عائلة كندية تكشف تكلفة المعيشة بعد الانتقال إلى البرتغال.. تجربة غيّرت كل شيء

منذ انتقال أندرو موراي وماري توريس من نوفا سكوشيا في كندا إلى البرتغال عام 2021، تغيرت حياة العائلة كليا، ووجدوا نمطا من العيش البسيط والهادئ في بلدة صغيرة تُدعى Sintra بالقرب من لشبونة.
وقال أندرو لـ Daily Hive: “أستيقظ دون منبه، وأبدأ يومي ببعض التمارين الخفيفة، ثم أتمشّى إلى المخبز المحلي لشراء الخبز الطازج”.
ويعيش الزوجان البالغان من العمر 48 عاما، مع ولديهما جاك “16 عاما” وهنري “9 أعوام”، ويُديران شركة تسويق إلكتروني عن بُعد.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتنقلان فيها، فقد عاشا سابقا في تورنتو وريف أونتاريو، وسافرا مع أطفالهما إلى أوروبا وأمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا.
إلا أن رحلة إلى باريس كانت كفيلة بتغيير نظرة أندرو للحياة، وقال: “هناك، كان السكان يتوقفون فجأة لشرب فنجان قهوة دون تخطيط مسبق، على عكس كندا حيث يحتاج الأمر إلى تنسيق وقيادة السيارة إلى مطعم.. الحياة كانت تسير بوتيرة طبيعية أكثر، ومريحة”.
كما شكلت جائحة كوفيد-19 نقطة تحول بالنسبة للعائلة، وأوضح أندرو: “أدركنا خلالها أن القواعد التي عشنا بها طوال حياتنا لم تعد ثابتة”.
وتابع: “الضرائب المرتفعة وتكاليف الإيجار أثقلت كاهلنا كأصحاب أعمال صغيرة، ومع إعادة فتح الحدود، قررنا أن الوقت قد حان للتغيير”.
ووقع اختيارهم على البرتغال بعد استبعاد دول مثل بلجيكا وإيرلندا والدنمارك، وقال أندرو: “كنا مستعدين لتغيير جذري، وكان يمكن أن نهبط في أي مكان”.
لكن رحلة الانتقال لم تكن سهلة، ووصفت ماري الأسابيع السابقة للسفر بأنها كانت “محملة بالمهام”.
وأضافت: “سافرنا بأربع حقائب فقط، واحتفظنا بمنزلنا في نوفا سكوشيا، مما خفف عنا عبء تصفية كل ممتلكاتنا”.
وبفضل جنسية أندرو الأوروبية التي حصل عليها من جده الأيرلندي، حصل هو وأبناؤه على الجنسية، بينما بدأت ماري في إجراءات الإقامة فور وصولها، وهي إجراءات وصفتها بأنها “مرهقة ومليئة بالأوراق”.
رحلة التأقلم
في البداية، عانت ماري من حنين شديد إلى الوطن، وقالت: “كنت أبكي كل صباح لبضعة أشهر.. افتقدت والدتي، وكندا، وكل ما هو مألوف”.
لكنها أوضحت أن الأمور تغيرت لاحقا، مضيفة: “أصبحت أعرف الشوارع، وتخلصت من الخرائط، وبدأت أحتضن المكان كجزء من حياتي”.
وانتقلت العائلة من الإقامات المؤقتة إلى منزل مستأجر من غرفتين، وبنوا نمط حياة مستقر خلال السنوات الثلاث الماضية.
كما قال أندرو: “أولادنا يدرسون في مدرسة دولية تعتمد على التعليم الذاتي.. الإنترنت أمر أساسي لحياتنا”.
ويرى جاك أن الانتقال ساعدهم على عيش حياة أبسط وأقرب للمعنى الحقيقي.
وقال: “أعتقد أن والديّ أصبحا يستمتعان بأشياء بسيطة مثل المشي إلى المخبز أو الجلوس في المقهى المحلي، وهذا جعلهما أكثر هدوءا”.
تكلفة المعيشة في البرتغال؟
شاركت العائلة تفاصيل نفقاتها الشهرية بالدولار الكندي:
- الإيجار (شامل الخدمات والإنترنت): 1731 دولارا
- البقالة: 1416 دولارا
- المطاعم: 393 دولارا
- النقل (إيجار السيارة والتأمين والصيانة والإصلاحات): 865 دولارا
- الهاتف: 28 دولارا لهاتفين
- التأمين الصحي: 31 دولارا للأسرة كاملة
- الأدوية: 15 دولارا كل شهرين
- أنشطة الأطفال: 157 دولارا
الإيجابيات والسلبيات
رغم حبهم للحياة في البرتغال، تعترف ماري بوجود صعوبات.
وأوضحت: “أن تضع نفسك في ثقافة مختلفة ولغة لا تعرفها قد يكون مربكا جدا.. افتقدت والدتي والأصدقاء وكل شيء اعتدت عليه”.
كما أشار أندرو إلى صعوبة التواصل بسبب اللغة، وعدم توفر بعض المنتجات التي اعتادوا عليها، قائلا إنه لا يزال يفتقد متجر كوسكو.
لكن المناخ المعتدل، والمأكولات البحرية الغنية، والشعور بالأمان، وحيوية المدن التاريخية مثل لشبونة عوّضت الكثير.
وذكرت ماري: “أفتقد دفء عيد الميلاد في كندا، لكني لست متأكدة أننا سنعود.. لقد اعتدنا على وتيرة الحياة هنا”.
ولا يفكر أندرو في العودة إطلاقا، وقالت ماري: “ربما نحتفظ بمنزلنا في كندا، لكننا وجدنا نمطا جديدا يناسبنا”.
واختتمت حديثها بنصيحة للراغبين في الهجرة قائلة: “أعطي لنفسك وقتا للتأقلم، ولا تنسى أنه بإمكانك دائما تغيير خطتك”.
أما أندرو، فقال: “صعب أن تترك ما تعرفه، لكن أحيانا، ما تكتشفه في رحلتك يكون أكثر جمالا مما تتخيل”.
اقرأ أيضا:
- هل تفقد كندا مكانتها العالمية في التعليم؟.. خبراء يحذرون
- تكاليف خفية تُثقل كاهل أصحاب المنازل الجدد في كندا
طب ما المعيشة هناك مكلفة برضه..
اكتر من 4000 دولار شهرياً…
دة غير حاجز اللغة !!!!!