تحذير من ناسا: عواصف شمسية قوية قد تضرب الأرض وتتسبب انقطاعات كهربائية ومشكلات تقنية

شهد النظام الشمسي مؤخرا زيادة مفاجئة في نشاطه، وهو ما قد يؤدي إلى عواصف شمسية أقوى تتسبب بانقطاعات كهربائية وتعطّل شبكات الاتصالات حول العالم.
وأوضحت وكالة ناسا أن نجم النظام الشمسي كان يشهد هدوءً وضعفًا مستمرا لمدة نحو 20 عاما، قبل أن يطرأ تغير غير متوقع على هذا النمط في عام 2008، وما زال العلماء يحاولون فهم أسباب هذا التحول الغامض.
فقد أظهرت الدراسات أن الرياح الشمسية، وهي تيارات من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس، قد ازدادت قوة منذ عام 2008، مع ارتفاع ملحوظ في سرعتها وكثافتها وحرارتها، إضافة إلى تقوية المجال المغناطيسي المرتبط بها.
ويعني هذا النشاط الشمسي المتزايد إمكانية حدوث عواصف شمسية أقوى تضرب الأرض بشكل متكرر، مسببة اضطرابات متعددة.
وتمتلك العواصف المغناطيسية الأرضية القدرة على إتلاف شبكات الكهرباء، ما يؤدي إلى انقطاعات كهربائية واسعة، والتأثير على الأقمار الصناعية، وتعطيل أنظمة الاتصال الحيوية مثل نظام تحديد المواقع (GPS).
كما قد تصبح أضواء الشمال مرئية في مناطق تقع أبعد جنوب القطبي الشمالي خلال العواصف الأقوى، إلا أن المخاطر التي تهدد التكنولوجيا والبنية التحتية تستلزم مراقبة دقيقة.
ورغم صعوبة التنبؤ بالوقت الدقيق وشدة هذه العواصف، تشير التوقعات إلى احتمال زيادة تواترها مع بلوغ ذروة الدورة الشمسية الحالية، التي تمتد 11 عاما، بين عامي 2025 و 2026.
من جانبه، أوضح جيمي جاسينسكي، المؤلف الرئيسي للدراسة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا، أن جميع المؤشرات كانت تشير إلى أن الشمس ستدخل فترة طويلة من النشاط المنخفض، لذلك جاء انعكاس هذا الاتجاه مفاجئا، مضيفا أن الشمس بدأت الآن في استعادة نشاطها تدريجيا.
ويشير تصاعد النشاط الشمسي إلى ازدياد البقع الشمسية والتوهجات، مع احتمالية حدوث انبعاثات قوية من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس.
وقد يؤدي هذا إلى توسع الغلاف الشمسي الخارجي، المعروف بالهليوسفير، نتيجة زيادة الضغط الناجم عن الرياح الشمسية.
وعلى الأرض، قد يتقلص الغلاف المغناطيسي الذي يحيط بكوكبنا ويعمل كحماية طبيعية، مما يزيد تعرضنا للجسيمات الشمسية.
ويشكل هذا التعرض المتزايد خطرا على رواد الفضاء، الذين قد يتعرضون لمستويات أعلى من الإشعاع أثناء المهام الفضائية، بما قد يؤدي إلى مشكلات صحية محتملة.
كما يمكن أن تتعرض الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية للأضرار، مع تعطيل أنظمة الاتصال والملاحة الضرورية للحياة اليومية.
وقد شهدت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” التابعة لإيلون ماسك مشاكل واسعة النطاق خلال ذروة عاصفة مغناطيسية أرضية قوية في وقت متأخر من ليلة الأحد، حيث وردت أكثر من 50,000 شكوى من المستخدمين قبل منتصف الليل بقليل مع وصول موجة جديدة من العواصف الشمسية إلى الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الجسيمات الشمسية على الغلاف الجوي العلوي للأرض، بما قد يؤثر على مستويات الأوزون ويزيد من كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأشخاص في الخارج.
وأوضح فريق ناسا أن الشمس تمر بدورة نشاط مدتها 11 عاما، تتسم بتغيرات في البقع الشمسية.
واقترحت الدراسة، التي نُشرت في Astrophysical Journal Letters، أن هذه الزيادة في النشاط الشمسي قد تكون جزءا من دورة أطول تمتد 22 عاما، وأن الشمس تعوض الآن انخفاضها الغامض الذي دام عقدين بدلا من دخول فترة هدوء متوقعة.
فمنذ عام 2008، ازدادت سرعة الرياح الشمسية بنسبة 6٪، وارتفعت كثافتها بنسبة 26٪، وارتفعت درجة حرارتها بنسبة 29٪، وارتفع الضغط بنسبة 45٪.
ويؤدي هذا الغلاف الشمسي الأكثر نشاطا إلى زيادة العواصف الشمسية وتعزيز التفاعلات مع المجال المغناطيسي للأرض.