أخبار

لماذا يُذكّر يوم كندا الكنديين الصينيين بتاريخ قاتم؟

لا يُمثل يوم كندا مناسبة للاحتفال بالنسبة لكثير من أفراد الجالية الصينية في كندا، بل يعيد إلى الأذهان فصلا مؤلما من تاريخ البلاد.

وفي مثل هذا اليوم، قبل 102 عام بالضبط، أي في الأول من يوليو عام 1923، احتفلت البلاد بـ “يوم Dominion” وهو الاسم السابق ليوم كندا، وفي الوقت نفسه مررت تشريعا عنصريا عُرف باسم “قانون الهجرة الصيني”.

كما عُرف هذا القانون باسم “قانون استبعاد الصينيين”، لأنه على الرغم من تقييد الهجرة إلى كندا من معظم الدول، فإنه فصل الصينيين تماما عن الهجرة على أساس العرق.

من جهتها، قالت تيريزا وو-باو، رئيسة مؤسسة العمل معا من أجل الصينيين الكنديين (ACCT)، لموقع Daily Hive: “كان القانون مصدرا للمهانة”.

وأضافت: “لسنوات طويلة، رفض كثيرون من ذوي الأصول الصينية الاحتفال بيوم Dominion، وبدلا من ذلك أطلقوا عليه اسم يوم الإذلال”.

كما ذكرت أبريل ليو، مديرة البرامج العامة والتعليم في مركز Chinatown Storytelling بفانكوفر: “تخيّل أن يصدر قانون تمييزي كهذا في اليوم الوطني المفترض أن نحتفل فيه بكندا”.

وأوضحت ليو أن مصطلح “يوم الإذلال” لم يعد يُستخدم حاليا إلا ضمن سياق تاريخي، لكنه يعكس حجم الألم الذي عاشته الجالية الصينية في تلك الحقبة.

وفي حين تركز وو-باو وليو اليوم على حفظ ذاكرة هذا التاريخ المؤلم وإعادة إحياء المجتمع الصيني الكندي، فإنهما تدعوان إلى التأمل في الماضي والمضي قدما بمناسبة يوم كندا.

وبدأت سياسة التمييز ضد الصينيين بضريبة فُرضت عام 1885، والتي ألزمت الصينيين بدفع 50 دولارا للدخول إلى كندا، وارتفعت هذه الضريبة لاحقا إلى 100 دولار ثم إلى 500 دولار، وهو مبلغ يعادل أجر سنتين آنذاك.

ثم جاء “قانون الهجرة الصيني”، الذي استمر من 1923 إلى 1947، وتسبب في تمزيق أُسر صينية كندية على مدار 24 عاما.

كما أوضحت ليو: “كانت فترة مؤلمة، فصلت بين العائلات وأثّرت سلبا على الأعمال التجارية وأعاقت قدرة الصينيين الكنديين على الاستقرار والتجذّر في البلاد”.

وأكدت وو-باو أن والدها لم يلتقي بجده قط، إذ ظل جدها وجدتها منفصلين لمدة 31 عاما.

وترى أن العزوف السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي لطالما وُصف به الصينيون الكنديون، هو نتيجة مباشرة لهذا التهميش الممنهج.

الحرب العالمية الثانية

قالت ليو إن نقطة التحول جاءت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ سعى الصينيون الكنديون للانضمام إلى القوات المسلحة، في وقت كانت السياسات تحرمهم من ذلك.

وتابعت: “كانوا يريدون إثبات ولائهم لكندا، حتى يتمكنوا لاحقا من المطالبة بحقوقهم”.

وعندما انتهت الحرب، قاد قادة مجتمع مثل وون ألكسندر كوميواو “أول صيني وُلد في كندا، حملة ناجحة لإلغاء “قانون الهجرة الصيني” عام 1947.

وأدى إلغاء القانون إلى لمّ شمل العائلات الصينية الكندية، كما حصل أفراد الجالية على حق التصويت.

كما قالت ليو: “بدأنا نرى أفرادا من المجتمع الصيني يكسرون الحواجز، ويصبحون أول محامٍ أو طبيب صيني كندي، لأن العقبات بدأت تزول تدريجيا”.

اقرأ أيضا:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!