سياحة و سفر

رغم المقاطعة الكندية.. ولاية أمريكية تجذب هذه الفئة من الكنديين وتحقق أرباحا قياسية

بدأت كندا بمقاطعة السفر إلى الولايات المتحدة في فبراير، بعدما شعر كثير من الكنديين بالإهانة من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، وتصريحاته التي وصف فيها كندا بأنها “الولاية رقم 51 لأمريكا”، ومنذ ذلك الحين، تراجع السفر عبر الحدود بشكل ملحوظ، حيث تعهّد العديد من المسافرين الكنديين بالامتناع عن زيارة الولايات المتحدة، وفي يوليو، انخفض السفر الجوي من كندا إلى أمريكا بنسبة 26%، بينما تراجعت الرحلات البرية بنسبة 37% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، وفقا لإحصاءات كندا ومؤسسة “تورزم إيكونوميكس”.

ولكن يبدو أن جاذبية ولاية أمريكية واحدة كانت أقوى من المقاطعة، ونجحت في جذب فئة معينة من السياح الكنديين.

فقد أظهرت أحدث الأرقام أن المقاطعة الكندية للسفر إلى الولايات المتحدة بدأت تتصدّع، بفضل ولاية مشمسة واحدة ونوع مخلص من السياح الكنديين، فرغم التوترات السياسية والتجارية بين البلدين، لا يزال عدد كبير من المسافرين الموسميين الكنديين يخططون لقضاء الشتاء في فلوريدا، بل إن الكثير منهم بدأ بالحجز مبكرا هذا العام، ويدفع أسعارا أعلى بكثير من العام الماضي مقابل هذه الإقامة.

ففي بداية عام 2025، بدا أن العديد من المسافرين الموسميين الكنديين يعيدون النظر في خطط سفرهم إلى الولايات المتحدة، وسط دعوات واسعة للمقاطعة، وهذا التراجع أثار قلق الولايات الأمريكية التي تعتمد على السياحة، وعلى رأسها فلوريدا، ووفقا لهيئة “فيزيت فلوريدا”، وهي الجهة الرسمية للترويج السياحي في الولاية، تُعد كندا أكبر مصدر للسياح الدوليين إلى فلوريدا، حيث زارها 3.4 مليون كندي في عام 2024.

وجاءت الدول التالية في ترتيب السياح الدوليين إلى فلوريدا بعد كندا:

  • البرازيل: 1.2 مليون زائر
  • المملكة المتحدة: 1.1 مليون زائر
  • كولومبيا: 619 ألف زائر
  • المكسيك: 594 ألف زائر

بالتالي، فإن خسارة هؤلاء السياح الكنديين كانت ستشكّل ضربة قوية لاقتصاد الولاية، لكن يبدو أن فلوريدا لا تحتاج للقلق كثيرا، فقد بدأ المسافرون الموسميون الكنديون بحجز إقامات طويلة في فلوريدا قبل موعدهم المعتاد بشهر تقريبا، ويدفعون أسعارا أعلى بنسبة 70% مقارنة بعام 2024، وفقا لتقرير صادر عن “ذا لوجيك”، استنادا إلى بيانات حجوزات من منصات مثل Airbnb وVrbo.

وقال ستيفن فاين، رئيس خدمة “سنوبيرد أدفايزر” الكندية، وهي منصة تساعد الكنديين في التخطيط لعطلاتهم الشتوية، إن معظم عملائه الذين قضوا شتاءهم سابقا في فلوريدا ينوون العودة هذا العام، وأضاف أن مبيعات التأمين على السفر مشابهة لما كانت عليه في 2024، وأوضح أن معظم أنواع السفر الأخرى من كندا شهدت انخفاضا حادا خلال 2025، لكن المسافرين الموسميين يختلفون عن باقي المسافرين.

فارتباط هؤلاء الكنديين العميق بالولايات المتحدة جعلهم أوفياء لفلوريدا، وكشفت نتائج استطلاع “سنوبيرد أدفايزر” لعام 2023 أن نحو نصف المسافرين الموسميين الكنديين يمتلكون عقارات في الولايات المتحدة، وفي العام نفسه، شكّل الكنديون 17% من المشترين الدوليين للعقارات في فلوريدا، باستثمارات بلغت 1.3 مليار دولار، وفقا لجمعية “فلوريدا ريالتورز”.

ومع دخول عام 2025، قد تكون الحجوزات المبكرة من الكنديين لقضاء عطلاتهم الشتوية في فلوريدا مؤشرا إيجابيا لمستقبل السياحة في الولاية، ولكن رغم هذا التفاؤل، قد تكون هذه الطفرة مجرد حالة استثنائية.

ورغم أن المسافرين الموسميين الكنديين أحدثوا شرخا في المقاطعة، إلا أن الزيادة المبكرة في الحجوزات لا تعكس واقع السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بشكل عام، فلا تزال أعداد المسافرين الكنديين إلى أمريكا، بما في ذلك فلوريدا، منخفضة مقارنة بالسنوات السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى