أخبارسياحة و سفر

لماذا بعض جوازات السفر أقوى من غيرها؟ .. إليك عوامل قوة الجواز

يعبر ملايين الأشخاص الحدود الدولية يوميا حاملين وثائق سفرهم، لكن ليس جميعهم يتمتعون بنفس الحرية في التنقل، حيث تعتمد القوة الفعلية لجواز السفر على مجموعة معقدة من العوامل تشمل:

  • الأداء الاقتصادي (مثل الناتج المحلي الإجمالي)

  • العلاقات الدبلوماسية بين الدول

  • سياسات الهجرة والانفتاح الإقليمي

  • مستوى الاستقرار السياسي والأمني في بلد الإصدار

تصنيفات جوازات السفر: فجوة واضحة:

تصدرت جوازات سنغافورة واليابان مؤشر هينلي لعام 2025، حيث يسمحان لحامليهما بدخول أكثر من 190 دولة بدون تأشيرة مسبقة. في المقابل، تحتل جوازات دول مراتب متدنية، مما يفرض على مواطنيها الحصول على تأشيرات لدخول معظم الوجهات العالمية، مثل:

  • أفغانستان (المركز الأخير)

  • سوريا (المركز قبل الأخير)

  • باكستان (المركز 102)

العوامل الرئيسية المؤثرة في قوة الجواز:

1. القوة الاقتصادية والاستقرار المالي

  • الناتج المحلي الإجمالي: الدول ذات الاقتصادات القوية (مثل الإمارات التي قفز جوازها من 35 إلى 182 إعفاءً تأشيرياً منذ 2006) تحصل على مزايا أكبر.

  • مخاطر الهجرة غير القانونية: كما يوضح الباحث أوغور ألتوندال: “الدول مرتفعة الدخل تحظى بثقة أكبر بسبب انخفاض احتمالات الهجرة غير المرغوب فيها”.

2. الشبكات الدبلوماسية والإقليمية:

  • الاتفاقيات الثنائية والإقليمية:

    • دول مثل بوركينا فاسو وتشاد (ذات مؤشرات تنموية متواضعة) تتمتع بمرونة سفر أكبر داخل أفريقيا بفضل اتفاقيات التكامل الإقليمي.

    • باكستان (رغم تفوقها الاقتصادي على بعض الدول الأفريقية) تعاني من توتر علاقاتها مع جيرانها المباشرين كالهند وأفغانستان، مما يقيد قوة جوازها.

3. الأمن السياسي والاستقرار الداخلي:

  • الصراعات الداخلية: كما يشير ألتوندال: “عدم الاستقرار السياسي يزيد مخاوف الدول من تدفق اللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين”.

  • إحصاءات تجاوز مدة التأشيرة: تُستخدم كمعيار لتقييم مخاطر الهجرة.

4. التمييز الهيكلي في سياسات التأشيرات:

  • معدلات الرفض الصادمة: في 2023، رُفضت 41-50% من طلبات تأشيرة شنغن من مواطني بنغلاديش، غانا، مالي، باكستان، والسنغال.

  • تحيز غير اقتصادي: يعلق بوراك ديميريل (خبير هينلي): “معدلات الرفض تشير إلى تمييز قائم على الهوية والثقافة، لا على القدرات المالية فقط”.

التأثير العملي للقيود التأشيرية:

  1. عوائق اقتصادية:

    • قد يفقد مهندس كمبيوتر نيجيري فرصة عمل في فرنسا بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة، رغم مؤهلاته.

    • التكاليف البيروقراطية والزمنية لاستخراج التأشيرات تُثقل كاهل مواطني الجنوب العالمي.

  2. عدم تناسب مع المعايير الدولية:

    • باكستان (ناتج فردي أعلى من تشاد والسودان) تُعامل جوازاتها بقسوة أكبر بسبب عوامل جيوسياسية.

الاتجاهات المستقبلية: بصيص أمل؟

  • التوسع في الإعفاءات التأشيرية: اتجهت دول كثيرة نحو تسهيل السفر خلال العقد الماضي.

  • دور التكتلات الإقليمية: قد تعزز اتفاقيات التبادل الحر (مثل اتفاقيات أفريقيا) حرية تنقل المواطنين.

  • مبادرات الدبلوماسية العامة: كما فعلت الإمارات عبر تعزيز شبكة علاقاتها الدولية لتحسين ترتيب جوازها.

ورغم هذه التطورات، يبقى السؤال الجوهري: هل يمكن سد الفجوة في حرية التنقل بين دول الشمال والجنوب؟ الإجابة تكمن في إصلاح أنظمة الهجرة العالمية لتعكس معايير أكثر إنصافًا تتجاوز الاقتصاد لتشمل الكفاءات والإمكانات الفردية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!