدمات الصحية، وارتفاع النفقات اليومية.
إذا كنت تخطط للتقاعد في كندا، فإن فهم التحديات التي تواجهها المقاطعات الأكثر كلفةً سيمكنك من اتخاذ قرارات مدروسة لمستقبلٍ أكثر استقرارًا.
يُصاب العديد من المتقاعدين بالدهشة عندما يكتشفون أن المناطق التي تتمتع بأجمل المناظر الطبيعية وأفضل الظروف المناخية غالبًا ما تكون الأكثر تكلفةً.
المقاطعات المذكورة أدناه، رغم ما توفره من مشاهد طبيعية خلابة ومرافق متطورة، تشكل عوائق كبيرة للمتقاعدين الذين يعتمدون على دخل ثابت، خاصةً مع توقعات عام 2025.
1. كولومبيا البريطانية:
تعتبر كولومبيا البريطانية من أصعب المناطق للتقاعد في كندا، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع تكاليف الإسكان بشكل غير مسبوق.
تحتل مدن مثل فانكوفر وفيكتوريا مراكز متقدمة بين أغلى المدن الكندية، حيث تستنزف أسعار المنازل المدخرات المخصصة للتقاعد بسرعة، ورغم تمتع المقاطعة بمناخ ساحلي معتدل يجذب الكثيرين، إلا أن هذه الميزة تأتي بتكلفة باهظة.
ولا يقتصر التحدي على الإسكان؛ فالنظام الصحي في المقاطعة، رغم جودته، يعاني من ضغوط بسبب تزايد أعداد كبار السن.
كما أن تكاليف النقل تشكل عبئًا إضافيًا، خاصة في المناطق الريفية ذات الخدمات العامة المحدودة. وعلى الرغم من أن الحد الأدنى للأجور في كولومبيا البريطانية هو الأعلى في كندا (15.65 دولارًا في الساعة)، إلا أن هذا لا يعوض الارتفاع الكبير في تكلفة المعيشة مقارنةً بالمقاطعات الأخرى.
2. أونتاريو:
تواجه أونتاريو، وخاصة منطقة تورنتو الكبرى، أزمة إسكان حادة تجعلها من أقل المناطق ملاءمةً للمتقاعدين. يصل متوسط إيجار الشقق في تورنتو إلى نحو 3000 دولار شهريًا، كما أن أزمة الإسكان امتدت إلى الضواحي المحيطة، مما يُصعب على كبار السن تقليل نفقاتهم حتى لو امتلكوا منازلهم.
ورغم تميز النظام الصحي في أونتاريو بجودته العالمية، فإن الانتظار طويل للحصول على الخدمات غير الطارئة، والتي يحتاجها العديد من كبار السن.
وتتفاقم المشكلة بسبب الكثافة السكانية العالية، مما يزيد المنافسة على خدمات الرعاية الخاصة بالمسنين، أما المدن الصغيرة في المقاطعة، فتوفر خيارات إسكان أكثر ملاءمة، لكنها تفتقر في كثير من الأحيان إلى الخدمات الطبية المتخصصة.
3. ألبرتا:
قد يكون وجود ألبرتا في هذه القائمة مفاجئًا للبعض، إلا أن البيانات الاقتصادية تؤكد ارتفاع تكلفة المعيشة فيها، مدفوعةً باقتصادها القائم على قطاع الطاقة الذي يرتبط بمرتبات مرتفعة.
هذا الارتفاع في الدخل الفردي يؤدي إلى غلاء عام في الأسعار، من الإسكان إلى السلع اليومية.
تضاف إلى ذلك التحديات المناخية، حيث تتعرض المقاطعة لشتاء قارس يُعيق الحركة ويزيد من فواتير التدفئة.
ورغم عدم وجود ضريبة مبيعات إقليمية في ألبرتا، إلا أن هذه الميزة تُلغى بسبب ارتفاع أسعار الخدمات والسلع.
كما أن التقلبات الاقتصادية في المقاطعة تزيد من عدم الاستقرار المالي للمتقاعدين، خاصةً الذين يعتمدون على استثمارات مرتبطة بأسعار الطاقة.
4. كيبيك:
تتميز كيبيك بتحديات فريدة، أبرزها الحاجز اللغوي للناطقين بغير الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك،
تُسجل المقاطعة تكاليف مرتفعة في الرعاية الصحية والخدمات الشخصية، بينما تُصنف نفقات الإيجار والخدمات المنزلية والمشروبات الكحولية بين الأعلى في كندا.
قد تؤدي العزلة الاجتماعية الناتجة عن صعوبات اللغة إلى تقليل فرص الوصول إلى الخدمات، ورغم الجوانب الثقافية الجذابة في مدن مثل مونتريال، فإن أسعار المنازل تشهد ارتفاعًا كبيرًا.
كما أن معدلات الضرائب المرتفعة في كيبيك تؤثر سلبًا على دخل المتقاعدين، رغم أن بعض الخدمات العامة الشاملة قد تخفف من هذه الأعباء بالنسبة لمن يستطيعون الاستفادة منها بكفاءة.
5. نوفا سكوشا:
رغم أن أسعار المنازل في نوفا سكوشا معقولة نسبيًا، إلا أن التحديات الخفية تجعلها مقاطعة صعبة للتقاعد.
فتكاليف الإيجار والنفقات اليومية مثل الغذاء تفوق المتوسط الوطني، مما يؤثر على ذوي الدخل المحدود.
يعاني النظام الصحي في نوفا سكوشا من نقص حاد في الكوادر الطبية، خاصة في التخصصات التي يحتاجها كبار السن.
كما أن البنية التحتية للنقل خارج مدينة هاليفاكس محدودة، مما يعقّد تنقل المسنين. وتزيد العواصف الشتوية المتكررة من العزلة بسبب صعوبة السفر وانقطاع الكهرباء.
ومع ذلك، لا يزال الجمال الساحلي للمقاطعة عامل جذب رئيسي للمتقاعدين.