التقاعد في كندا: هل ستتقاعد وما زلت تسدد الرهن العقاري؟ إليك كيف يمكنك التخطيط لذلك ماليا

قبل جيل واحد فقط، كان من غير المعقول أن يحتفظ الكنديون برهوناتهم العقارية بعد التقاعد، أما اليوم، فقد بات هذا السيناريو واقعا شائعا لدى كثيرين ممن يقتربون من نهاية حياتهم المهنية.
وأظهر استطلاع أجرته شركة “Royal LePage” العقارية في مايو الماضي وشمل 1626 كنديا، أن 2% من الكنديين يتوقعون التقاعد في عام 2025، و3% في عام 2026.
ومن بين هؤلاء، قال نحو الثلث (29%) إنهم سيواصلون سداد أقساط الرهن العقاري بعد تقاعدهم.
وقال شون زيغلستاين الخبير في Royal LePage: “الكنديون اليوم أصبحوا أكثر ميلا لتحمل الديون، لأنهم إما يواصلون العمل لسنوات أطول، أو لديهم دخل متاح أكبر يمكنهم استخدامه لتسديد هذه الالتزامات لاحقا، لكن لم يعد هدفهم الأوحد هو التخلص من الرهن العقاري قبل التقاعد”.
كما أشار جيسون إيفانز، أحد المخططين الماليين، إلى أن شراء المنازل أصبح يحدث في وقت متأخر من الحياة، ما يؤدي إلى تمديد فترات سداد الرهون إلى سنوات التقاعد، خاصة مع توفر خيار التمويل الممتد لثلاثين عاما.
وأضاف إيفانز، الذي تقدم شركته خدمات التخطيط المالي للتقاعد: “المواطنون يشترون منازلهم في مراحل عمرية متأخرة، ومع وجود خيار تمويل يمتد لثلاثة عقود، تصبح سنوات التقاعد مرحلة تُستكمل فيها دفعات الرهن”.
وتتخصص شركة “Bloom Financial” في تقديم المشورة المالية للكنديين ممن تجاوزوا سن 55، وقال مديرها التنفيذي بن مكابي إن شريحة كبيرة من عملائه هم متقاعدون يسعون لإيجاد حلول لسداد رهونهم.
وتابع: “80% من العملاء الذين نتحدث إليهم في Bloom يواجهون هذا التحدي”.
كيف يمكنك التخطيط؟
أوضح إيفانز أن “التقاعد مع رهن عقاري أمر ممكن، لكن هناك مطبات يجب الحذر منها”.
وينصح بتأخير بدء الحصول على مزايا خطة التقاعد الكندية (CPP) إلى سن السبعين، موضحا: “قد يغريك البدء المبكر بمزايا التقاعد لتحسين السيولة النقدية، لكنه يؤدي إلى دفعات شهرية أقل لبقية حياتك.. كثيرون يحصلون على دخل شهري أعلى عند الانتظار إلى سن السبعين، مما يعزز الفائدة المستدامة من البرنامج”.
كما حذر من استخدام الاستثمارات لتسديد الرهن العقاري دون دراسة دقيقة للسوق، قائلا: “الرهن العقاري يزيد النفقات الشهرية خلال التقاعد، ولتغطية هذه النفقات، قد يضطر المتقاعد إلى سحب مبالغ أكبر من استثماراته، وقد يؤدي ذلك إلى خسائر عند البيع في أوقات الركود”.
ولفت مكابي إلى فجوة كبيرة يعاني منها جيل طفرة المواليد بين قيمة ممتلكاتهم العقارية وما يملكونه من سيولة نقدية.
وتابع: “ربما لم يجنوا أكثر من 30 أو 40 ألف دولار سنويا طوال حياتهم المهنية، لكنهم يمتلكون منازل تُقدّر بمليوني دولار لأنهم اشتروا في أحياء مثل Little Portugal في تورنتو خلال السبعينيات.. هناك عدم توازن هائل بين الثروة العقارية والثروة النقدية أو الدخل”.
ومن الخيارات المتاحة لبعض المالكين خط ائتمان حقوق الملكية العقارية (HELOC)، وهو قرض مرن يمكن استخدامه مقابل ملكية المنزل.
لكن مكابي أشار إلى أن هذا الخيار ليس مناسبا للجميع، وقال: “هو أفضل للشباب الذين لديهم دخل وظيفي ويمكنهم سداد الفوائد المطلوبة، أما كبار السن المتقاعدين فربما لا يكون الخيار الأنسب لهم”.
وأحد الحلول المالية المتاحة للكنديين فوق سن 55 هو الرهن العكسي، وأوضح مكابي: “الرهن العكسي هو قرض يُمنح مقابل قيمة منزلك، ولا يتطلب دفعات شهرية”.
وأضاف: “القرض لا يُستحق سداده إلا بعد الوفاة أو بيع المنزل، أي عند توقفك عن استخدامه كمسكن رئيسي”.
ويستخدم الكثير من كبار السن هذا النوع من التمويل لاستبدال رهنهم العقاري التقليدي.
كما أظهر تقرير “Royal LePage” أن 47% من الكنديين لا يخططون للانتقال إلى منزل أصغر خلال أول عامين من التقاعد، بينما قال 44% إنهم سيفعلون ذلك، والبقية لم يقرروا بعد.
وكان الخيار الأكثر شيوعا هو الانتقال إلى شقة سكنية تقليدية، وفضل 43% ذلك، في حين عبر 25% عن رغبتهم في الانتقال إلى مجتمعات سكنية لكبار السن.
في المقابل، اختار 16% العيش في منزل منفصل، و11% في منزل متصل، فيما بقي الباقون غير متأكدين مما يفضلونه.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الشقق السكنية بدأت تتراجع بشكل كبير في بعض أنشط الأسواق العقارية الكندية، وأشارت التقارير إلى انخفاض بين 15 و20% في منطقة تورنتو الكبرى مقارنة بذروتها في 2023.
وقال إيفانز: “إذا كان الإقامة في منزل أصغر جزءا من خطة التقاعد، فمن المهم مراقبة السوق العقاري والنظر في خيارات متعددة”.
اقرأ أيضا:
- 12 علامة تحذيرية يجب تجنبها عند اختيار تأشيرة التقاعد .. تعرف عليها
- 5 أشياء تختفي بعد التقاعد في كندا .. فهل أنت مستعد؟