كندا تستعد لإعلان خطة الهجرة 2026–2028 في نوفمبر.. والتوقعات تُبشّر بزيادة الأعداد

تُعد خطة مستويات الهجرة في كندا من أكثر الإعلانات متابعة كل عام في نوفمبر، لما لها من تأثير مباشر على نمو السكان، وسوق العمل، والتوازن الديموغرافي في البلاد.
أنهت الحكومة الكندية مشاوراتها الوطنية حول خطة الهجرة متعددة السنوات المقبلة، وينتظر الكنديون إعلان وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة (IRCC) عن خطة الهجرة للفترة 2026–2028 بحلول نوفمبر 2025.
ولا تقتصر النقاشات حول أهداف الهجرة في كندا على الأرقام فقط، بل تشمل السياسة، مطالب المقاطعات، والواقع الاقتصادي، وكيفية التوازن بين الهجرة الدائمة والمؤقتة.
ففي نوفمبر 2024، أعلنت الحكومة الفيدرالية عن خطة الهجرة للفترة 2024–2026، وحددت هدف عام 2025 ب ـ395,000 مقيم دائم.
لكن بناء على طلبات من عدة مقاطعات، منحت الحكومة الفيدرالية حصصا إضافية ضمن برنامج الترشيح الإقليمي (PNP)، ما رفع العدد الإجمالي المستهدف لعام 2025 إلى 401,418.
توزيع الحصص الإضافية لعام 2025:
- بريتش كولومبيا: +1,254 حصة إضافية للإقامة الدائمة
- ألبرتا: +1,528 حصة إضافية للإقامة الدائمة
- ساسكاتشوان: +1,136 حصة إضافية للإقامة الدائمة
- نيوفاوندلاند ولابرادور: +1,000 حصة إضافية للإقامة الدائمة
- نيو برونزويك: +1,500 حصة إضافية للإقامة الدائمة
وبذلك، يصبح الرقم الفعلي المستهدف لعام 2025 هو 401,418 بدلا من 395,000.
وضمن هذا الرقم، تم تخصيص 8.5% للهجرة الفرنكوفونية خارج كيبيك، أي ما يعادل 29,325 مقيم دائم، أما الباقي، فيُوزّع على فئات اقتصادية، وعائلية، وإنسانية، وغيرها حسب نسب الخطة.
وهذه الأرقام تُعد حاسمة، لأنها تؤثر على توقعات القوى العاملة في المقاطعات، وتخطيط البلديات للسكن والبنية التحتية، والنقاشات الوطنية حول الاندماج والخدمات الاجتماعية.
مشاورات خطة الهجرة 2026–2028
أجرت وزارة الهجرة الكندية مشاورات عامة بين 21 يوليو و17 أغسطس 2025، بهدف إعداد خطة الهجرة للفترة 2026–2028.
وبحلول نهاية سبتمبر 2025، انتهت هذه المشاورات رسميا، وتعمل الحكومة حاليا على دراسة الردود وتحديد الأرقام النهائية للإعلان في نوفمبر.
من شارك في المشاورات؟
- حكومات المقاطعات والأقاليم عبر طاولات الهجرة الحكومية
- أصحاب العمل والجهات المعنية بسوق العمل
- منظمات دعم المهاجرين والاستقرار
- مواطنون عاديون عبر استطلاعات ومشاركات عامة
أبرز القضايا المطروحة:
- التحكم الإقليمي: طالبت العديد من المقاطعات بدور أقوى أو حصص أكبر لتلبية احتياجاتها الاقتصادية المحلية.
- القدرة على الاستيعاب: شدد المشاركون على ضرورة مواءمة الهجرة مع قدرة المدن على استقبال الوافدين من حيث السكن، النقل، الصحة، والتعليم.
- التحول من مؤقت إلى دائم: طالب كثيرون بتوضيح أفضل لمسارات التحول من الإقامة المؤقتة إلى الدائمة للطلاب والعمال الأجانب.
- التوازن الفرنكوفوني: دعت عدة جهات إلى تعزيز الهجرة الفرنكوفونية خارج كيبيك، بما يتماشى مع هدف الحكومة للوصول إلى 12% بحلول 2029
وهذه المشاورات ستُستخدم كمدخل أساسي في صياغة القرار النهائي في نوفمبر 2025.
لماذا تطالب المقاطعات بالمزيد؟
لدى المقاطعات أسباب قوية للمطالبة بحصص أكبر من الهجرة:
التوافق مع سوق العمل
لكل مقاطعة احتياجات مختلفة: ألبرتا تحتاج إلى عمال في قطاع الطاقة، وساسكاتشوان تعاني من نقص في الزراعة والموارد، أما المقاطعات الأطلسية فتواجه انخفاضا سكانيا وتحتاج إلى مهاجرين لدعم النمو، بينما تعاني أونتاريو وبريتش كولومبيا من نقص مزمن في قطاعات الصحة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
الحساب السياسي
عندما تطالب المقاطعات بحصص أكبر، فهي تُظهر نفسها أمام الرأي العام، فإذا نجحت، يُنسب لها الفضل في توفير وظائف وخدمات، وإذا فشلت، تُحمّل الحكومة الفيدرالية المسؤولية.
الاندماج والاستقرار
تقول المقاطعات الصغيرة إنها قادرة على دمج الوافدين بشكل أفضل في مجتمعات صغيرة، وتخفيف الازدحام الحضري، وضمان بقاء المهاجرين لفترات أطول.
ولهذا، تسعى المقاطعات إلى مزيد من التحكم والمخصصات في خطة الهجرة المقبلة.
التطلعات لأرقام الهجرة في 2026
حددت خطة 2024–2026 هدفا أساسيا لعام 2026 بـ 380,000 مقيم دائم، ولكن مع طلبات المقاطعات وحصص PNP الإضافية، يُتوقع أن يرتفع الرقم إلى 386,418.
ومع ذلك، قد لا يكون هذا هو السقف، فمع عدد سكان كندا البالغ 41,695,871 (حتى 29 سبتمبر 2025)، فإن نسبة هجرة تبلغ 1% تعني 416,958 مقيم دائم جديد في 2026.
وهذا الرقم يُستخدم كثيرا كمرجع في الأوساط السياسية.
لذا، رغم أن الرقم الرسمي قد يكون 386,418، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الرقم النهائي قد يقترب من 410,000–415,000 أو أكثر.
وضمن هذا الرقم، يُتوقع أن ترتفع نسبة الهجرة الفرنكوفونية خارج كيبيك إلى 9.5%، أي ما يعادل 31,350 مقيم دائم.
لماذا يُتوقع ارتفاع الأرقام؟
رغم الضغوط العامة، هناك أسباب قوية تدفع نحو زيادة مستويات الهجرة:
- الحاجة الديموغرافية: معدل الخصوبة في كندا منخفض، والنمو الطبيعي ضعيف، والهجرة ضرورية للحفاظ على الزخم السكاني.
- شيخوخة السكان: مع تقاعد المزيد من الكنديين، هناك حاجة إلى شباب ومهاجرين لدعم أنظمة التقاعد والرعاية الصحية.
- نقص العمالة: قطاعات الصحة، والبناء، والتكنولوجيا، والزراعة تعاني من نقص حاد.
- ضغط المقاطعات: بعد حصولها على حصص إضافية في 2025، لن تقبل المقاطعات بتراجع الأرقام في 2026.
- الالتزامات الفرنكوفونية: الحكومة ملتزمة برفع نسبة الهجرة الفرنكوفونية خارج كيبيك إلى 12% بحلول 2029.
- الطلب غير المُلبّى: هناك ضغط من المقيمين المؤقتين والطلاب والعمال الأجانب الراغبين بالتحول إلى الإقامة الدائمة.
وبناء على كل ذلك، يُتوقع أن يكون الرقم الرسمي 385,164 مجرد نقطة انطلاق، وقد يتجاوز الرقم النهائي 410,000 في إعلان نوفمبر 2025.