ترامب يريد خفض أسعار الأدوية.. هل سيتأثر سوق الدواء في كندا؟

أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مبادرة جديدة لخفض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة، مستهدفا الدول الأجنبية التي تدفع أسعارا أقل للأدوية، ومهددا بفتح السوق الأمريكي لاستيراد أدوية أرخص من الخارج، ما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على كندا.
لكن بحسب الحكومة الكندية وخبراء السياسات الصحية، فإن أي تأثير مباشر على كندا، مثل نقص الأدوية أو ارتفاع أسعارها، غير مرجح في الوقت الحالي.
وقال مايكل لو، أستاذ في جامعة بريتش كولومبيا ورئيس قسم أبحاث كندا في مجال الوصول إلى الأدوية: “لا أعتقد أن هذا يشكل تهديدا مباشرا لكندا”.
ويوجه الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب هذا الأسبوع وزارة الصحة، بقيادة روبرت كينيدي، للتفاوض مع شركات الأدوية خلال شهر لوضع أسعار جديدة، وإن فشلت المفاوضات، فمن المقرر إعداد قانون يربط أسعار الأدوية في الولايات المتحدة بتلك المعتمدة في دول تدفع أسعارا أقل.
لكن في كندا، يُجرى ضبط أسعار الأدوية من قبل هيئة مراجعة أسعار الأدوية المُسجلة ببراءة اختراع (PMPRB)، والتي قالت لـ Global News إن دورها هو حماية المستهلكين من خلال مراجعة الأسعار وضمان أنها ليست “مفرطة”.
وأضافت: “إذا ثبت أن سعر دواء محمي ببراءة اختراع مرتفع، يمكن للهيئة أن تأمر بتخفيض السعر لمستوى غير مفرط، كما يمكنها أن تطالب الشركة برد الأرباح الزائدة”.
وتعتمد الهيئة في مراجعاتها على أسعار الأدوية في 11 دولة للمقارنة، منها ألمانيا والمملكة المتحدة وأستراليا والسويد، وليس من بينها الولايات المتحدة، مما يعني أن التغييرات في أسعار الأدوية الأمريكية لن تؤثر مباشرة على الأسعار في كندا.
كما تسهم هيئات مثل التحالف الدوائي الكندي المشترك، الذي يتفاوض مع شركات الأدوية نيابة عن خطط التأمين الصحي الإقليمية والفيدرالية، في خفض الأسعار مقارنة بالنظام الأمريكي، الذي يعتمد على مفاوضات مجزأة مع شركات التأمين ومديري الصيدليات.
وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة RAND عام 2024، استنادا إلى بيانات 2022، فإن أسعار الأدوية في الولايات المتحدة أعلى بمعدل 2.78 ضعف مقارنة بـ 33 دولة مماثلة، ويشمل ذلك كندا، حيث بلغت أسعار الأدوية 44% فقط من أسعارها في الولايات المتحدة.
وهدد ترامب أيضا بالتحقيق مع شركات الأدوية وفتح السوق الأمريكي لاستيراد الأدوية من الخارج إذا لم تنخفض الأسعار.
لكن مايكل لو يشكك في إمكانية تطبيق ذلك عمليا: “من غير المرجح أن توافق شركات الأدوية على تقليص أرباحها بتصدير كميات ضخمة من الأدوية إلى كندا، ليُعاد تصديرها إلى أمريكا بأسعار أقل”.
كما أشار إلى أن كندا لا تمتلك القدرة التصنيعية الكافية لتلبية الطلب الأمريكي الضخم دون الإضرار بالإمدادات المحلية.
بدورها، قالت وزارة الصحة الكندية إنها اتخذت إجراءات لحماية إمدادات الأدوية الوطنية، مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات فورية في حال حدوث مخالفات، وأنها منعت تصدير الأدوية إذا كان ذلك سيؤدي إلى نقص في السوق الكندية.
تجدر الإشارة إلى أن ترامب تعهد بفرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة من الخارج، وأطلقت وزارة التجارة الأمريكية بالفعل تحقيقا بموجب المادة 232 لدراسة ما إذا كانت واردات الأدوية تهدد الأمن القومي، وهو المسار نفسه الذي أدى إلى فرض رسوم على الصلب والألمنيوم.
وفي حال تطبيق هذه الرسوم، فقد ترتفع الأسعار داخل الولايات المتحدة، خاصة وأن معظم مكونات الأدوية تأتي من الهند والصين.
لكن الخبراء يقولون إن التأثير على كندا سيكون محدودا، ما لم تكن تستورد هذه الأدوية من الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا:
- ترامب يهاجم Walmart ويطلب منها تحمل الرسوم الجمركية.. وإليك السلع التي يُتوقع ارتفاع أسعارها
- المحكمة العليا الأمريكية تصدر قرارا بمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين بموجب قانون “الأعداء الأجانب”