أخبار

أحمر الشفاه وطول التنورة.. إليك بعض مؤشرات الركود التي تدل أن اقتصاد كندا في ورطة

مع استمرار الحرب التجارية العالمية، أثارت حالة عدم اليقين الاقتصادي في كندا مخاوف من ركود اقتصادي وشيك، مصحوبا بتسريحات عمال وإفلاسات وتفاقم تحديات القدرة على تحمل التكاليف.

ولكن طالما كانت هناك أوقات عصيبة، كانت هناك مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات لمحاولة توقعها، وبينما يتتبع الاقتصاديون بانتظام بيانات دقيقة مثل الناتج المحلي الإجمالي والبطالة والتضخم، يمكن للتحليلات أن تتضمن جميع أنواع المؤشرات – بما في ذلك بعض المؤشرات التي تبدو غامضة أو محددة بشكل غريب.

وفيما يلي بعض المؤشرات المفترضة على أن الاقتصاد قد يكون في طريقه إلى الانكماش:

هل يمكن أن يكون هناك ركود؟

كما هو مُعرّف من قِبل معهد سي. دي. هاو، فإن الركود الاقتصادي هو “انخفاض واضح ومستمر وواسع النطاق في النشاط الاقتصادي الكلي”، وبينما ليس هذا هو الحال دائما، يُعتبر السوق عادة في حالة ركود إذا مر بربعين متتاليين على الأقل مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي.

ويعتمد الاقتصاديون على مجموعة متنوعة من البيانات المالية للتنبؤ بالركود، بما في ذلك أداء الناتج المحلي الإجمالي، وإجمالي مبيعات السلع، ومعدلات البطالة، ومنحنى العائد، أو الفرق في أسعار الفائدة على السندات قصيرة الأجل مقابل طويلة الأجل.

ولا يزال مسار الاقتصاد الكندي غير واضح، إذ تتباين التوقعات حول ما إذا كان البلد متجها نحو الركود خلال العامين المقبلين، ويُظهر تحديث بنك RBC لشهر مايو تباطؤا في النمو حتى عام 2026، لكن توقعات بنك TD وديلويت لفصلي الربيع تتوقع انكماشا لفصلين متتاليين في المستقبل القريب.

وجاء في تقرير حديث لبنك كندا “لقد جعل الصراع التجاري آفاق الاقتصاد الكندي شديدة الغموض”، وخلص التقرير إلى أن الاقتصاد قد يواجه ركودا لمدة عام، في حال استمرار آثار الحرب التجارية.

القلق الاقتصادي

إلى جانب البيانات الدقيقة الأخيرة، تُعدّ المؤشرات الاستشرافية، مثل استطلاعات ثقة المستهلك، أساسية أيضا، حيث يُسأل عدد كبير من الناس عن رأيهم في صحة الاقتصاد ومستقبله.

وأظهرت آخر إحصائية انتعاشا إيجابيا في مؤشر بلومبرج-نانوس الكندي للثقة، عقب انخفاضات ملحوظة في ظلّ ذروة التوترات التجارية الأخيرة، ووصل المؤشر إلى 48.59 نقطة في 9 مايو، وقد عاد تقريبا إلى مستوى الخمسين نقطة، مما يدل على رأي محايد بين المستهلكين.

وصرح نيك نانوس، عالم البيانات، في بيان صحفي: “بعد مسار سلبي مستمر منذ انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب، تتحسن ثقة المستهلك في الفترة التي تلت انتخاب حكومة مارك كارني”.

ويشير وليد حجازي، أستاذ التحليل الاقتصادي والسياسات في جامعة تورنتو، إلى أنه في الأوقات الاقتصادية الصعبة، يمكن لثقة المستهلك أن تُفاقم الوضع.

ويوضح أنه إذا كان المستهلكون يخشون من ركود اقتصادي قادم، فقد يُخفّضون إنفاقهم استعدادا له، لكن انخفاض إنفاق المستهلكين يُفاقم تباطؤ الاقتصاد.

أحمر شفاه، ملابس داخلية، علب كرتون

لكن مؤشرات الركود لا تقتصر على بيانات عامة لأداء الأعمال والرأي العام، فبعض المؤشرات الاقتصادية قد تكون أكثر تخصصا، بل وأكثر غرابة.

من بين أقدم مؤشرات الاقتصاد الحديث “نظرية طول التنورة”، التي تنص على أن السوق يتحول نحو التنانير القصيرة في أوقات الوفرة (مثل: عشرينيات القرن الماضي) والتنانير الطويلة في أوقات الركود الاقتصادي (مثل: الكساد الكبير).

وفي حين أن بعض الأبحاث الأكاديمية قد ناقشت الدلالة الإحصائية بين طول التنورة والصحة الاقتصادية العامة، فقد لاقت فكرة العمل بشكل عكسي انطلاقا من اتجاهات المستهلكين رواجا كبيرا.

ويُقال في كثير من الأحيان أنه مع تراجع الاقتصاد، يقلل المتسوقون من إنفاقهم على الكماليات الكبيرة مثل السيارات أو الأدوات، لكنهم ينفقون المزيد على الأشياء الصغيرة غير الضرورية، وهو شكل من أشكال العلاج بالتجزئة المعروف باسم “تأثير أحمر الشفاه”.

وعلى النقيض من ذلك، روّج آلان جرينسبان، محافظ البنك المركزي الأمريكي السابق، لـ “مؤشر الملابس الداخلية الرجالية”: وهو مؤشر للركود الاقتصادي يستند إلى فكرة أنه عندما يكون الوضع المالي صعبا، يؤجل الرجال شراء قطعة الملابس الأقل شيوعا في حياتهم اليومية.

وأشار حجازي إلى أن ظواهر كهذه يمكن أن تساعد في توضيح الارتباط في مقابل السببية، ولكنها يمكن أن تكون أيضا أمثلة مفيدة على كيفية تأثير الاقتصاد ليس فقط على إجمالي إنفاقنا، ولكن أيضا على تركيزه.

وقال: “يبدو أن هناك تغييرا جوهريا في أنماط إنفاق الناس، ويعتقد الكثيرون أن ذلك ربما يعود إلى الأزمة الهائلة التي نواجهها في القدرة على تحمل التكاليف”.

ولكن الأمر لا يقتصر على المشتريات فحسب؛ فبعض السلوكيات التي يُفهم أنها مدفوعة بالسوق قد تكون أعمق من ذلك، فعلى سبيل المثال، قد يُشير الارتفاع الأخير في طلبات امتحانات القبول في كليات الحقوق إلى أن المهنيين الشباب يبحثون عن وظائف مقاومة للركود، أو على الأقل بضع سنوات دراسية للانتظار.

ووفقا لـ”مؤشر ناطحات السحاب” للخبير الاقتصادي أندرو لورانس، فإن إكمال بناء أطول مبنى جديد في العالم غالبا ما يتبعه أزمة مالية، إذ يبدو أن مثل هذه المشاريع الضخمة “تُشير إلى طفرة اقتصادية هائلة تنتهي عادة بركود كبير”، كما صرّح بذلك لمجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية في مقابلة أجريت معه عام 2012.

وقد درس جيفري كلاينتوب، الخبير الاستراتيجي في شركة الخدمات المالية تشارلز شواب، مبيعات صناديق الكرتون كمؤشر على صحة التصنيع العالمي، فجميع هذه السلع تحتاج إلى شحنها في مكان ما، في نهاية المطاف؛ فانخفاض مبيعات المواد المُعبأة والمُغلّفة قد يُنذر بمشاكل قادمة للسلع من جميع الأنواع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!