كيف يمكن لكندا بناء وسائل النقل العام بتكلفة معقولة – مثل الدول الأخرى

في كندا، تواجه مشاريع البنية التحتية – وخاصة تلك المتعلقة بالنقل العام – تحديات كبيرة تتجاوز مجرد تجاوز الميزانيات المخطط لها، حيث تعاني أيضًا من مشكلات في الكفاءة والأداء بعد الانتهاء من بنائها.
وعلى الرغم من مشاركة مستويات حكومية متعددة في الإشراف على هذه المشاريع، إلا أن ذلك لم يحلّ الأزمة، مما دفع العديد من الكنديين للتساؤل عن كيفية إصلاح أنظمتهم الحالية. في المقابل، تبرز دول أخرى حول العالم كأمثلة ناجحة لقدرتها على تنفيذ مشاريع ضخمة بتكاليف أقل وجودة أعلى.
دراسة تكشف عن فجوة التكاليف بين كندا والدول الأخرى:
أشار تقرير صادر عن جامعة تورنتو بعنوان “فهم دوافع تكاليف إنشاء شبكات النقل العام في كندا: دراسة مقارنة” إلى أن دولًا مثل إيطاليا، تركيا، السويد، فنلندا، إسبانيا، وكوريا الجنوبية تُنشئ مشاريع نقل مماثلة لتلك الكندية بتكلفة قد تصل إلى عُشر التكلفة لكل كيلومتر.
وخلص التقرير إلى أن ارتفاع التكاليف في كندا ليس حتميًا، بل هو نتيجة لـ “نظام تنفيذ يتعارض مع أفضل الممارسات العالمية”، وفقًا لـ ماركو تشيتي، أحد المشاركين في إعداد الدراسة.
ثلاثة أسباب رئيسية وراء أزمة البنية التحتية الكندية:
1. تكاليف الوحدة المرتفعة بشكل غير مبرر:
تبني كندا نفس المشاريع التي تنفذها دول أخرى – مثل محطات المترو أو الجسور – بتكاليف أعلى بكثير. يعود ذلك جزئيًا إلى:
-
ارتفاع تكاليف العمالة والمواد: بسبب قيود سوق العمل ونفوذ النقابات.
-
القوانين الصارمة غير الضرورية: مثل معايير السلامة المبالغ فيها والتي لا تُترجم بالضرورة إلى جودة أعلى.
2. الإفراط في التصميم والبناء:
تميل المعايير الفنية الكندية إلى كونها “دفاعية”، حيث يبالغ المهندسون في تعقيد التصاميم لتجنب الانتقادات في حال حدوث أي خلل، حتى لو كان المشروع لا يحتاج إلى هذا المستوى من التعقيد.
ويُوضح تشيتي ذلك بالقول: “نستخدم فيراري بينما نحتاج إلى هوندا“.
3. سوء إدارة المشاريع وتضخيم الميزانيات:
بات من الشائع أن تبدأ المشاريع بميزانيات مبالغ فيها منذ البداية، كرد فعل على سجل كندا السيئ في تجاوز التكاليف.
تُضاف مخصصات مالية طارئة غير واقعية لتغطية المخاطر المحتملة، مما يُعطي انطباعًا زائفًا بـ”الالتزام بالميزانية” رغم الهدر الفعلي.
مقارنة مع النماذج العالمية الناجحة:
تُظهر الدول التي ذكرها التقرير أن تبسيط العمليات واعتماد المعايير العملية هما المفتاح. على سبيل المثال:
-
في إسبانيا، تُدار مشاريع النقل عبر هيئات مركزية تخفض تكاليف التفاوض والبيروقراطية.
-
في كوريا الجنوبية، تُستخدم تقنيات بناء معيارية تُقلل من الوقت والمواد المستهلكة.
هل هناك حلول ممكنة؟
يقترح الخبراء إصلاحات جوهرية تشمل:
-
مراجعة شاملة للمعايير الفنية: لتتوافق مع الاحتياجات الفعلية دون مبالغة.
-
تعزيز المنافسة في سوق المقاولات: بفتح المجال لشركات أجنبية لتقديم عروضها.
-
إصلاح نظام إدارة المخاطر: بالاعتماد على بيانات واقعية بدلًا من التقديرات العشوائية.
- اقرأ أيضاً: أفضل 10 دول تقدم تأشيرات عمل بعد الدراسة للطلاب الدوليين .. فهل كندا ضمن القائمة؟
- قواعد التأشيرة التي يجب معرفتها للعمل أثناء كونك طالبا دوليا في كندا وأمريكا