كندا تواجه أكبر موجة تقاعد في تاريخها مع تراجع معدل الخصوبة بشكل كبير

حذر تقرير جديد صادر عن بنك (RBC) من موجة تقاعد غير مسبوقة ستشهدها كندا مع بلوغ جميع مواليد جيل “الطفرة السكانية” سن التقاعد بحلول عام 2030، وهو ما سيترك آثارا واسعة على الاقتصاد وسوق العمل.
وجاء التقرير متزامنا مع بيانات هيئة الإحصاء الكدية التي كشفت أن معدل الخصوبة في البلاد سجل مستوى قياسيا منخفضا في عام 2024، ما يفاقم التحديات الديموغرافية.
وبدأت موجة التقاعد في عام 2011 حين بلغ أكبر جيل من مواليد الطفرة سن الـ 65، وبحلول 2024 كان ثلثا هذا الجيل قد وصل إلى سن التقاعد، وسيبلغ الباقون هذا العمر بحلول 2030.
من جهتها، توقعت الخبيرة الاقتصادية في RBC، سينثيا ليتش، أن يؤدي ذلك إلى أكبر انخفاض هيكلي في قوة العمل.
ورغم ارتفاع البطالة مؤقتا نتيجة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، يرى التقرير أن كندا ستواجه قريبا نقصا حادا في العمالة، مشيرا إلى أن الهجرة المرتفعة في العقد الماضي لن تكون كافية لتعويض الفجوة، خاصة مع تبني الحكومة الفيدرالية سياسة جديدة تقلص أهداف استقبال المهاجرين.
ومن المتوقع أن يقترب معدل النمو السكاني من الصفر بين عامي 2026 و2027.
كما يتوقع البنك الملكي انخفاض معدل المشاركة في سوق العمل بنسبة 2% بين 2024 و2030، وهو تراجع يفوق ما شهده الاقتصاد خلال الأعوام الأربعة عشر الماضية.
وأشار التقرير إلى أن الأشخاص فوق 55 عاما يشكلون نحو 21% من القوة العاملة الكندية، لكن بعض القطاعات ستتأثر أكثر من غيرها مع موجة التقاعد، مثل الخدمات التجارية والبناء والدعم، وتجارة الجملة، والصناعات التحويلية للسلع غير المعمرة، والزراعة.
وستكون مقاطعات مثل بريتش كولومبيا وكيبيك والمقاطعات الأطلسية الأكثر تأثرا، وذلك بسبب ارتفاع متوسط أعمار سكانها ونسبة كبار السن فيها.
وبالإضافة إلى النقص في العمالة، ستزداد الضغوط على قطاعات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية مع ارتفاع الطلب نتيجة تزايد أعداد المتقاعدين.
وبالتوازي مع ذلك، تواجه كندا انخفاضا تاريخيا في معدلات الخصوبة.
فقد بلغ معدل الإنجاب الكلي 1.25 طفل لكل امرأة في 2024، وهو أدنى مستوى مسجل على الإطلاق.
ويضع هذا المعدل كندا ضمن الدول المصنفة بـ”منخفضة الخصوبة جدا”، مثل سويسرا (1.29)، وفنلندا (1.25)، وإيطاليا (1.18)، واليابان (1.15)، وسنغافورة (0.97).
أما كوريا الجنوبية فسجلت المعدل الأدنى عالميا عند 0.75.
كما سجلت بريتش كولومبيا أدنى معدل خصوبة بين المقاطعات الكندية بـ 1.02 طفل لكل امرأة، فيما جاءت نونافوت في الصدارة بمعدل 2.34.
أما نوفا سكوشيا (1.08)، وجزيرة الأمير إدوارد (1.10)، وأونتاريو (1.21) فكانت جميعها ضمن الفئة الأدنى.
وارتفع متوسط عمر الأمهات عند الولادة إلى 31.8 عاما في 2024، مقارنة بـ 26.7 عاما في 1976، ما يعكس تحولا اجتماعيا عميقا يضاعف من التحديات المرتبطة بالتركيبة السكانية في كندا.
اقرأ أيضا:
- أسعار البنزين تتراجع في كندا.. إليك أسباب الهبوط وتوقعات المرحلة المقبلة
- “سيغير قواعد اللعبة”.. كندا توقع اتفاقا تجاريا ودفاعيا مع إندونيسيا