هل ترغب في الانتقال إلى الخارج؟ هذه الدول توفر منازل بتكلفة دولار واحد فقط

في بعض أنحاء أوروبا وأمريكا، تسمح الحكومات بشراء منازل مهجورة في مناطق نائية عادة مقابل دولار واحد فقط، وذكرت صحيفة “ديسباتشز يوروب” أن سبب هذه المبادرة هو استمرار مغادرة الأشخاص في سن العمل للبلدات والقرى الصغيرة في المناطق الريفية، ونتيجة لذلك، يتركون وراءهم منازل لا تجذب مشتري اليوم.
وفي محاولة لإنعاش هذه المناطق، يستمر ازدياد ظاهرة شراء منزل بدولار واحد مع تزايد عدد الدول التي تُقدّم هذا البرنامج للمشترين المحتملين.
وفيما يلي الدول الأكثر شهرة:
ثورة منازل اليورو الواحد في إيطاليا
في السنوات الأخيرة، لفتت إيطاليا أنظار العالم بمبادرتها الجريئة: منازل قديمة ساحرة للبيع مقابل يورو واحد فقط (حوالي 1.10 دولار أمريكي)، وقد سعت مدن مثل سامبوكا وموسوميلي وتشينكويفروندي في صقلية إلى إحياء مجتمعاتها المتدهورة.
وهذه المنازل مهجورة من أوائل القرن العشرين، وتسعى الحكومات المحلية جاهدة لجذب سكان جدد، وتُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء في إيطاليا (ISTAT) انخفاضا في عدد السكان بنسبة تصل إلى 30% في بعض المناطق الريفية منذ عام 2000.
ويتعين على المشترين الالتزام بتجديد منازلهم – غالبا ما تتراوح تكلفتها بين 20,000 و50,000 دولار أمريكي – لكن السعر الأولي مذهل حقا، وفي عام 2023 وحده، تم بيع أكثر من 250 منزلا في صقلية بموجب هذا البرنامج، مع العديد من الملاك الجدد القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا.
قرى الباسك الإسبانية بأسعار مميزة
أطلقت إسبانيا عروضا مماثلة للإسكان منخفض التكلفة، لا سيما في إقليم الباسك وغاليسيا، وعرضت قرى تعاني من هجرة سكانية ريفية، مثل روبيا وأشيستا، منازل بأسعار لا تتجاوز يورو واحد.
ووفقا للمعهد الوطني للإحصاء الإسباني (INE)، فقدت بعض القرى نصف سكانها خلال الأربعين عاما الماضية، وكثيرا ما تضع المجالس المحلية شروطا: قد يحتاج المشترون إلى تجديد منازلهم خلال فترة زمنية محددة، وقد يضطرون أحيانا إلى جعل المنزل مقر إقامتهم الرئيسي.
وفي عام 2022، بيعت ثلاثة منازل في قرية صغيرة في غاليسيا بأقل من دولارين للواحد، مما جذب مشترين من فرنسا والمملكة المتحدة.
وهذه العروض حقيقية، لكن المنازل غالبا ما تتطلب إصلاحات كبيرة، لذا يحتاج المشترون إلى التخطيط لتكاليف إضافية.
منازل “أكيا” الفارغة في اليابان
تواجه اليابان مشكلة فريدة: ملايين المنازل الفارغة، المعروفة باسم “أكيا”، منتشرة في جميع أنحاء الريف وحتى في بعض المدن.
وقد وجد مسح حكومي أُجري عام 2018 وجود أكثر من 8 ملايين منزل شاغر في جميع أنحاء البلاد، أي ما يعادل 13% من إجمالي المساكن.
وفي المناطق المهجورة مثل ناغانو، أطلقت الحكومات المحلية “بنوك أكيا” التي تعرض العقارات مجانا أو بأسعار زهيدة تصل إلى ١٠٠ ين (حوالي ٧٠ سنتا).
وعادة ما يجب على المشترين الموافقة على السكن في المنزل أو تجديده، وفي بعض الأحيان يجب أن يكونوا دون سن معينة.
وفي عام 2021، عرضت بلدة أوكوتاما الصغيرة، غرب طوكيو، عددا قليلا من المنازل الفارغة مقابل ٠ دولار، بشرط واحد فقط وهو الالتزام بترميمها وإشغالها، والسبب بسيط: تسعى الحكومات المحلية إلى جذب العائلات، وزيادة الالتحاق بالمدارس، وإنعاش الاقتصادات الإقليمية.
قرى جبال الألب الريفية في سويسرا
قد لا تبدو سويسرا وجهة مثالية للمنازل الرخيصة، إلا أن عددا من القرى الجبلية جرّبت بيع العقارات بأسعار رمزية.
ففي مونتي شاغا، وتيسينو، وغامباروجنو، عُرضت منازل حجرية قديمة بحاجة إلى ترميمات كبيرة مقابل فرنك واحد رمزي (حوالي 1.20 دولار أمريكي).
وغالبا ما تكون هذه العقارات عمرها مئات السنين، وتتطلب استثمارات ضخمة لجعلها صالحة للسكن.
فعلى سبيل المثال، أفادت بلدية غامباروجنو في عام 2020 أن عشرات المنازل متاحة للبيع مقابل فرنك واحد، شريطة أن يُجدّدها المشترون في غضون ثلاث سنوات.
وتهدف هذه الخطوة إلى منع هجران هذه القرى الجميلة تماما، ورغم ارتفاع تكاليف التجديد، فإن فرصة امتلاك منزل في جبال الألب السويسرية بأقل من ثمن فنجان قهوة تُعدّ فرصة رائعة حقا.
حركة “منزل يورو واحد” الفرنسية
انضمت فرنسا إلى موجة بيع المنازل مقابل يورو واحد فقط في بعض المناطق الريفية المتعثرة.
فعلى سبيل المثال، أطلقت بلدة سانت أماند مونتروند في وسط فرنسا برنامجها الخاص لبيع المنازل مقابل يورو واحد في عام 2022.
والهدف هو جذب العائلات الشابة والمهنيين إلى البلدات التي أغلقت المدارس والشركات أبوابها بسبب انخفاض عدد السكان.
ووفقا للمعهد الوطني للإحصاء الفرنسي (INSEE)، فإن حوالي 3.1 مليون منزل شاغر في جميع أنحاء البلاد – العديد منها في بلدات صغيرة.
ويجب على المشترين الموافقة على السكن في العقار وإجراء أعمال التجديد ضمن إطار زمني محدد.
وفي العام الماضي، تم بيع العديد من العقارات، حيث انجذب المشترون إلى احتمالية العيش بأسعار معقولة في الريف الفرنسي الخلاب.
هدايا منازل الجزر اليونانية
تواجه جزر اليونان النائية نزوحا سكانيا حادا، حيث تضم بعض القرى أقل من 50 مقيما دائما.
ولعكس هذا الوضع، بدأت المجالس المحلية في جزر مثل أنتيكيثيرا وسيمي بتوزيع منازل مهجورة بأسعار رمزية، تصل أحيانا إلى يورو واحد.
وفي عام 2019، عرضت أنتيكيثيرا أربعة منازل شبه مجانية، بشرط واحد فقط وهو انتقال العائلات التي لديها أطفال إليها وترميمها.
وفقا لهيئة الإحصاء اليونانية (ELSTAT)، فإن أكثر من 35% من المنازل في بعض الجزر خالية، وتأمل الحكومة أن يؤدي جذب عائلات جديدة إلى إبقاء المدارس والخدمات مفتوحة، وأن تزدهر الحياة في الجزر من جديد.
كنوز القرى الخفية في البرتغال
جرّبت البرتغال أيضا الإسكان منخفض التكلفة لمكافحة تدهور المناطق الريفية.
وفي عام 2023، أعلنت قرية سيرديرا في وسط البرتغال عن خطة لعرض منازل مهجورة بسعر لا يتجاوز يورو واحد للمشترين الراغبين في الاستثمار في أعمال التجديد والالتزام بالسكن فيها.
وأفاد المعهد الوطني للإحصاء في البرتغال أن عدد السكان في بعض المناطق الداخلية قد انخفض بأكثر من 20% خلال عقد من الزمن.
وتأتي هذه العروض عادة مع توقع إنفاق ما لا يقل عن 15,000 دولار أمريكي على الإصلاحات.
وتأمل المجالس المحلية أن تُنعش هذه الحوافز حياة جديدة وتوفر فرص عملٍ لمجتمعاتها المتلاشية، بينما يمكن للمشترين المطالبة بحصةٍ في قلب البرتغال الخلاب مقابل لا شيء تقريبا.
منازل “السعر الرمزي” في ألمانيا
لم تكن ألمانيا بمنأى عن هجرة السكان من المناطق الريفية، وخاصة في شرقها.
فقد عرضت بعض البلدات في ولايتي ساكسونيا أنهالت وبراندنبورغ منازل مهجورة مقابل يورو واحد فقط لجذب سكان جدد.
وفي عام 2022، باعت قرية ألوينه مزادا شهيرا كاملا – بما في ذلك عدة منازل – مقابل 140 ألف يورو فقط، بمتوسط سعر أقل من دولار واحد للمتر المربع، ووفقا لوكالة الإحصاء الفيدرالية الألمانية “ديستاتيس”، فقد فقدت الولايات الشرقية ما يصل إلى 20% من سكانها منذ إعادة توحيد ألمانيا.
ويأمل القادة المحليون أن يساعد بيع العقارات بأسعار رمزية في عكس هذا الاتجاه من خلال جذب العائلات الشابة والعاملين عن بُعد، ولكن المشكلة تكمن في ضرورة ترميم المشترين للمباني والمساهمة في حياة القرية.
الولايات المتحدة: مزادات منازل ديترويت بدولار واحد
لا تشتهر الولايات المتحدة عادة بمنازلها التي تُباع بدولار واحد، لكن ديترويت، ميشيغان، تُمثل استثناء فريدا.
ففي مواجهة هجران واسع النطاق بعد عقود من فقدان السكان، بدأت هيئة بنك أراضي ديترويت في عرض منازل المدينة للبيع بالمزاد العلني بأسعار رمزية لا تتجاوز دولارا واحدا.
وفي عام 2019، بيع أكثر من 2000 منزل بهذه الطريقة، على الرغم من أن معظمها كان بحاجة إلى إصلاحات كبيرة.
وتُظهر بيانات المدينة أن ديترويت تضم أكثر من 22 ألف منزل شاغر، مع تجاوز معدلات الشغور في بعض الأحياء 30%.
ويجب على المشترين تقديم دليل على خطط التجديد والموافقة على تحديث العقارات وفقا للمعايير في غضون ستة أشهر، وبينما تتطلب المنازل استثمارا، فإن السعر الأولي يجعل امتلاك منزل في متناول الكثيرين ممن لم يحلموا به لولا ذلك.
حوافز “المنازل الفارغة” في الأرجنتين
بدأت المقاطعات الريفية في الأرجنتين، وخاصة في باتاغونيا، بعرض منازل مهجورة بأسعار رمزية لجذب سكان جدد.
وفي عام 2021، عرضت مدينة سارمينتو في مقاطعة تشوبوت عددا من المنازل الفارغة بأقل من دولار واحد للواحد، شريطة أن يقوم المشترون بترميمها وإشغالها.
وأفاد المعهد الوطني للإحصاء والتعداد (INDEC) أن بعض المناطق الريفية فقدت ما يصل إلى 15% من سكانها خلال العقد الماضي.
ويأمل رؤساء البلديات المحلية أن تُسهم هذه العروض منخفضة التكلفة في تعزيز الاقتصادات المحلية والحفاظ على استمرار عمل المدارس والخدمات.
ومع أن تكاليف التجديد قد تكون مرتفعة، إلا أن هذه العروض جذبت اهتماما دوليا وجذبت عددا مفاجئا من المتقدمين.
عروض “قرية للبيع” في بلغاريا
شهدت القرى الريفية في بلغاريا انخفاضا حادا في عدد سكانها منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث أصبحت بعض القرى شبه خالية.
ونتيجة لذلك، يُباع عدد متزايد من العقارات بأسعار رمزية – أحيانا أقل من دولار واحد – من قِبل الحكومات المحلية والملاك الخاصين.
وفي عام 2022، عرضت عدة قرى في جبال رودوبي عشرات المنازل القديمة على منصات العقارات البلغارية مقابل ليف واحد (حوالي 55 سنتا).
وتُظهر بيانات الإحصاءات الوطنية أن أكثر من 500 قرية يقل عدد سكانها عن 10 سكان.
والشرط: يجب على المشترين الالتزام بترميم المنازل والعيش فيها، بهدف بث حياة جديدة في هذه المستوطنات المنسية.