أخبار

تحويل الأموال حول العالم أصبح أسهل من أي وقت مضى.. لماذا لا يزال الأمر مُرهقا للكنديين؟

عندما حاول ديك نيوسون، المقيم في فيكتوريا، إرسال ألف يورو لصديق في فرنسا عبر حسابه في بنك Scotiabank، لم يتوقع أن يتحول الأمر إلى مشكلة معقدة.

وقال نيوسون لسي بي سي: “أتممنا العملية والموقع قال: تم، لكن بعد أسبوعين، أكد صديقي أنه لم يستلم شيئا”.

وما حدث مع نيوسون ليس استثناء، فيقول خبراء إن التحويلات الدولية من البنوك الكندية يمكن أن تكون باهظة، ومعقدة، وغير شفافة.

وعادة ما تتطلب التحويلات معلومات مثل اسم المستلم، واسم البنك، وأكواد مصرفية مثل IBAN أو SWIFT.

وفي حين أن نيوسون امتلك كل البيانات المطلوبة، فإنه واجه صعوبة مع موقع البنك، ووجد واجهته مربكة.

وبينما يُعلن الموقع أن التحويل يكلف 1.99 دولار، قيل له إن هذا السعر لا ينطبق في حال طلب المساعدة، وإن عليه دفع 25 دولارا في الفرع.

وبعد أسابيع من الانتظار، أخبره البنك أن المبلغ قد أودع في حساب تجاري بدلا من حساب صديقه الشخصي.

وأكد Scotiabank في بيان، أنه “يعمل مع العميل لحل المسألة بما يُرضيه”.

لكن نيوسون لا يرى أن المشكلة فقط في فقدان المبلغ، بل في تعقيد العملية برمتها، ويتمنى أن تكون بهذه البساطة كما هو الحال في التحويلات المحلية عبر نظام Interac.

قلة المنافسة وارتفاع الرسوم في بنوك كندا

أوضح الخبير الاقتصادي في التجارة الدولية، فيرنر أنتايلر، أن البنوك الكندية تحتكر سوق العملات الأجنبية والتحويلات.

وأضاف: “أنه نظام احتكاري فعليا، وعدد قليل من البنوك تحتكر السوق وتفرض رسوما عالية، حتى تلك الرسوم التي لا يدركها العميل”.

وأشار أنتايلر إلى أن النظام المصرفي الكندي لا يوفر الترابط والسهولة التي تتمتع بها أنظمة أوروبية، حيث تتم التحويلات خلال دقائق وبأقل تكلفة.

كما ذكر أن الحسابات بالدولار الأمريكي في البنوك الكندية محدودة الاستخدام ولا ترتبط بنظام الدفع الأمريكي.

وبجانب رسوم التحويل التي قد تصل إلى 45 دولارا (كما هو الحال في بنك RBC)، فإن بعض البنوك الكندية، مثل TD، تفرض رسوما إضافية على استلام التحويل، تصل إلى 15 دولارا.

وبحسب جمعية المصرفيين الكنديين، فإن التحويلات الدولية تتطلب عمليات معقدة مثل الحماية من الاحتيال وتحويل العملات، وهو ما يبرر الرسوم الثابتة، لا النسبية.

لكن أنتايلر يرى أن السؤال الأهم هو: “كم يجب أن تكون هذه الرسوم؟ وما هو الحد المعقول؟”.

وفي مواجهة الاحتكار المصرفي، بدأت شركات مالية منافسة تقدم خدمات بديلة بأسعار أقل وشفافية أعلى.

فمثلا، تقدم EQ Bank تحويلات عبر الإنترنت بالتعاون مع شركة Wise البريطانية، مشيرة إلى أن أسعار صرفها أرخص من البنوك الكبرى وتُعرض للعميل بشكل مباشر.

وفي خطوة جديدة، أطلقت شركة التكنولوجيا المالية Wealthsimple حزمة خدمات تتضمن تحويلات مجانية لفترة محدودة عبر Wise، وتتيح فتح حسابات متعددة العملات.

كما أوضحت هانا زايدي، نائبة رئيس إستراتيجية المدفوعات في الشركة: “لا نحتاج لفرض رسوم عالية لأننا لا نملك فروعا مصرفية ولا نتحمل نفقات إدارية كبيرة”.

ويرى أنتايلر أن المنافسة ستدفع البنوك التقليدية لتطوير خدماتها، قائلا: “دخول منافسين جدد بأسعار أرخص سيجعلهم يخسرون جزءا من السوق”.

وفي فيكتوريا، لا يزال نيوسون ينتظر مصير أمواله، وقال: “أتمنى أن تبادر البنوك بجعل التحويلات الدولية أسهل”.

وأضاف أنه قد يستخدم خدمات منافسة في المستقبل لا تعتمد على البنوك التقليدية.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!