دراسةهجرة ولجوء

قواعد التأشيرة التي يجب معرفتها للعمل أثناء كونك طالبا دوليا في كندا وأمريكا

تُعد مجالات الهجرة، والامتثال التنظيمي، والأنظمة الضريبية، وقانون الأعمال العابر للحدود من المجالات الواعدة لخريجي برامج الماجستير في القانون الباحثين عن فرص عمل بعد التخرج.

ومع تزايد إقبال الطلاب الدوليين على الالتحاق بهذه البرامج في الولايات المتحدة وكندا، تبرز أسئلة جوهرية حول إمكانية الجمع بين الدراسة والعمل، والضوابط القانونية المنظمة لذلك، والتي تتفاوت بشكل ملحوظ بين البلدين وفقاً لنوع التأشيرة والموقع الجغرافي وطبيعة جهة العمل.

العمل خلال فترة الدراسة:

تشير مايوري مالانكوف، الخبيرة في شؤون الهجرة ومرشدة الطلاب الدوليين بكلية أوسغود هول في كندا، إلى أن “الوعي بالحدود المسموح بها للعمل – من حيث المكان وطبيعة الوظيفة وعدد الساعات – يُشكل عاملاً حاسماً لتجنب المخالفات القانونية أو إهدار الفرص المتاحة”.

ويُقسّم العمل خلال المرحلة الدراسية عادة إلى ثلاثة مسارات رئيسية:

  1. العمل داخل الحرم الجامعي:

    • في كندا: يُسمح للطلاب المُسجلين بدوام كامل والحاصلين على تصريح دراسة يتضمن إشارة صريحة لتصريح العمل، بالالتحاق بوظائف داخل الجامعة (مثل مساعد باحث أو موظف في الخدمات الطلابية) دون الحاجة إلى تراخيص إضافية.

    • في الولايات المتحدة: تتيح تأشيرة F-1 العمل لمدة 20 ساعة أسبوعياً داخل الحرم خلال الفصل الدراسي، و40 ساعة في الإجازات، مع اقتصار الوظائف غالباً على المنشآت التابعة للجامعة.

  2. العمل خارج الحرم الجامعي:

    • تسمح كندا للطلاب بالعمل لمدة 24 ساعة أسبوعياً خلال الدراسة، وبدوام كامل في الإجازات، شرط أن ينص تصريح الدراسة على هذا الحق، مع ضرورة الحفاظ على المستوى الأكاديمي.

    • في الولايات المتحدة، يتطلب العمل خارج الجامعة الحصول على تصريح “التدريب العملي المنهجي” (CPT)، الذي يصعب على طلاب ماجستير القانون (LL.M) – بسبب قصر مدة البرنامج – استيفاء شروطه غالباً، مما يدفعهم للاعتماد على “التدريب العملي الاختياري” (OPT) بعد التخرج.

  3. العمل عن بُعد لصالح جهات أجنبية:

    • تُعتبر كندا أي عمل يُنفَّذ من أراضيها – حتى لو كان لصاحب عمل أجنبي – خاضعاً لقوانين العمل المحلية، مما يستلزم وجود تصريح عمل ساري.

    • في الولايات المتحدة، لا تُنظم تأشيرة F-1 العمل عن بُعد بشكل صريح، لكن الخبراء يحذرون من مخاطر الانخراط في أنشطة قد تُفسر على أنها عمل غير مرخص، حتى لو كانت لصالح جهات خارجية، وينصحون بالالتزام بالوظائف المُصرح بها داخل البلاد.

مسار ما بعد التخرج: 

تتفرد كل من البلدين بسياسات مؤثرة في دمج الخريجين الدوليين بسوق العمل:

  • تمنح كندا خريجي المؤسسات التعليمية المعتمدة “تصريح العمل بعد التخرج” (PGWP)، الذي يسمح بالعمل الحر دون قيود جغرافية أو مهنية لمدة تصل لثلاث سنوات، وهو ما يُعتبر جسراً نحو الإقامة الدائمة عبر برامج الهجرة الفيدرالية أو الإقليمية.

  • في الولايات المتحدة، يُمكن لخريجي تأشيرة F-1 التقدم لبرنامج OPT الذي يوفر تصريح عمل مؤقت لمدة عام، مع إمكانية تمديده لخريجي تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بينما تظول مجالات مثل الهجرة والامتثال الضريبي وقانون الأعمال الدولي – وفقاً لمورين ليو من جامعة بوسطن – نقاط جذب للتوظيف بسبب الطلب العالمي على الخبرات القانونية المتخصصة.

تُؤكد الخبيرة مالانكوف على أهمية “وضع خطة مهنية مبكرة تتوافق مع متطلبات الهجرة، واختيار الوظائف التي تعزز فرص الحصول على الإقامة”، بينما تُشدد ليو على “استغلال التخصصات القانونية التي تستفيد من الخلفية الدولية للطالب”.

وفي كل الأحوال، يظول الالتزام بالشروط القانونية للعمل أثناء الدراسة شرطاً لا غنى عنه للحفاظ على الوضع القانوني وضمان مستقبل مهني مستقر في هذه المجالات الحيوية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!