أخبار

ما هي ضريبة الخدمات الرقمية في كندا.. ولماذا تثير غضب ترامب؟

في الأسابيع والأشهر الأخيرة، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مبررات لتصعيد النزاع التجاري بين كندا والولايات المتحدة.

واليوم الجمعة، وجّه انتقاده بشكل مباشر نحو ضريبة الخدمات الرقمية التي فرضتها كندا، وهي ضريبة جديدة من المتوقع أن تُكلّف عمالقة التكنولوجيا الأمريكية مليارات الدولارات خلال السنوات المقبلة، بعد أن تدخل حيز التنفيذ رسميا يوم الاثنين.

من جانبه، عبر ويليام بيليرين، المحامي المتخصص في التجارة الدولية من مكتب McMillan LLP عن دهشته من تأخر إدارة ترامب في إثارة هذه القضية.

وقال لشبكة CBC News: “من المفاجئ فعلا أنهم انتظروا كل هذا الوقت لإثارة الضجة حول هذه المسألة”.

ما هي ضريبة الخدمات الرقمية؟

ضريبة الخدمات الرقمية في كندا (DST) تستهدف الشركات الكبرى التي تقدم خدمات رقمية مثل الإعلانات الإلكترونية أو التجارة عبر الإنترنت، وتحقق إيرادات تتجاوز 20 مليون دولار من مصادر كندية.

كما تشمل الضريبة شركات ضخمة مثل أمازون (Amazon)، وآبل (Apple)،و(Airbnb)، وغوغل (Google)، وميتا (Meta)، وأوبر (Uber).

وستُفرض ضريبة بنسبة 3% على الإيرادات التي تحققها هذه الشركات من المستخدمين الكنديين.

وعلى الرغم من أن القانون أُقر منذ العام الماضي، فإن أول دفعات الضريبة ستستحق بدءا من يوم الاثنين.

وتُطبق الضريبة بأثر رجعي اعتبارا من عام 2022، مما يعني أن على الشركات دفع فاتورة تُقدر بملياري دولار بحلول نهاية يوليو.

لماذا تفرض كندا هذه الضريبة؟

الهدف المالي هو أحد الدوافع الأساسية، إذ قدرت هيئة الميزانية البرلمانية أن الضريبة ستُدر أكثر من 7 مليارات دولار خلال خمس سنوات.

وكان الحزب الليبرالي قد وعد بفرض هذه الضريبة خلال حملة الانتخابات الفيدرالية في 2019 في عهد رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، لكنها تأخرت لفترة بسبب رغبة بعض الدول في التوصل إلى اتفاق دولي شامل بشأن الضرائب الرقمية.

وبعد استمرار التأجيلات، قررت كندا المضي قدما في فرض ضريبتها الخاصة.

وإلى جانب الإيرادات، تقدم الحكومة الكندية الضريبة على أنها خطوة لتحديث نظام الضرائب وفرض ضرائب عادلة على الشركات التي تحقق أرباحا داخل كندا ولكن مقرها خارجها.

موقف الولايات المتحدة من الضريبة

منذ البداية، عبّرت الولايات المتحدة عن رفضها الصريح للضريبة، لأنها تستهدف في الأساس الشركات الأمريكية العملاقة.

ورأى مسؤولون أمريكيون أن هذه الضريبة تعد تمييزا ضد شركاتهم، واتفق الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس على انتقاد الخطوة الكندية.

كما قدرت رابطة صناعة الكمبيوتر والاتصالات أن الشركات الأمريكية قد تضطر لدفع ما يصل إلى مليار دولار سنويا بسبب الضريبة.

وحذر عدد من الخبراء، من محامين إلى مجموعات تجارة عابرة للحدود، من أن هذه الضريبة ستؤدي إلى توتر في العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، فيما تنبأ أحدهم عام 2023 بأن الضريبة وحدها قد تشعل حربا تجارية، وفقا لـ CBC.

لماذا لا تؤجل كندا الضريبة حتى تهدأ التوترات؟

على الرغم من أن مجموعات أعمال كندية وأمريكية، وممثلين عن شركات التكنولوجيا الأمريكية، وعدد من المشرعين الأمريكيين وقعوا مؤخرا رسائل تطالب بإلغاء الضريبة أو تأجيلها، فإن وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبين أكد على تمرير القانون في البرلمان، وأن كندا “ستمضي قدما” في تنفيذه.

من جانبه، قال المحامي بيليرين إن الحكومة الكندية تتبنى على ما يبدو استراتيجية تفادي ردود الفعل العاطفية على أسلوب ترامب التفاوضي.

وأضاف: “إدارة ترامب ليست معروفة بالتفاوض بهدوء في الكواليس، لذلك هذا التصعيد لم يكن مفاجئا”.

رد الولايات المتحدة

أعلن ترامب أنه سينسحب من محادثات التجارة الثنائية مع كندا بسبب نية كندا المضي في تطبيق الضريبة يوم الاثنين، ووصفها بأنها “هجوم مباشر وصارخ على بلادنا”، مما أثار الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في مهلة الثلاثين يوما المحددة.

وعلى الرغم من أن إدارة جو بايدن كانت أيضا تعارض الضريبة، فإنها سلكت طريقا مختلفا، إذ طلبت من كندا في أغسطس الماضي إجراء مشاورات لتسوية النزاع بموجب اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA).

كما انتهت فترة المشاورات في نوفمبر دون أن تتخذ إدارة بايدن الخطوة التالية، لكن الاتفاق لا يحدد مهلة زمنية ملزمة، ما يعني أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على إعادة فتح المسار القانوني، إن رغبت في ذلك.

هل تطبق دول أخرى ضرائب مماثلة؟

نعم، هناك عدد من الدول الكبرى التي فرضت ضرائب مشابهة، مثل فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا والمملكة المتحدة.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!