كندا تعتزم إعادة الخصومات بعد تراجع مبيعات السيارات الكهربائية.. فهل ينتعش السوق؟

يبدو أن الطلب على السيارات الكهربائية حول العالم آخذ في الانخفاض، وفقا لمسح حديث أجرته شركة شل، والذي أشار إلى أن التكلفة والقدرة على تحمل التكاليف هما الشاغلان الرئيسيان للمشترين.
وفي الوقت نفسه، أكدت الحكومة الكندية هذا الأسبوع أنها تدرس إمكانية تقديم خصم جديد للمستهلكين على السيارات الكهربائية.
وأفادت هيئة الإحصاء الكندية أنه في الربع الأول، أو الأشهر الثلاثة الأولى، من هذا العام، تم تسجيل 37,299 سيارة جديدة عديمة الانبعاثات (ZEVs)، ما يمثل 8.7% من إجمالي تسجيلات السيارات الجديدة، بانخفاض يزيد عن 23% مقارنة بالعام السابق.
وفي شهر أبريل، وفقا لأحدث تحديث من هيئة الإحصاء الكندية، شكلت مبيعات السيارات الكهربائية ما يزيد قليلا عن 7.5% من إجمالي السيارات المباعة في كندا.
لماذا يقل اهتمام المستهلكين بالسيارات الكهربائية؟
تشير البيانات الجديدة إلى أن المستهلكين الذين لم يشتروا سيارة كهربائية بعد، بشكل عام، يقولون إن ذلك يعود في المقام الأول إلى تكاليف شرائها وامتلاكها على المدى الطويل.
وقد أصدرت شركة شل العالمية نتائج استطلاع رأي يوم الثلاثاء، أظهر انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة، وكان السبب الرئيسي هو القدرة على تحمل التكاليف، بالإضافة إلى موثوقية شبكة الشحن.
وفي الوقت نفسه، يُظهر التقرير أن أكثر من ثلثي مالكي السيارات الكهربائية الحاليين أفادوا بانخفاض قلقهم بشأن مشاكل الشحن مقارنة بالعام السابق، وأن ما يقرب من ثلاثة أرباعهم أفادوا بتحسن خيارات وتوافر نقاط الشحن العامة.
وعلى الرغم من أن استطلاع شل العالمية لم يستطلع آراء الكنديين، إلا أن هناك نتائج متسقة في تقارير حديثة أخرى شملتهم.
فقد وجد استطلاع رأي أجرته شركة AutoTrader عام 2024 أن غير مالكي السيارات الكهربائية في كندا يترددون في شراء سيارة كهربائية بسبب “ضيق مسافة/نطاق السفر، وعدم كفاية توافر محطات الشحن، وارتفاع تكاليف الشراء، والاعتقاد بأن السيارات الكهربائية غير مناسبة للطقس البارد”.
وقالت تيفاني دينغ، مديرة قسم الرؤى والاستخبارات في AutoTrader، العام الماضي: “بشكل عام، بينما يبدي ما يقرب من نصف مالكي السيارات غير الكهربائية استعدادهم لشراء سيارة كهربائية لسيارتهم القادمة، إلا أن الاهتمام بالسيارات الكهربائية قد تراجع للعام الثاني على التوالي”.
كما أكدت AutoTrader في ذلك الوقت وجود علاقة مباشرة بين انخفاض أسعار البنزين وانخفاض الطلب على السيارات الكهربائية، والعكس صحيح.
وفي أوائل عام 2022، بلغ الطلب على السيارات الكهربائية ذروته عالميا مع ارتفاع سعر البنزين التقليدي وبحث المستهلكين عن بدائل.
وهذا بالإضافة إلى سلاسل التوريد المتوترة، مما جعل السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين أكثر تكلفة إلى جانب منتجات أخرى، كما أن عدم الاستعداد للتغير في طلبات المستهلكين جعل من الصعب على شركات السيارات مواكبة هذا التغير.
وبحلول نهاية عام 2022، تغيرت الأمور مع تزايد الطلب على سلاسل التوريد، وبدأت القدرة على تحمل التكاليف تؤثر سلبا على الأسر وسط ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.
ووجد استطلاع AutoTrader أن السائقين يتجهون بشكل متزايد نحو الخيارات الهجينة، بما في ذلك السيارات الهجينة القابلة للشحن، والتي توفر مزايا كل من محرك البنزين والكهرباء من خلال عدم الاعتماد بشكل كبير أو مطلقا على شبكة الشحن واستهلاك أقل للبنزين التقليدي بشكل عام.
كما شهدت أسعار بعض السيارات الكهربائية انخفاضا تدريجيا، لذا من المحتمل أن شركات السيارات تلاحظ انخفاض الطلب ومخاوف التكلفة.
وفي بعض الحالات، أدى هذا أيضا إلى تأجيل خطط توسيع إنتاج السيارات الكهربائية.
ووفقا لموقع Rates.ca، بلغ متوسط سعر السيارة الكهربائية الجديدة في كندا اعتبارا من ديسمبر 2024 مبلغ 70,682 دولارا، بانخفاض قدره 7.8% عن العام السابق، بينما بلغ متوسط سعر السيارات المستعملة 42,045 دولارا، بانخفاض قدره 18.4% عن عام 2024.
ويمكن للكنديين حاليا شراء بعض خيارات السيارات الكهربائية الأرخص والجديدة كليا، بدءا من حوالي 40,000 دولار، وهناك أيضا تكلفة الشحن، والتي قد تشمل شراء وتركيب شاحن منزلي، وصيانة المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى الاستهلاك بمرور الوقت، والذي يختلف مقارنة ببعض الإصدارات التي تعمل بالبنزين.
وحدد مؤشر أسعار AutoTrader للربع الأول من عام 2025 متوسط السعر الوطني للسيارة الجديدة عند 65,564 دولارا – بانخفاض يقارب ثلاثة بالمئة على أساس سنوي – ومتوسط السعر الوطني للسيارة المستعملة عند 36,823 دولارا، بانخفاض قدره 2.2 بالمئة على أساس سنوي.
هل يُجدي التخفيض نفعا؟
ردا على الصحفيين يوم الثلاثاء خارج مجلس العموم، قالت وزيرة البيئة جولي دابروسين: “سيكون هناك تخفيض للمستهلكين”، دون تقديم تفاصيل أخرى تُذكر في الوقت الحالي.
وعندما سألها الصحفيون في وقت سابق من هذا الأسبوع عن برنامج تخفيض مستقبلي للسيارات الكهربائية: “هل سيُطلق عليه اسم iZEV؟”، ردت دابروسين “لا أستطيع الجزم بذلك”.
وجاء ذلك في أعقاب اجتماع دعا فيه المحافظون المعارضون إلى إلغاء تفويضات المركبات الكهربائية الحالية، بما في ذلك هدف حكومة ترودو المتمثل في أن تكون جميع سيارات الركاب الاستهلاكية الجديدة والشاحنات الخفيفة المباعة في كندا خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035، مشيرين إلى مخاوف بشأن قطاع السيارات الكندي وسياسات التعريفات الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما يدعم مصنعو السيارات الكنديون وغيرهم من رواد الصناعة إنهاء هذه الإجراءات، مشيرين إلى أن غياب الخصومات أو الحوافز الأخرى للمستهلكين يجعل هذه الأهداف غير واقعية ويمثل “فشلا سياسيا”.