لماذا تُثير “سياسة الهدوء” في هذا المطار الأمريكي استياء بعض الركاب؟

في عالم تزداد فيه ضوضاء المطارات مع تدفق المسافرين، يبرز مطار سان فرانسيسكو الدولي (SFO) كنموذج فريد بتبنيه برنامج “المطار الهادئ” منذ عام 2018.
تهدف هذه المبادرة إلى خفض التلوث الضوضائي وتحسين تجربة السفر عبر تقليل الإعلانات الصوتية والموسيقى الخلفية، مما جعله وجهةً ملهمةً للمطارات العالمية.
لكن رغم النجاحات، تواجه المبادرة تحديات في تحقيق التوازن بين الهدوء وإيصال المعلومات الحيوية للمسافرين.
نشأة البرنامج وأهدافه:
أطلق مطار سان فرانسيسكو برنامج “المطار الهادئ” كاستجابة لشكاوى متكررة من المسافرين حول الضوضاء المزعجة، وركزت المبادرة في البداية على ضبط مصادر الضجيج الداخلية، مثل:
-
تقييد تشغيل الموسيقى الصاخبة في المتاجر والمطاعم.
-
تخصيص مناطق محددة للإعلانات الصوتية، مع اقتصار بثها على البوابات ذات الصلة بالرحلات.
-
خفض عدد الإعلانات بنسبة 40% في مناطق الصعود، وتوفير أكثر من 90 دقيقة من الضوضاء اليومية.
بحلول 2020، توسع البرنامج ليشمل تحديثات تقنية، مثل الاعتماد على شاشات المعلومات الرقمية وتطبيقات شركات الطيران لإيصال التحديثات، بدلًا من الاعتماد الكلي على الميكروفونات.
الإيجابيات: بيئة سفر أكثر استرخاءً:
-
تقليل الإرهاق السمعي: أصبحت صالات السفر أقل فوضى، خاصةً للمسافرين الدوليين أو غير الناطقين بالإنجليزية، الذين قد يصعب عليهم تمييز الإعلانات الصوتية.
-
تحسين تجربة الانتظار: ساهمت الموسيقى الهادئة في المتاجر والممرات في خلق أجواء مريحة، تشبه تلك الموجودة في المنتجعات الفاخرة.
-
تعزيز الكفاءة التشغيلية: أدى خفض الإعلانات غير الضرورية إلى توفير وقت الموظفين، مع تقليل الأخطاء الناتجة عن تشويش الاتصالات.
التحديات:
رغم المزايا، كشفت المبادرة عن تحديات لم تكن متوقعة:
-
اعتماد كبار السن على الإعلانات الصوتية: أفادت تقارير أن 30% من المسافرين فوق 65 عامًا يعتمدون على الإعلانات الصوتية بسبب صعوبة استخدام التطبيقات أو قراءة الشاشات الصغيرة.
-
تفاوت جودة تطبيقات الطيران: بينما تقدم شركات مثل يونايتد إيرلاينز تطبيقات متطورة، فإن نحو 40% من شركات الطيران الأخرى في SFO تفتقر لتطبيقات تُحدث المعلومات في الوقت الفعلي، مما يعرض المسافرين لخطر تفويت رحلاتهم.
-
ازدحام شاشات المعلومات: في ساعات الذروة، تصعب متابعة تحديثات الرحلات عبر الشاشات بسبب تشابه الألوان وعدم وضوح الخطوط، خاصةً للمسافرين ذوي الإعاقات البصرية.
مقارنة مع مطارات عالمية:
تبنت مطارات رائدة مثل أمستردام شيبول والدوحة حمد سياسات مشابهة، مع اختلافات في التنفيذ:
المطار | الإجراءات | التحديات |
---|---|---|
سان فرانسيسكو | تقليل الإعلانات الصوتية، تعزيز الشاشات الرقمية | تفاوت وعي المسافرين بالتكنولوجيا |
أمستردام شيبول | إلغاء جميع الإعلانات الصوتية، الاعتماد الكلي على الشاشات | ارتفاع معدلات تفويت الرحلات لدى كبار السن |
الدوحة حمد | دمج الإعلانات الموجهة عبر الهواتف الذكية مع نظام الشاشات | محدودية الفعالية في المناطق ذات الإنترنت الضعيف |
تحسينات مقترحة لتعظيم الفائدة:
لتحقيق التوازن بين الهدوء وإيصال المعلومات، يقترح الخبراء:
-
تخصيص مناطق صامتة: كتوفير أجنحة هادئة تمامًا مع شاشات عملاقة، بينما تُبث إعلانات محدودة في المناطق العامة.
-
تحسين تصميم الشاشات: باستخدام ألوان مُتباينة (مثل الأحمر للرحلات العاجلة)، وخطوط كبيرة، ورموز مرئية لتسهيل القراءة السريعة.
-
تطوير تطبيق موحد: تطبيق شامل لجميع شركات الطيران في SFO، مع إشعارات صوتية قابلة للتخصيص حسب احتياجات المستخدم.
-
حملات توعية: توزيع كتيبات إرشادية بلغات متعددة عند الوصول، مع تدريب الموظفين على مساعدة غير الملمين بالتكنولوجيا.
- اقرأ أيضاً: مطارات الولايات المتحدة أجرت تغييرات على أجهزة المسح بالأشعة السينية .. والسبب مروع!
- هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم .. إليك السبب