هل الآن هو الوقت الأنسب منذ 3 سنوات لشراء منزل في كندا؟

بعد ثلاث سنوات من ارتفاع حاد في أسعار المنازل، يشهد سوق العقارات في كندا مرحلة من التهدئة، بحسب تقرير جديد صادر عن البنك الملكي الكندي (RBC).
وبحسب التقرير، فإن الوقت الحالي هو الأنسب منذ عام 2021 لشراء منزل، رغم أن الحلم لا يزال بعيد المنال بالنسبة للكثيرين.
كما جاء في التقرير أن “التحول الإيجابي خلال الفصول الخمسة الماضية ساعد في تحسين فرص المشترين في جميع أنحاء البلاد، لكن التحسن كان أوضح لدى مشتري الشقق السكنية”.
ويتوقع التقرير أن تبقى الأسعار مستقرة على مدار العامين المقبلين، مع نمو طفيف في الأجور.
من جانبه، قال الاقتصادي في RBC، روبرت هوغ: “نتوقع بقاء الأسعار مستقرة بشكل عام في كندا خلال العامين المقبلين، مع بعض الاستثناءات المحلية، ونمو متواضع في الأجور نتيجة التباطؤ في سوق العمل”.
أسعار فائدة أقل
يرى الخبراء أن التحسن في القدرة على تحمل تكاليف السكن يعود بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار الفائدة على القروض العقارية، إضافة إلى تراجع أسعار المنازل في بعض الأسواق.
وقال فيكتور تران، خبير القروض العقارية في Rates.ca: “أسعار الفائدة على الرهون العقارية انخفضت كثيرا خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا هو السبب الأول”.
وأوضح أن ما يُعرف بـ”اختبار الضغط” أصبح أقل صرامة حاليا، ما زاد من القدرة الشرائية للمشترين، إذ باتوا مؤهلين للحصول على قروض بشروط أخف من السابق.
الأسعار لا تزال مرتفعة
على الرغم من أن انخفاض متوسط أسعار المنازل بنسبة 3.5% في مايو مقارنة بالعام الماضي، تبقى القدرة على الشراء أقل مما كانت عليه قبل وباء كورونا.
وقال توم ستوري، مندوب المبيعات في Royal LePage: “صحيح أن الأسعار والفائدة أقل، لكن الأسعار لم تُخفض للنصف أو شيء من هذا القبيل.. لا تزال المنازل باهظة”.
وأردف قائلا: “الأمر يشبه الطقس، فإذا كانت الحرارة 40 درجة لخمسة أيام، ثم انخفضت إلى 35، فهي تقنيا أبرد، لكنك لا تزال تتصبب عرقا، وهذا بالضبط ما يشعر به المشترون”.
وخلال سنوات وباء كورونا، ارتفعت الأسعار بسرعة، ووصلت ذروتها في عام 2022، ما جعل شراء منزل حلما بعيد المنال.
وعلى الرغم من زيادة عدد العقارات المعروضة للبيع، فإن المشترين ما زالوا مترددين.
وقال ستوري: “المشترون والبائعون لا يتفقون على الأسعار، وهذا هو سبب كثرة المعروض الآن”.
كما لفت تران إلى أن بعض المدن الكندية، مثل Windsor وHamilton، تتأثر بالاقتصاد الأمريكي، خاصة بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس دونالد ترامب، مما يزيد من الغموض في أسواقها العقارية.
وحذر من أن التكاليف المصاحبة لامتلاك منزل، مثل الضرائب العقارية، وفواتير المرافق، والتأمين، آخذة في الارتفاع أيضا، ما يشكل عبئا إضافيا على المشترين المحتملين.
تباطؤ سوق الشقق السكنية
هناك تحسن ملحوظ في القدرة على شراء الشقق السكنية (condo)، وعادت مستويات القدرة على التحمل في بعض المدن إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
وأوضح تقرير RBC أن من بين المدن التي شهدت هذا التحسن، إدمونتون، وساسكاتون، وريجاينا، ووينيبيغ، وحتى تورنتو.
وقال ستوري إن الشقق أصبحت أكثر وفرة في المدن الكبرى مثل تورنتو وفانكوفر، بينما لا تزال أنواع أخرى من المنازل نادرة جدا، ما يجعلها عرضة لمزايدات حتى في السوق الهادئة.
وقال ستوري: “في بعض أنواع العقارات، مثل المنازل شبه المنفصلة، لا يزال هناك نقص في المعروض، لذلك، من الممكن أن تحصل على عدة عروض أو يُباع المنزل بأكثر من السعر المطلوب”.
ولفت تران إلى أن البنوك وشركات التمويل تتنافس الآن على جذب المقترضين، لا سيما أولئك الذين يجددون رهنهم العقاري.
وتابع: “بعض البنوك تقدم معدلات فائدة مغرية، وأحيانا حوافز إضافية مثل نقد فوري عند توقيع العقد”.
اقرأ أيضا:
- هل هاليفاكس أرخص من تورنتو؟.. بيانات جديدة تُفاجئ الساعين للانتقال
- موظفو هذه المقاطعة هم الأكثر تعاسة في وظائفهم على مستوى كندا