أخبار

تقرير: تزايد العنف الأسري بين المهاجرين في كالغاري .. الأسباب والحلول

كندا بالعربي / العديد من حالات العنف تسجل يومياً داخل منازل الأسر المهاجرة في مدينة كالغاري ، ويقول الأشخاص الذين يعملون عن قرب مع العائلات الجديدة إن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتصدي للعنف الذي يحدث كل يوم في منازل الأسر المهاجرة في جميع أنحاء المدينة.

وفي حين يتم الحديث عن العنف الأسري التقليدي بين الزوجين بشكل متكرر هذه الأيام عند المهاجرين والمنظمات التي تخدمهم، لا يزال العنف بين أفراد نفس الأسرة موضوعًا لم يتطرق إليه أحد.

وقالت”صايمة جمال” ، المؤسس المشارك لجمعية كالغاري لدعم المهاجرين: “إنها مشكلة كبيرة ولا يتحدث عنها أحد”.

و أضافت: “أحيانًا أشعر بحالات العنف الأسري غير الزوجية ، أي بين الآباء والأبناء والإخوة والأخوات ، أنها أكبر من العنف بين الزوجين”.

و أشارت جمال إلى أنّها في الأشهر القليلة الماضية واجهت حالات عنف منزلي بين أفراد الأسرة الواحدة أكثر من حالات العنف بين الزوج والزوجة.

من جهة أخرى تعد حالات العنف أكثر بين أفراد الأسرة الواحدة بالنسبة للعائلات الجديدة من غيرها ، وذلك يعود لضغوط وعوامل مختلفة.

ويمكن أن تحدث المواجهات بين الأهالي و أطفالهم أو بين الأجداد والأطفال و كذلك بين الأشقاء لأسباب عديدة، على سبيل المثال، تبني الأطفال للثقافة الكندية بسرعة، بالإضافة إلى أذواقهم الجديدة في الموسيقى الغربية والأزياء والتصرفات ، إلى جانب التوقعات حول الممارسات الدينية واللغات التي يتحدث بها الأطفال في المنزل.

و قد لا يتقبل بعض الوافدين الجدد سرعة تكيف أطفالهم والتغيير الحاصل بعد وصولهم إلى بلد جديد ومختلف تمامًا، و يمكن أن تكون بعض التغييرات غير محتملة بالنسبة لبعض الآباء الذين جاؤوا من ثقافة مختلفة و لديهم قيم مختلفة في مجتمع مختلف تمامًا ، و قد يؤدي ذلك إلى مواجهات وانقسامات في الأسرة.

و يمكن أن تؤدي المشاكل في المنزل ببعض الأطفال إلى إدمان المخدرات وحياة العصابات، وهو أمر منتشر في شمال شرق المدينة ، حيث يستقر الكثير من القادمين الجدد.

كذلك يؤدي الطلاق في حالات أخرى ، إلى تصاعد حدة العنف والتوتر ، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نشأة المواجهات.

وقالت جمال: “يمكن للطفل أن يتضور جوعاً من أجل الحب وينتهي به المطاف مندفعاً بعواطفه لناس حوله ، و قد يكون لذلك عواقب مدمرة على المدى الطويل”.

هذه المشاكل وغيرها قد تؤدي في بعض الحالات إلى انتحار الأطفال للهرب من القتال.

كما أشارت جمال إلى محاولة رجال الدين إثارة القضية في أماكن العبادة ، لكنهم في الغالب غير مدربين على تقديم المشورة ولا يزالون غير قادرين على كسر حاجز الصمت.

لذلك يجب أن تكون هناك أماكن إضافية متخصصة لمساعدة مجتمعات المهاجرين، والتركيز على نشر الوعي.

و نوّهت جمال إلى أنّ الكثير من الناس من المجتمعات العرقية لا يطلبون المساعدة وغيرها من الطرق للحديث عن مشاكلهم في المنزل.

من جانبه ذكر المدير التنفيذي لإحدى منظمات تسوية المهاجرين الرائدة في كالغاري أنّه يجب اكتشاف الديناميكية الأسرية الفريدة بين القادمين الجدد وكيفية التصدي للعنف في المنزل.

وقال حيدر حسن ، الرئيس التنفيذي لخدمات المهاجرين: ” إن وصمة العار الثقافية حول الصحة العقلية والعنف الأسري في مجتمعات القادمين الجدد تشكل عائقاً كبيراً”.

هناك أيضًا مشاكل مثل التغلب على الحواجز اللغوية وقضايا الإسكان والتوظيف وعدم الخبرة في القوانين والأعراف الجديدة ، التمييز، عدم الإلمام بالجغرافيا ، نظام التعليم وحتى المناخ ، وكل ذلك يزيد من الضغط والإحباط الأولي داخل بعض الأسر.

وقال حسن: “نحاول مساعدة الأسر من خلال تقديم المشورة بعدة لغات كما نستخدم خدمات الترجمة الفورية المعتمدة” ، مضيفًا أن المساعدة متاحة من خلال وكالات أخرى.

إلى جانب ذلك ، أشار حسن إلى وجود ورش عمل حول زيادة الوعي الثقافي ، وتربية الأطفال في ثقافة مختلفة ، والنظام القانوني في كندا.

وفي النهاية أكدت جمال أنّ التحدي الأكبر الذي تواجهه المنظمات الجديدة هو حمل العائلات الجديدة في كندا على كسر حاجز الصمت والسعي للحصول على الدعم قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!